بازگشت

في إثبات ذلک بالأخبار من جهة الخاصة


و قد تواترت الأخبار و رويت الآثار عن الله تعالي و النبي و الأئمة الأحد عشر الأطهار بالنص علي إمامته و ظهوره بعد غيبته فلنذکر بعض ما ورد عن کل واحد واحد منهم علي الترتيب علي سبيل الاختصار دون الإطناب و الإکثار. أما ما ورد عن الله تعالي فمن ذلک ما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن بابويه رحمه الله يرفعه إلي ابن عباس قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلي ربي أتاني النداء يا محمد قلت لبيک لک العظمة لبيک فأوحي إلي يا محمد فلم اختصم الملأ الأعلي قلت إلهي لا أعلم فقال يا محمد هل اتخذت من الآدميين وزيرا و أخا و وصيا قلت إلهي و من أتخذ تخير أنت لي فأوحي الله إلي يا محمد قد اخترت لک من الآدميين علي بن أبي طالب فقلت إلهي ابن عمي فأوحي إلي يا محمد إن عليا وارثک و وارث العلم من



[ صفحه 23]



بعدک و صاحب لوائک لواء الحمد يوم القيامة و صاحب حوضک يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتک ثم أوحي الله إلي يا محمد إني أقسمت علي نفسي قسما لا يشرب من ذلک الحوض مبغض لک و لأهل بيتک و ذريتک الطيبين حقا حقا أقول يا محمد لأدخلن جميع أمتک إلا من أبي الجنة فقلت إلهي هل واحد يأبي الجنة فأوحي الله إلي بلي فقلت و کيف يأبي فأوحي الله إلي يا محمد اخترتک من خلقي و اخترت لک وصيا من بعدک و جعلته بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدک و ألقيت محبته في قلبک و جعلته أبا لولدک فحقه بعدک علي أمتک کحقک عليهم في حياتک فمن جحد حقه فقد جحد حقک فمن أبي أن يواليه فقد أبي أن يدخل الجنة فخررت لله عز و جل ساجدا شکرا لما أنعم الله علي فإذا مناد ينادي ارفع يا محمد رأسک سلني أعطک فقلت يا إلهي اجمع أمتي من بعدي علي ولاية علي بن أبي طالب ليردوا علي جميعا حوضي يوم القيامة فأوحي الله عز و جل يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم و قضائي ماض فيهم لأهلک به من أشاء و أهدي به من أشاء و قد آتيته علمک من بعدک و جعلته وزيرک خليفتک من بعدک علي أهلک و أمتک عزيمة مني لا يدخل الجنة من عاداه و أبغضه و أنکر ولايته بعدک فمن أبغضه فقد أبغضک و من أبغضک فقد أبغضني و من عاداه فقد عاداک و من عاداک فقد عاداني و من أحبه فقد أحبک و من أحبک فقد أحبني و قد جعلت لک هذه الفضيلة و أعطيتک أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا من ذريتک من البکر البتول و آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسي ابن مريم يملأ الأرض قسطا کما ملئت جورا و ظلما أنجي به من الهلکة و أهدي به من الضلالة و أبرئ به الأعمي و أشفي به المريض



[ صفحه 24]



فقلت إلهي و متي يکون ذلک فأوحي الله عز و جل إلي يکون ذلک إذا رفع العلم و ظهر الجهل و کثر القراء و قل العمل و کثر القتل و قل الفقهاء الهادون و کثر فقهاء الضلالة الخونة و کثر الشعراء و اتخذ أمتک قبورهم مساجد و حليت المصاحف و زخرفت المساجد و کثر الجور و الفساد و ظهر المنکر و أمر أمتک به و نهي عن المعروف و قنع الرجال بالرجال و النساء بالنساء و صارت الأمراء کفرة و أولياؤهم فجرة و أعوانهم ظلمة و ذوو الرأي فيهم فسقة و عند ثلاث خسوف خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و خراب البصرة علي يد رجل من ذريتک يتبعه الزنوج و خروج رجل من ولد الحسين بن علي و ظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان و ظهور السفياني فقلت إلهي و ما يکون بعدي من الفتن فأوحي الله إلي و أخبرني ببلاء بني أمية و فتنة ولد عمي و ما هو کائن إلي يوم القيامة فأوصيت بذلک ابن عمي حين نزلت الأرض و أديت الرسالة و لله الحمد علي ذلک کله و أما ما ورد عن النبي ص فمن ذلک ما صح لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي رحمه الله أن النبي ص قال لا بد من عشر علامات قبل الساعة السفياني و الدجال و الدخان و الدابة و خروج القائم و طلوع الشمس من مغربها و نزول عيسي ابن مريم و خسف بالمشرق



