بازگشت

في ذکر والدته و ولادته و ما يتعلق بذلک


فأما ولادته فذلک مما صح روايته عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلي الشيخ الصدوق أبي الحسن محمد بن جعفر الأسدي و کان لا يطعن عليه في شي ء من الأحوال قال ولد القائم محمد بن الحسن (ع) النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين و کان سنه عند وفاة أبيه (ع) خمس سنين و هو صاحب السيف من أئمة الهدي (ع) و القائم بالحق و المنتظر لدين الله و له غيبتان إحداهما أطول من الأخري أما الأولي فمن وقت ولادته إلي انقطاع السفراء بينه و بين رعيته و خواص شيعته و أما الطولي فهي بعد الأولي إلي أن يأذن الله في ظهوره و يجب وقت خروجه و حضوره فعندها يقوم بالسيف فيقتل المنافقين و يدمر المشرکين و يهلک أعداء الدين کله لله و يحصل ما وعده الله



[ صفحه 51]



تعالي في کتابه المبين وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَکِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما کانُوا يَحْذَرُونَ. و أما والدته فمن ذلک ما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن علي بن بابويه رحمه الله يرفعه إلي أبي الحسن محمد بن بحر الشيباني قال وردت کربلاء سنة ست و ثمانين و مائتين و زرت قبر غريب رسول الله ص ثم انکفأت إلي مدينة السلام متوجها إلي مقابر قريش علي ساکنها السلام في وقت تضرم الهواجر و توقد السماء فلما وصلت إلي مشهد الکاظم (ع) و استنشقت روائح تربته المغمورة من الرحمة المحفوفة بحدائق الغفران بکيت عليها بعبرات متقاطرة و زفرات متتابعة و قد حجب الدمع طرفي عن النظر فلما رقأت العبرة و انقطع النحيب فتحت بصري و إذا أنا بشيخ قد انحني صلبه



[ صفحه 52]



و تقوس منکباه و ثفنت جبهته و راحتاه و هو يقول لآخر معه يا ابن أخ لقد نال عمک شرفا بما حمله السيدان من غوامض الغيوب و شرائف العلوم التي لم يحمل مثلها إلا سلمان و قد أشرفت علي استکمال المدة و انقضاء العمر و لست أجد في أهل الولاية من يفضي إليه بسر قلت يا نفس لا يزال العناء و المشقة ينالان منک بإتعابي الخف و الحافر في طلب العلم و قد قرعت سمعي من الشيخ لفظة تدل علي حال جسيم و أمر عظيم فقلت أيها الشيخ و من السيدان قال البحران المغيبان في الثري بسر من رأي قلت فإني أقسم بالموالاة و شرف محل هذين السيدين من الإمامة و الوراثة أني خاطب علمهما و طالب آثارهما و باذل من نفسي الإيمان المؤکدة علي حفظ أسرارهما قال إن کنت صادقا فيما تقول فأحضر ما صحبک من الآثار عن نقلة آثارهم فأخرجت له ما حضرني من ذلک قال صدقت أنا بشر بن سلمان النخاس من ولد أبي أيوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن و أبي محمد (ع) و جارهما بسر من رأي قلت فأکرم أخاک بعض ما شاهدت من آثارهما.



[ صفحه 53]



قال کان مولاي أبو الحسن علي بن محمد العسکري فقهني في أمر الرقيق فکنت لا أشتري و لا أبيع إلا بإذنه فاجتنبت بذلک موارد الشبهات حتي کملت معرفتي فيه و حسنت الفرق بين الحلال و الحرام فبينا أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رأي و قد مضي هوي من الليل إذ قرع الباب قارع فعدوت مسرعا فإذا بکافور الخادم رسول مولاي أبي الحسن (ع) يدعوني إليه فلبست ثيابي و دخلت عليه و إنه يحدث ابنه أبا محمد و أخته حکيمة من وراء الستر فلما جلست قال يا بشر إنک من ولد الأنصار و هذه الولاية لم تزل فيکم يرثها خلف من سلف فأنتم ثقاتنا أهل البيت و إني مزکيک و مشرفک بفضيلة تسبق فيها سباق الشيعة في الموالاة بها بسر أطلعک عليه و أنفذک في تتبعه و کتب کتابا تلطفا بخط رومي و لغة رومية و طبع عليه خاتمه و أعطاني ششتقة صفراء فيها مائتان و عشرون دينارا فقال خذها و توجه بها إلي بغداد و احظر معبرات الفرات ضحوة يوم کذا و کذا فإذا وصلت ستري إلي جانبک زواريق السبايا و سيبرزن



