بازگشت

في رواته و وکلائه


و قد توکل له (ع) عدة أقوام من عدة بلاد و رووا عنه الروايات و أوصلوا إليه المطالعات. فمما صح لي روايته عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلي محمد بن أبي عبد الله الکوفي أنه ذکر عدة من انتهي إليه ممن وقف علي معجزات صاحب الزمان ص من الوکلاء و الرواة فمن بغداد العمري و ابنه و حاجز و البلالي و العطار و من الکوفة العاصمي و من الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار و من أهل قم أحمد بن إسحاق و من همدان محمد بن صالح و من الري الشامي و الأسدي يعني نفسه و من آذربيجان القاسم بن العلاء و من نيشابور محمد بن شاذان و منهم أبو القاسم الحسين بن روح.



[ صفحه 111]



و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن الحسن الصيوفي الصرمي المقيم بأرض بلخ قال أردت الحج و کان معي مال بعضه ذهب و بعضه فضة فجعلت ما معي من ذهب سبائک و ما معي من فضة نقرا و کان قد وقع ذلک المال إلي لأسلمه من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه. قال فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي علي موضع فيه رمل ثم جعلت أميز تلک السبائک و النقر مرة أخري اهتماما مني بحفظها فقدت منها سبيکة وزنها وزن مائة مثقال و ثلاثة مثاقيل فسبکتها بوزنها من مالي سبيکة و جعلتها بين تلک السبائک فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم بن روح



[ صفحه 112]



و سلمت إليه ما کان معي من السبائک و النقرة فمد يده إلي السبيکة التي سبکتها من مالي فرمي بها إلي و قال ليست هذه السبيکة لنا و سبيکتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت الخيمة في الرمل فارجع إلي مکانک و انزل حيث نزلت و اطلب السبيکة هناک فإنک ستجدها و ستعود إلي هاهنا فلا تراني. قال فرجعت إلي سرخس و نزلت حيث کنت نزلت فوجدت السبيکة تحت الرمل و قد نبت عليها الحشيش فأخذت السبيکة و انصرفت إلي بلدي فلما کان بعد ذلک حججت و معي السبيکة و دخلت مدينة السلام و قد کان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح قد مضي و لقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فسلمت السبيکة إليه. و بالطريق المذکور يرفعه إلي الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي قال رأيت بمدينة السلام امرأة تسأل عن وکيل مولانا (ع) أين هو فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح و أشار إليها فدخلت عليه و أنا عنده فقالت أيها الشيخ أي شي ء معي فقال ما معک ألقيه في دجلة ثم ائتيني حتي أخبرک قال فذهبت المرأة و حملت ما کان معها فألقته في الدجلة و رجعت فدخلت عليه فقال أبو القاسم لمملوکة له أخرجي إلي بالحقة فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة هذه الحقة کانت معک و رميتها في الدجلة أخبرک بما فيها أم تخبريني فقالت بل أخبرني أنت فقال في هذه الحقة زوج سوار ذهبا و حلقة کبيرة فيها جوهرة و حلقتان صغيرتان فيهما جوهرة



[ صفحه 113]



و خاتمان أحدهما فيروزج و الآخر عقيق و کان الأمر کما ذکر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض عليها ما فيها و نظرت المرأة إليه و قالت هذا الذي حملته بعينه و رميته في دجلة فغشي علي و علي المرأة فرحا بما شاهدنا من صدق الدلالة. و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي جعفر محمد بن علي الأسود قال سألني علي بن الحسين بن موسي بن بابويه بعد موت محمد بن عثمان العمري أن أسأل أبا القاسم الروحي رحمه الله أن يسأل مولانا صاحب الأمر أن يدعو الله عز و جل أن يرزقه ولدا ذکرا فسألته فأنهي ذلک ثم أخبرني بعد ذلک بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين و أنه سيولد له ولد مبارک ينفع الله به و بعده أولاد و کان هذا محمد الصدوق أحد مشايخ هذه الطائفة و إليه تسند أکثر أخبارهم و رواياتهم و عنه رويت أنا أکثر هذه الأخبار التي أوردتها في هذا الکتاب و هو ممن يرجع إليه أکثر الأصحاب. قال محمد الصدوق فکان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه کثيرا ما يقول إذا رآني أختلف إلي مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد و أرغب في کتبة العلم و حفظه ليس بعجب أن يکون لک مثل هذه الرغبة في العلم و أنت بدعاء الإمام ولدت. و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال کنت عند الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه مع جماعة فيهم علي بن



[ صفحه 114]