[ صفحه 25]



و خسف بجزيرة العرب و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر

و قال يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلي طاعته المشرک و المؤمن يملأ الجبال خوفا

و قال طوبي لمن أدرک قائم أهل بيتي و هو معتقده قبل قيامه يتولي وليه و يتبرأ من عدوه و يتولي الأئمة الهادية من قبله أولئک أکرم خلق الله علي

و قال (ع) سيأتي قوم من بعدکم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منکم قالوا يا رسول الله نحن کنا معک ببدر و أحد و حنين و نزل فينا القرآن قال إنکم إن تحملوا ما حملوا لم تصبروا صبرهم و قال و قد ذکر المهدي أنه يبايع بين الرکن و المقام اسمه محمد و عبد الله و المهدي و قال لا تقوم الساعة حتي يخرج نحو من ستين کذابا و من ذلک ما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن بابويه رحمه الله يرفعه إلي مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله ص أنا سيد النبيين و وصيي سيد الوصيين و أوصياؤه سادة الأوصياء إن آدم (ع) سأل الله أن يجعل له وصيا صالحا فأوحي الله إليه يا آدم أوص إلي شيث فأوصي إلي شيث و هو هبة الله بن آدم و أوصي شيث إلي



[ صفحه 26]



ابنه شيبان و أوصي شيبان إلي مجلث و أوصي مجلث إلي محوق و أوصي محوق إلي غثمينا و أوصي غثمينا إلي أخنوخ و هو إدريس النبي (ع) و أوصي إدريس إلي ناخور و دفعه ناخور إلي نوح (ع) و أوصي نوح إلي سام و أوصي سام إلي عثامر و أوصي عثامر إلي برغيثاث و أوصي برغيثاث إلي يافث و أوصي يافث إلي برة و أوصي برة إلي جفشية و أوصي جفشية إلي عمران و دفعها عمران إلي إبراهيم الخليل (ع) و أوصي إبراهيم الخليل إلي ابنه إسماعيل و أوصي إسماعيل إلي إسحاق و أوصي إسحاق إلي يعقوب و أوصي يعقوب إلي يوسف و أوصي يوسف إلي يثريا و أوصي يثريا إلي شعيب و أوصي شعيب إلي موسي بن عمران و أوصي موسي بن عمران إلي يوشع بن نون و أوصي يوشع إلي داود و أوصي داود إلي سليمان و أوصي سليمان إلي آصف بن برخيا و أوصي آصف إلي زکريا و دفعها زکريا إلي عيسي و أوصي عيسي إلي شمعون بن حمون الصفا و أوصي شمعون إلي يحيي بن زکريا و أوصي يحيي بن زکريا إلي منذر و أوصي منذر إلي سليمة و أوصي سليمة إلي بردة ثم قال رسول الله ص و دفعها إلي بردة و أنا أدفعها إليک يا علي و أنت تدفعها إلي وصيک و يدفعها وصيک إلي أوصيائک من ولدک واحدا بعد واحد حتي تدفع إلي خير أهل الأرض بعدي و لتکفرن بک الأمة



[ صفحه 27]



و لتختلفن عليک اختلافا شديدا الثابت عليک کالمقيم معي و الشاذ عنک في النار و النار مثوي الکافرين فقد ثبت أن کل واحد من النبيين دفع ما عنده من العلم و الإيمان و الاسم الأعظم و آثار النبوة إلي وصيه و قد انتهي ذلک کله إلي کل واحد واحد من الأئمة و اجتمع ذلک جميعه عند القائم ع. و کيف ينکر لهم فضيلة من الفضائل أم کيف يعظم منهم دلالة من دلائل و هم لعمري أصحاب الميثاق و ولاة الأمر و هداة الأنام و حجج الخلاق حتي تنقضي الدنيا. و هذا هو بيان عروة الإيمان التي نجا بها من کان قبلنا و بها ننجو إن شاء الله و من يأتي بعدنا.