[ صفحه 54]



منها و يستحدق بهن طوائف المبتاعين من وکلاء قواد بني العباس و شراذم من فتيان العراق فإذا رأيت ذلک فأشرف من البعد علي المسمي عمر بن يزيد النخاس عامة نهارک إلي أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها کذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من السفور و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها و يشغل نظره بتأمل مکاشفها من وراء الستر الرقيق فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية فاعلم أنها تقول وا هتک ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاث مائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول بالعربية لو برزت في زي سليمان بن داود علي سرير ملکه ما بدت لي فيک رغبة فأشفق علي مالک فيقول النخاس فما الحيلة لا بد من بيعک فتقول الجارية و ما العجلة و لا بد من اختيار مبتاع يسکن قلبي إلي أمانته و وفائه. فعند ذلک قم إلي عمر بن يزيد النخاس و قل له إن معي کتابا مطلقا لبعض الأشراف کتبه بلغة رومية و خط رومي وصف فيه کرمه و وفاءه و نبله و سخاءه فناولها لتتأمل فيه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه و رضيته فأنا وکيله في ابتياعها منک قال بشر بن سليمان النخاس فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن (ع) في أمر الجارية فلما نظرت في الکتاب بکت بکاء شديدا و قالت



[ صفحه 55]



لعمر بن يزيد النخاس بعني من صاحب هذا الکتاب و حلفت بالمحرجة العظيمة إنه متي امتنع من بيعها منه قتلت نفسها فما زلت أشاحه في ثمنها حتي استقر الأمر علي مقدار ما کان أصحبنيه مولاي من الدنانير في الششتقة فاستوفي مني و تسلمت منه الجارية ضاحکة مستبشرة و انصرفت بها إلي حجرتي التي کنت آوي إليها ببغداد فما أجدها حتي أخرجت کتابة مولانا (ع) من جيبها و جعلت تلثمه و تضعه علي خدها و تطبقه علي جفنها و تمسحه علي بدنها فقلت متعجبا منها تلثمين کتابا و لا تعرفين صاحبه فقالت أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعک و فرغ لي قلبک أنا مليکة بنت يشوعا بن قيصر ملک الروم و أمي من ولد الحواريين تنسب إلي شمعون أنبئک العجب أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه و أنا بنت ثلاثة عشر سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين و القسيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل و من ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل و جمع من أمراء الأجناد و قواد العساکر و نقباء الجيوش و ملوک العشائر أربعة آلاف رجل و أبرز من بهو ملکه عرشا مسوغا من أصناف



[ صفحه 56]



الجواهر إلي صحن القصر فرفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه و أحدقت به الصلبان و قامت الأساقفة عکفا و نشرت أسفار الإنجيل تساقطت الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض و تقوضت الأعمدة و انهارت إلي القرار و خر الصاعد مغشيا عليه فتغيرت ألوان الأساقفة و ارتعدت فرائصهم و قال کبيرهم لجدي أيها الملک اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة علي زوال هذا الدين المسيحي و المذهب الملکاني فتطير جدي تطيرا شديدا و قال للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة و ارفعوا هذه الصلبان و أحضروا أخا هذا المدبر المنکوس جده لأزوج منه هذه الصبية فيندفع نحوسه عنکم بسعوده. فلما فعلوا ذلک حدث علي الثاني مثل ما حدث علي الأول و تفرق الناس و قام جدي قيصر مغتما فدخل قصره و أرخيت الستور فرأيت في تلک الليلة کان المسيح و شمعون و عدة من الحواريين اجتمعوا في قصر جدي و نصبوا فيه منبرا يباري السماء علوا و ارتفاعا في الموضع الذي کان فيه جدي نصب عرشه فدخل عليهم محمد ص مع فتية و عدة من بنيه فقام إليه المسيح و اعتنقه فقال له يا روح الله إني جئتک خاطبا من وصيک شمعون فتاته