عيسي القصري فقام إليه رجل فقال له إني أريد أن أسألک عن شي ء قال سل عما بدا لک فقال الرجل أخبرني عن الحسين بن علي (ع) أ هو ولي الله قال نعم قال أخبرني عن قاتله أ هو عدو الله قال نعم قال الرجل فهل يجوز أن يسلط الله عز و جل عدوه علي وليه فقال أبو القاسم رحمه الله افهم عني ما أقول لک اعلم أن الله عز و جل لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان و لا يشافههم بالکلام و لکنه جل جلاله يبعث إليهم رسلا من أجناسهم و أصنافهم بشرا مثلهم و لو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم و صورهم لنفروا عنهم و لم يقبلوا منهم فلما جاءوهم و کانوا من جنسهم يأکلون الطعام و يمشون في الأسواق قالوا لهم أنتم بشر مثلنا و لا نقبل منکم حتي تأتونا بشي ء نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنکم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله عز و جل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار و الإعذار فغرق جميع من طغا و تمرد و منهم من ألقي في النار فکانت بردا و سلاما و منهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة و أجري من ضرعها لبنا و منهم من فلق له البحر و فجر له من الحجر العيون و جعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفکون و منهم من أبرئ الأکمه و الأبرص و أحيا الموتي بإذن الله و أنبأهم بما يأکلون و يدخرون في بيوتهم و منهم من انشق له القمر و کلمته البهائم مثل البعير و الذئب و غير ذلک فلما أتوا بمثل ذلک و عجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله کان من تقدير الله عز و جل و لطفه بعباده و حکمته أن جعل أنبياءه عليهم السلام مع هذه القدرة و المعجزات في حالة غالبين و في أخري مغلوبين و في حال قاهرين و في حال مقهورين و لو جعلهم في جميع أحوالهم غالبين و قاهرين و لم يبتلهم و لم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عز و جل و لما عرف فضل صبرهم



[ صفحه 115]



علي البلاء و المحن و الاختبار لکنه جعل أحوالهم في ذلک کأحوال غيرهم ليکونوا في حال المحنة و البلوي صابرين و في حال العافية و الظهور علي الأعداء شاکرين و يکونون في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين و لا متجبرين و ليعلم العباد أن لهم (ع) إلها هو خالقهم و مدبرهم فيعبدوه و يطيعوا رسله و تکون حجة الله علي من يجاوز الحد فيهم و ادعي لهم الربوبية أو عاند أو خالف و عصي و جحد بما جاءت به الأنبياء و الرسل ليهلک من هلک عن بينة و يحيا من حي عن بينة. قال محمد بن إبراهيم فعدت إلي الشيخ أبي القاسم بن روح من الغد و أنا أقول في نفسي أ تراه ذکر ما ذکر لنا يوم أمس من عند نفسه فابتدأني و قال يا محمد بن إبراهيم لو أن العاقل خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مکان سحيق في عداد الهالکين أحب إليه أن يکون من المفترين القائلين في دين الله برأيه ليس ذلک من عند نفسي بل ذلک عن الأصل و مسموع من الحجة ص و منهم محمد بن إبراهيم بن مهزيار مما صح لي روايته عن الشيخ السعيد محمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه الله يرفعه إلي محمد بن إبراهيم المذکور قال شککت عند مضي أبي محمد الحسن (ع) و اجتمع عند أبي مال فحملته و رکبت معه مشيعا له فوعک وعکا شديدا فقال يا بني ردني فهو



[ صفحه 116]



الموت و قال اتق الله في هذا المال و أوصي إلي و مات بعد ثلاثة أيام فقلت في نفسي لم يکن أبي ليوصي بشي ء غير صحيح أحمل هذا المال إلي العراق و أکتري دارا علي الشط و لا أخبر أحدا بشي ء فإن وضح لي کوضوحه في أيام أبي محمد أنفذ به و إلا أنفقته في بلادي و شهواتي فقدمت العراق و اکتريت دارا علي الشط و بقيت أياما أتوقع فإذا أنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معک کذا و کذا حتي قص علي جميع ما کان معي و ذکر في جملته شيئا لم أحط به علما فسلمته إلي الرسول و بقيت أياما لا يرفع بي رأسي فاغتممت فخرج إلي قد أقمناک مقام أبيک فاحمد الله. و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن شاذان النيسابوري قال اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرين درهما فلم أحب أن أنقدها ناقصة فوزنت من عندي عشرين درهما فبعثت بها الأسدي و لم أکتب مالي فيها فورد الجواب وصلت خمسمائة درهم لک فيها عشرون درهما.



[ صفحه 117]



و منهم أبو جعفر العمري السمان فما جاز لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي رحمه الله يرفعه إلي علي بن محمد بن مقيل قال لما حضرت أبا جعفر العمري السمان الوفاة کنت جالسا عند رأسه أسائله و أحدثه و أبو القاسم بن روح عند رجليه فالتفت إلي و قال قد أمرت أن أوصي إلي أبي القاسم الحسين بن روح فقمت من عند رأسه و أخذت بيد أبي القاسم بن روح فأجلسته في مکاني و قعدت عند رجليه. و له ص وکلاء آخرون لم نذکرهم لئلا يطول بذکرهم الکتاب و هم مذکورون في الکتب المطولة المرسومة في هذا الباب و بالله التوفيق.



[ صفحه 118]