و بالطريق المذکور يرفعه إلي جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله ص المهدي من ولدي اسمه اسمي و کنيته کنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا تکون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم ثم يقبل کالشهاب الثاقب فيملأها عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما و أما ما ورد عن أمير المؤمنين علي (ع) فمن ذلک ما صح روايته عن السيد هبة الله الراوندي أن أمير المؤمنين (ع) قال و هو علي المنبر يخرج من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب حمرة مبدج البطن عريض



[ صفحه 28]



الفخذين عظيم مشاش المنکبين بظهره شامتان شامة علي لون جلده و شامة علي شبه شامة النبي ص له اسمان اسم يخفي و اسم يعلن فأما الذي يخفي فأحمد و أما الذي يعلن فمحمد و إذا هز رايته أضاء بين المشرق و المغرب و يضع يده علي رءوس العباد فلا يبقي مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد و أعطاه الله قوة أربعين رجلا و لا يبقي ميت إلا دخل عليه ملک الفرحة في قبره و هم يتزاورون و يتباشرون بقيام القائم و قال يخرج ابن آکلة الأکباد من الوادي اليابس و هو رجل ربعة وخش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه



[ صفحه 29]



عثمان أبو عنبسة و هو من ولد أبي سفيان حتي يأتي أرضا ذات قرار و معين فيستوي علي منبرها و قال (ع) إذا اختلف الرمحان في الشام فهو آية من آيات الله قيل ثم مه قال ثم رجفة يکون بالشام يهلک مائة ألف يجعله الله رحمة للمؤمنين و عذابا للکافرين و إذا حان ذلک فانتظروا خسفا بقرية من قري الشام يقال لها حرسة فإن کان کذلک فانتظروا ابن آکلة الأکباد بالوادي اليابس و قال (ع) أظلتکم فتنة مظلمة عمياء منکسفة لا ينجو منها إلا النومة قيل و ما النومة قال الذي لا يعرف الناس ما في نفسه و سأله (ع) عمر عن صفة المهدي فقال هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره علي منکبيه و نور وجهه يعلو سواد لحيته و رأسه بأبي



[ صفحه 30]



ابن خيرة الإماء و قال (ع) بين يدي القائم موت أحمر و موت أبيض و جراد في حينه و جراد في غير حينه أحمر کألوان الدم فأما الموت الأحمر فالسيف و أما الموت الأبيض فالطاعون

و أما ما ورد عن الحسن السبط (ع) فمن ذلک بالطريق المذکور أنه قال لا يکون الأمر الذي تنتظرون حتي يتبرأ بعضکم من بعض و يلعن بعضکم بعضا و يتفل بعضکم في وجوه بعض و حتي يشهد بعضکم علي بعض بالکفر قيل ما في ذلک خير قال الخير کله في ذلک عند ذلک يقوم قائمنا و أما ما ورد عن الحسين (ع) فمن ذلک بالطريق المذکور أنه قال لأصحابه ألا و إني لأعلم يوما لنا من هو ما لنا من هؤلاء ألا و إني قد أذنت لکم فانطلقوا جميعا في حل من بيعتي فقالوا معاذ الله



[ صفحه 31]



و عنه قدام القائم علامات تکون من الله للمؤمنين و هي قوله تعالي وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ ابتلاء المؤمنين قبل خروج القائم بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ بالخوف من ملوک بني العباس في سلطانهم وَ الْجُوعِ و بغلاء الأسعار وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ و فساد التجارات و قلة الفضل وَ الْأَنْفُسِ و موت ذريع وَ الثَّمَراتِ و قلة زکاة ما يزرع وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ و البشري عند ذلک لمن صبر بتعجيل خروج القائم و أما علي بن الحسين (ع) بالطريق المذکور قيل له صف لنا خروج المهدي و عرفنا دلائله و علاماته فقال يکون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة و يکون مأواه تکريت و قبله بمسجد دمشق ثم يکون خروج شعيب بن صالح بسمرقند ثم يخرج السفياني الملعون بالوادي اليابس و هو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني أخذ في المهد ثم يخرج بعد ذلک



[ صفحه 32]



و قال (ع) ما تستعجلون بخروج القائم فو الله ما لباسه إلا الغليظ و لا طعامه إلا الشعير الجشب و ما هو إلا السيف و الموت تحت ظل السيف لقد کان من قبلکم ممن هو علي ما أنتم عليه يؤخذ فيقطع يديه و رجليه و يصلب أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِکُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِکُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا و قال (ع) المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر يصبحون بمکة و قد ذکر الله تعالي ذلک في کتابه أَيْنَ ما تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم (ع) و مما صح لي روايته عن الشيخ محمد بن بابويه يرفعه إلي الإمام زين العابدين (ع) أنه قال نحن أئمة المسلمين و حجج الله علي العالمين و سادة المؤمنين و نحن أمان أهل الأرض کما أن النجوم أمان أهل السماء و نحن الذين بنا تمسک السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه السماء محفوظة بسببنا و بنا الأرض تمسک أن تميد بأهلها و بنا ينزل الغيث و تنشر الرحمة و تخرج برکات الأرض و لو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ثم قال و لم تخل الأرض منذ خلق الله