[ صفحه 57]



مليکة لابني هذا و أومأ بيده إلي أبي محمد ابن صاحب هذا الکتاب فنظر المسيح إلي شمعون (ع) فقال قد أتاک الشرف فصل رحمک برحم رسول الله ص قال قد فعلت فصعدوا ذلک المنبر فخطب محمد رسول الله ص و زوجني. فلما استيقظت من منامي أشفقت أن أقص هذه الرؤيا علي أبي و جدي مخافة القتل فکنت أسر ما في نفسي و لا أبديها لهم و ضرب صدري بمحبة أبي محمد (ع) حتي امتنعت من الطعام و الشراب و ضعفت نفسي و دق شخصي و مرضت مرضا شديدا فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي و سأله عن دوائي فلما برح به اليأس قال يا قرة عيني هل يخطر ببالک شهوة فأوردکها في هذه الدنيا فقلت يا جدي أري أبواب الفرج مغلقة فلو کشفت العذاب عمن في سجنک من أساري المسلمين و فککت عنهم الأغلال و تصدقت عليهم و منيتهم الخلاص رجوت أن يهب المسيح و أمه العافية و الشفاء فلما فعل ذلک تجلدت في إظهار صحة بدني و تناولت يسيرا من الطعام فسر بذلک جدي و أقبل علي إکرام الأساري و إعزازهم. فرأيت أيضا بعد أربع ليال کأن سيدة النساء قد زارتني و معها مريم بنت عمران و ألف من وصائف الجنان فقالت لي مريم هذه سيدة النساء أم زوجک



[ صفحه 58]



أبي محمد فأتعلق بها و أبکي و أشکو إليه امتناع أبي محمد من زيارتي فقالت سيدة النساء (ع) إن ابني أبا محمد لن يزورک و أنت مشرکة بالله علي دين مذهب النصاري و هذه أختي مريم تبرأ إلي الله تعالي من دينک فإن ملت إلي رضا الله عز و جل و رضا المسيح ابن مريم (ع) و مريم (ع) عنک و زيارة أبي محمد إياک فقولي أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فقلت فلما تکلمت بهذه الکلمة ضمتني سيدة النساء (ع) إلي صدرها و طيبت نفسي و قالت الآن توقعي زيارة أبي محمد فإني منفذته إليک فانتبهت و أنا أقول وا شوقاه إلي لقاء أبي محمد فلما کان في الليلة القابلة جاءني أبو محمد (ع) في منامي فرأيت کأني أقول له لم جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبک فقال ما کان تأخري عنک إلا لشرکک فإذا قد أسلمت فإني زائرک في کل ليلة إلي أن يجمع الله شملنا في العيان فما قطع عني زيارته بعد ذلک إلي هذه الغاية. قال بشر فقلت لها و کيف وقعت في الأساري فقالت أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدک سيسرب جيوشا إلي قتال المسلمين يوم کذا و کذا



[ صفحه 59]



ثم يتبعهم فعليک باللحاق لهم متنکرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف في طريق کذا ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين حتي کان من أمري ما کان و شاهدت و ما شعر بأني ابنة ملک الروم إلي هذه الغاية أحد سواک و ذلک باطلاعي إياک عليه و لقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنکرته و قلت نرجس فقال هذا اسم الجواري. قال بشر فقلت العجب إنک رومية و لسانک لسان العرب قالت بلغ من ولوع جدي و حمله إياي علي تعلم الآداب أن أوعز إلي امرأة ترجمان له في الاختلاف إلي فکانت تقصدني صباحا و مساء و تفيدني العربية حتي استمر عليها لساني و استقام. قال بشر فلما انکفأت بها إلي سر من رأي دخلت علي مولانا أبي الحسن العسکري (ع) فقال لها کيف أراک الله عز و جل عز الإسلام و ذل النصرانية و شرف آل محمد نبيه (ع) فقالت کيف أصف لک ما أنت أعلم به مني قال فإني أحب أن أکرمک فأيما أحب إليک عشرة آلاف درهم أم بشري لک فيها شرف الأبد قالت بل البشري قال (ع) أبشري بولد يملک الدنيا شرقا و غربا و يملأ الأرض عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما قالت ممن قال ممن خطبک رسول الله ص ليلة کذا في شهر کذا من سنة کذا بالرومية قالت من المسيح (ع) و وصيه قال فممن المسيح و وصيه قالت من ابنک أبي محمد قال فهل تعرفينه قالت و هل خلوت ليلة من زيارته منذ الليلة التي أسلمت فيها علي يد سيدة النساء أمه فقال أبو الحسن ع