[ صفحه 33]



آدم من حجة فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور و لا تخلو إلي أن تقوم الساعة من حجة لله فيها و لو لا ذلک لم يعبد الله و أما الباقر (ع) فبالطريق المذکور أنه قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها کما يموج البحر بأهله و عنه (ع) لو بقيت الأرض يوما بلا إمام لساخت بأهلها و لعذبهم الله بأشد عذابه إن الله تعالي جعلنا حجة في أرضه و أمانا في الأرض لأهل الأرض لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم فإذا أراد الله أن يهلکم ثم لا يمهلهم و لا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ثم رفعنا إليه ثم يفعل الله ما شاء و أحب و عنه (ع) من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية و لا يعذر الناس حتي يعرفوا إمامهم و مما جاز لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي رحمه الله أن الباقر (ع) قال لجابر الجعفي الزم الأرض و لا تحرک يدا و لا رجلا حتي تري علامات أذکرها



[ صفحه 34]



لک و ما أراک تدرک اختلاف بني العباس و مناد ينادي من السماء و يجيئکم الصوت من ناحية الدمشق و خسف قرية من قري الشام تسمي الجاتية و سيقبل إخوان الترک حتي ينزلوا الجزيرة و سيقبل مارقة الروم حتي ينزلوا الرملة فتلک السنة فيها اختلاف کثير في کل أرض من ناحية المغرب فأول أرض تخرب الشام و يختلفون علي ثلاث رايات راية الأصهب و راية الأشهب و راية السفياني و عنه (ع) بالطريق المذکور أمرنا لو قد کان أبين من الشمس ينادي مناد من السماء فلان ابن فلان هو الإمام باسمه و ينادي إبليس لعنه الله في الأرض



[ صفحه 35]



کما نادي برسول الله ص ليلة العقبة و قال أني يکون هذا الأمر حتي يکثر القتل بين الحيرة و الکوفة و أما الصادق (ع) فمن ذلک بالطريق المذکور أنه قال لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين تسع أو ثلاث أو إحدي أو خمسة قال قدم القائم لسنة غيداقية تفسد التمر في النخل فلا تشکوا في ذلک و عام الفتح ينبثق الفرات حتي يدخل الماء علي أزقة الکوفة و مما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلي أبي حمزة الثمالي قال قلت لأبي عبد الله (ع) أ تبقي الأرض بغير إمام قال لو بقيت بغير إمام ساخت و لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لکان أحدهما الإمام



[ صفحه 36]



الحجة أو لکان الباقي الحجة الشاک الراوي و عنه بالطريق المذکور يرفعه إلي العمار قال سمعته يقول من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية کفرا و شرکا و ضلالة و أما الکاظم (ع) مما جاز لي روايته من السيد هبة الله المذکور يرفعه إلي أبي الحسن بن الجهم قال سأل رجل أبا الحسن (ع) عن الفرج فقال تريد الإکثار أو أجمل لک قال بل تجمله لي قال إذا تحرک رايات قيس بمصر و روايا کندة بخراسان أو ذکر غير کندة و قال إن القائم ينادي باسمه ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان و يقوم يوم عاشوراء فلا يبقي راقد إلا قام و لا قائم إلا قعد و لا قاعد إلا قام علي رجليه من ذلک الصوت صوت جبرئيل و قال إذا قام القائم أتي المؤمن في قبره فيقال له يا هذا إنه قد ظهر صاحبک إن تشأ أن تلحق به فألحق و إن تشأ أن تقيم في کرامة ربک فأقم و أما الرضا (ع) فبالطريق المذکور أنه قال لا بد من فتنة صماء



[ صفحه 37]



صيلم يسقط فيها کل بطانة وليجة و ذلک عند فقدان الشيعة الرابع من ولدي يبکي عليه أهل السماء و أهل الأرض و کم من مؤمن متأسف حران حيران حزين عند فقدان الماء المعين کأني بهم شر ما يکونون و قد نودوا نداء يسمعه من بعيد کما يسمعه من قريب يکون رحمة للمؤمنين و عذابا للکافرين فقال له الحسن بن محبوب و أي نداء هو قال ينادون ثلاثة أصوات من السماء في رجب صوتا بلغة من ظلم ألا لعنة الله علي الظالمين و الصوت الثاني أبشروا أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين و الصوت الثالث يرون بدنا



[ صفحه 38]