[ صفحه 60]



يا کافور ادع لي أختي حکيمة فلما دخلت عليه قال (ع) لها ها هية فاعتنقتها طويلا و سرت به کثيرا فقال لها مولانا يا بنت رسول الله أخرجيها إلي منزلک و علميها الفرائض و السنن فإنها زوجة أبي محمد و أم القائم صلوات الله عليه و علي آبائه أجمعين و أما خبر ولادته بالطريق المذکور يرفعه إلي موسي بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) قال حدثتني حکيمة بنت محمد بن علي بن موسي (ع) قالت بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال يا عمة اجعلي إفطارک الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان و إن الله عز و جل سيظهر في هذه الليلة الحجة و هو حجته في أرضه قالت فقلت و من أمه قال نرجس فقلت و الله جعلني الله فداک ما أري بهذا أثرا قال هو کما أقول لک فجئت فلما سلمت و جلست جاءت تنزع خفي و قالت يا سيدتي کيف أمسيت قلت بل أنت سيدتي و سيدة أهلي قالت فأنکرت قولي و قالت ما هذا يا عمة فقلت يا بنية إن الله سيهب لک في هذه الليلة غلاما سيدا في الدنيا و الآخرة قالت فخجلت و استحيت فلما فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت و أخذت مضجعي فرقدت فلما کان في جوف الليل قمت إلي الصلاة ففرغت من صلاتي و هي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة و هي راقدة ثم قامت فصلت و نامت



[ صفحه 61]



قالت حکيمة فخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول کذنب السرحان و هي نائمة قالت حکيمة فدخلتني الشکوک فصاح أبو محمد فقال لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب قالت فجلست فقرأت حم السجدة و يس فبينا أنا کذلک إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت باسم الله عليک تحسين شيئا قالت نعم يا عمة فقلت لها اجمعي نفسک و اجمعي قلبک فهو ما قلت لک قالت حکيمة فأخذتني فترة و أخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فکشفت عنه الثوب فإذا به (ع) ساجدا يتلقي الأرض بمساجده فضممته (ع) إلي فإذا به منظف فصاح أبو محمد هلمي إلي ابني فجئت به إليه فوضع يده تحت أليتيه و ظهره و وضع قدمه في صدره ثم أولج لسانه في فيه و أمر يده علي عينيه و سمعه و مفاصله ثم قال تکلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له و أشهد أن محمدا رسول الله ص ثم صلي علي أمير المؤمنين و علي الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين إلي أن وقف علي أبيه (ع) ثم أحجم فقال أبو محمد (ع) يا عمة اذهبي به إلي أمه ليسلم عليها ثم ائتني به فذهبت به إلي أمه فسلم



[ صفحه 62]



عليها و رددته إليه فوضعه (ع) في المجلس و قال يا عمة إذا کان يوم السابع فأتينا قالت حکيمة رضي الله عنها فلما أصبحت جئت لأسلم علي أبي محمد (ع) و کشفت الستر لأتفقد سيدي (ع) فلم أره فقلت له جعلت فداک ما فعل سيدي فقال استودعناه الذي استودعته أم موسي قالت حکيمة فلما کان يوم السابع جئت فسلمت و جلست فقال هلمي إلي ابني فجئت بسيدي (ع) و هو في الخرقة ففعل به کفعلته الأولي ثم قال تکلم يا بني فقال (ع) أشهد أن لا إله إلا الله و الصلاة علي رسول الله ص و علي أمير المؤمنين و علي الأئمة بسم الله الرحمن الرحيم وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَکِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما کانُوا يَحْذَرُونَ قال موسي ثم سألت عقيد الخادم عن هذا فقال صدقت حکيمة رضي الله عنها و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن عبد الله الظهري قال أتيت حکيمة أسألها عن الحجة و ما اختلف الناس فيه من الحيرة التي هم فيها فقالت لي اجلس ثم حکت لي الحکاية المذکورة بعينها و زادت عليها أنه قالت فتناوله



[ صفحه 63]



الحسن (ع) مني و الطير ترفرف علي رأسه فناوله لسانه فشرب منه ثم قال امضي به إلي أمه لترضعه و رديه إلي قالت فناولته أمه فأرضعته و رددته إلي أبي محمد (ع) و الطير ترفرف علي رأسه فصاح بطائر منها فقال احفظه و رده إلينا في کل أربعين يوما فتناوله و طار به في جو السماء و معه سائر الطير فسمعت أبا محمد (ع) يقول استودعک الله الذي أودعته أم موسي موسي (ع) فبکت نرجس فقال اسکتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديک و سيعاد إلينا کما رد موسي إلي أم موسي کما ذکر الله تعالي في کتابه فَرَدَدْناهُ إِلي أُمِّهِ کَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ قالت حکيمة قلت و ما هذا الطائر قال هذا روح القدس الموکل بالأئمة (ع) يوفقهم و يسددهم و يربيهم بالعلم قالت حکيمة و لما کان بعد أربعين يوما رد الغلام و وجه إلي ابن أخي (ع) و دخلت فإذا أنا بصبي يتحرک و يمشي بين يدي فقلت سيدي هذا ابن سنتين فتبسم (ع) ثم قال إن أولاد الأنبياء و الأوصياء إذا کانوا أئمة ينشئون بخلاف ما ينشأ غيرهم فإن الصبي منا إذا أتي عليه شهر کان کمن أتي عليه سنة و إن الصبي منا ليتکلم في بطن أمه و يقرأ القرآن و يعبد ربه عز و جل عند الرضاع و تطيعه الملائکة و تنزل عليه صباحا و مساء قالت حکيمة فلم أزل أري ذلک الصبي في کل أربعين يوما إلي أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد (ع) بأيام قلائل فلم أعرفه فقلت لابن أخي (ع) من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه فقال هذا ابن نرجس



[ صفحه 64]



و هذا خليفتي من بعدي و عن قليل تفقدوني فاسمعي له و أطيعي قالت حکيمة فمضي أبو محمد (ع) بأيام قلائل و افترق الناس کما تري و الله إني لأراه صباحا و مساء و إنه لينبئني عن کل ما تسألوني عنه فأخبرکم و و الله إني لا أريد أن أسأله عن الشي ء فيبدأني به و إنه ليرد علي الأمر فيخرج إلي منه جوابه من ساعته من غير مسألتي و قد أخبرني البارحة بمجيئک إلي و أمرني أن أخبرک بالحق قال محمد بن عبد الله فو الله لقد أخبرتني بأشياء لم يطلع عليها أحد إلا الله تعالي فعلمت أن ذلک صدق و عدل من الله عز و جل و قد أطلعهم علي ما لم يطلع عليه أحدا من خلقه.

و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي جعفر العمري رضي الله عنه قال لما ولد السيد (ع) قال أبو محمد (ع) ابعثوا إلي أبي عمرو فبعث إليه فصار إليه فقال اشتر لنا عشرة آلاف رطل خبزا و عشرة آلاف رطل لحما و فرقه قال أحسبه قال علي بني هاشم و عق عنه بکذا و کذا شاة و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن معاوية بن حکيم و محمد بن أيوب بن نوح و محمد بن عثمان العمري قالوا عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي (ع) ابنه ص و نحن في منزله و کنا أربعين رجلا



[ صفحه 65]



فقال هذا إمامکم من بعدي و خليفتي عليکم أطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في أديانکم أما إنکم لا ترونه بعد يومکم هذا قالوا فخرجنا من عنده فما مضت أيام قلائل حتي مات أبو محمد (ع).



[ صفحه 66]