بارزا نحو عين الشمس هذا أمير المؤمنين قد کر في هلاک الظالمين فعند ذلک يأتي الفرج و يود الأموات لو کانوا أحياء و يشف صدور قوم مؤمنين و عن البزنطي قال الرضا (ع) إن من علامات الفرج حدثا يکون بين الحرمين قلت فأي شي ء الحدث قال عصيبة يکون بين المسجدين و يقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر کبشا من العرب و قال لا يکون ما تمدون إليه أعناقکم حتي تميزوا و تمحصوا فلا يبقي منکم إلا الأندر و عن أبي الصلت الهروي قلت للرضا (ع) ما علامة القائم فيکم إذا خرج قال علامته أن يکون شيخ السن شاب المنظر حتي أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة و دونها و إن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام و الليالي حتي يأتيه أجله و مما يصح روايته عن الشيخ محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلي عبد الله



[ صفحه 39]



بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول أنشدت مولاي الرضا قصيدتي التي أولها منازل آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات فلما انتهيت إلي قولي خروج إمام لا محالة خارج يقوم علي اسم الله و البرکات يميز فينا کل حق و باطل و يحري علي النعماء و النقمات بکي الرضا (ع) بکاء شديدا ثم رفع رأسه فقال يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانک بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام و متي يقوم فقلت لا يا مولاي بل سمعت بخروج إمام منکم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلا فقال يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني و بعده ابنه علي و بعده علي ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يملأها عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما و أما متي فسؤال عن الوقت و قد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه أن النبي ص قيل له يا رسول الله متي يخرج القائم من ذريتک قال مثله کمثل الساعة لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ لا تَأْتِيکُمْ إِلَّا بَغْتَةً و أما الجواد (ع) فمن ذلک ما جاز لي روايته عن السيد هبة الله المذکور أنه قال لعبد العظيم المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته و يطاع في ظهوره هو الثالث من ولدي و إن الله ليصلح أمره في ليلة کما أصلح أمر کليمه موسي حيث ذهب ليقتبس لأهله نارا هو سمي رسول الله و کنيه



[ صفحه 40]



تطوي له الأرض قيل له و لم سمي القائم قال لأنه يقوم بعد موت ذکره و ارتداد أکثر القائلين بإمامته و سمي المنتظر لأن له غيبة يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون و ينکره المرتابون و يهلک المستعجلون و أما الهادي علي بن محمد (ع) فبالطريق المذکور أنه قال إذا غاب صاحبکم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج و قال هذا صاحب الأمر من يقول الناس لم يولد بعد و قال الحجة ابن ابني إليه يجتمع عصابة الحق و أما الزکي الحسن بن علي العسکري (ع) فبالطريق المذکور يرفعه إلي أحمد بن إسحاق و قد أتاه ليسأله عن الخلف بعده فقال مبتدئا مثله کمثل الخضر و مثله کمثل ذي القرنين إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو لا يموت حتي ينفخ في الصور و إنه ليحضر الموسم کل سنة و يقف بعرفة فيؤمن علي دعاء المؤمنين و يستأنس الله به وحشة قائمنا في غيبته و يصل به وحدته فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار و مما جاز لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد رحمه الله يرفعه إلي علي بن محمد بن بلال قال خرج إلي توقيع من أبي محمد الحسن بن علي العسکري (ع) قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده تنبيه اعلم أن حال الإمام الحجة القائم المنتظر (ع) في وقتنا هذا



[ صفحه 41]



کحال النبي ص قبل ظهور النبوة و ذلک لأنه لم يعرف خبر النبي بالحقيقة إلا العلماء الراسخون و الفضلاء المحققون و کان الإسلام غريبا فيهم و کان الواحد من الذين آمنوا به إذا سأل الله تعجيل فرج نبيه و إظهار أمره سخر منه أهل الجهل و الضلال و قالوا متي يخرج هذا النبي الذي تزعمون أنه نبي السيف و أن دعوته تبلغ المشرق و المغرب و أنه تنقاد له ملوک الأرض کما يقول الجهال لنا في هذا الوقت متي يخرج المهدي الذي تزعمون أنه لا بد من خروجه و ظهوره و ينکره قوم و يعرفه آخرون و قد قال النبي (ع) بدأ الإسلام غريبا و سيعود کما بدأ فطوبي للغرباء و قد عاد الإسلام کما قال رسول الله ص غريبا في هذا الزمان و سيقوي بظهور ولي الله و حجته کما قوي برسول الله و صاحب شريعته و تقر بذلک أعين المنتظرين له و القائلين بإمامته کما قرت أعين المنتظرين لرسول الله ص و العارفين به بعد ظهوره و إن الله لمنجز لأوليائه ما وعدهم و يعلي کلمتهم و الله متم نوره و لو کره المشرکون



[ صفحه 42]