في ذکر ما يکون في أيامه
و قد ورد في ذلک عدة روايات وضعنا منها في هذا الباب ما صحت لنا روايته کما هو شأننا في جميع هذا الکتاب. فمن ذلک ما صح لي روايته
عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلي أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لو خرج القائم (ع) لقد أنکره کثير من الناس يرجع إليهم شابا فلا يثبت عليه إلا کل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول
و عنه (ع) ما ينکرون أن يمد الله لصاحب الأمر في العمر کما مد لنوح (ع) فإن لصاحب الزمان شبه من موسي و رجوعه من غيبته بشرخ الشباب
و کيف يسوغ لعاقل أن ينکر هذا و قد وقع ذلک فيما تقدم.
بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي جعفر (ع) أن يوسف (ع) لما ملک مصر أصاب العزيز و امرأته فقر و ضر فقامت له في بعض الطرق توقف
[ صفحه 189]
عليها و قال من أنت فأخبرته فقال ما ذهب بجسمک و غير صوتک قالت الضر و الجوع و ذل المعصية فأمر لها بخمسين ألف درهم و قال لها توسعوا و أنفقوا فإذا نفدت فأتوني فما لبث إلا أياما يسيرة حتي مات زوجها فجاءت فأخبرته فتزوجها فلما باشرها وجدها بکرا
فهذه زليخا امرأة يوسف (ع) رد الله عليها شبابها و عاد عليها حسن الحال و رجعت بعد الميل إلي الاعتدال فکيف يمتنع بقاء الشباب لرجل جعله الله تعالي لطفا في حق بريته و جعل طول تعميره سببا لحفظ خليقته. و قد ورد من طريق العامة عن أبي عبيدة المعمر بن المثني البصري التميمي قال کان في غطفان حکماء شهرتهم لها العرب کان منهم نصر بن دهمان و کان من سادة غطفان و قادتها فخرف حتي تلف و جاءه الکبر و عاش تسعين و مائة ثم اعتدل بعد ذلک شابا و اسود شعره فلا يعرف في العرب أعجوبة مثله. و إذا جاز أن يرد الله علي من ليس بحجة شبابه و قوته بعد مائة و تسعين سنة حتي يعتدل و يرجع إلي صورته أيام شبابه و قوته فما المانع أن يعمر الله المهدي (ع) و يبقي عليه شبابه و هو حجته علي خلقه واسطة بينه و بين عباده فيخرج إليهم شابا قوي الذراعين معتدل المنکبين ليقضي الله أمرا کان مفعولا کما مد في عمر نوح و الخضر و إلياس و أصحاب الکهف و أبقي عليه شبابهم و قوتهم فليسعد من سعد باتباعه و يشقي من شقي بجحداته.
و بالطريق المذکور يرفعه إلي سماعة عن أبي عبد الله (ع) قال کأني
[ صفحه 190]
بالقائم بين ذوي طوي قائما علي رجليه خائفا يترقب علي سنة موسي حتي يأتي المقام فيدعو
و عن أبي جعفر (ع) بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي بکر الحضرمي قال کأني بالقائم علي نجف الکوفة قد سار إليها من مکة في خمسة آلاف من الملائکة جبرئيل عن يمينه و ميکائيل عن يساره و المؤمنون بين يديه و هو يفرق الجنود في البلاد
و عنه (ع) إذا دخل القائم الکوفة لم يبق مؤمن و إلا و هو بها و تحر إليها
و بالطريق المذکور يرفعه إلي مفضل بن عمر أنه قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن قائمنا (ع) إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها و استغني العباد عن ضوء الشمس و صار الليل و النهار واحدا و ذهبت الظلمة و يعمر الرجل في ملکه حتي يولد له ألف ولد ذکر و لا يولد فيهم أنثي و يبني في ظهر الکوفة مسجدا له ألف باب و يتصل بيوت الکوفة بنهر کربلاء و بالحيرة حتي يخرج الرجل يوم الجمعة علي بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدرکها
[ صفحه 191]
و بالطريق المذکور عن أبي عبد الله (ع) أنه ذکر مسجد السهلة فقال هو منزل قائمنا إذا قدم بأهله
و عن أبي جعفر (ع) قال يدخل المهدي الکوفة و بها ثلاث رايات قد اضطربت بينها فتصفو له فيدخل حتي يأتي المنبر فيخطب و لا يدري الناس ما يقول من البکاء و هو قول رسول الله ص کأني بالحسني و الحسيني قد قاداها فيسلمها إلي الحسيني فيبايعونه فإذا دخلت الجمعة الثانية قال الناس يا ابن رسول الله إن الصلاة خلفک تضاهي الصلاة خلف رسول الله ص و المسجد لا يسعنا فيقول أنا مرتاد لکم فيخرج إلي الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس عليه أصيص و يبعث فيحفر من خلف قبر الحسين نهرا يجري إلي الغري حتي يرمي في النجف و يعمل علي فوهته القناطير و الأرحاء في السبيل فکأني بالعجوز علي رأسها مکتل فيه شي ء تطحنه بلا کراء
[ صفحه 192]
و من ذلک قال يهزم المهدي السفياني و جيشه و يقتلهم أجمعين و يذبح السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في بحيرة طبرية مما يلي الشام و الحديث مختصر
و بالطريق المذکور يرفعه إلي بشير النبال عن علي بن الحسين (ع) قال يا بشير هل تدري ما أول ما يبدأ به القائم (ع) قلت لا قال يخرج طريين فيحرقهما ثم يذريهما بالريح و يکسر المسجد ثم قال إن رسول الله ص قال عريش کعريش أخي موسي و ذکر أن مقدم مسجد رسول الله ص کان طينا و جانباه جريد نخل
و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن عجلان قال سألت أبا عبد الله (ع) عن وقعة قرقيسيا فقال إن القائم (ع) إذا قام فنبشهما فکاتبت العرب في شرق الأرض و غربها فيجتمعون بقرقيسيا علي نضرتهما فيقول اليمن فينا الأمير و يقول المضر منا الأمير فيوقع الله بأسهم بينهم و يقع الصبر عليهم
[ صفحه 193]
و يرتفع النصر فيقتل بعضهم بعضا حتي لا يبقي منهم إلا الحقالة و يغتدي عليهم صاحب الأمر و جنده فلا يبقي منهم أحدا
و عنه (ع) أن لله في کل حين مأدبة و له بقرقيسيا مأدبة يقتل فيها سبعون ألف جبار عليهم سيوف محلاة
و عنه (ع) بالطريق المذکور يرفعه إلي إسحاق بن عمار قال إذا قدم القائم 514421- و هم أن يکسر الحائط الذي علي القبر بعث الله ريحا شديدة و صواعق و رعودا حتي يقول الناس إنما ذا لذا فيتفرق أصحابه عنه حتي لا يبقي معه أحد منهم فيأخذ المعول بيده فيکون أول من يضرب بالمعول ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضربه بالمعول فيکون ذلک اليوم فضل بعضهم علي بعض بقدر سبقهم إليه فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين طريين فيلعنهما و يتبرأ منهما و يصلبهما ثم ينزلهما فيحرقهما ثم يذريهما في الريح
و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي بصير عن أبي جعفر (ع) أنه قال إذا ظهر القائم علي نجف الکوفة خرج إليه قراء أهل الکوفة قد علقوا المصاحف
[ صفحه 194]
في أعناقهم و أطراف رماحهم شعارهم يا 642121- يا 247- فيقولون لا حاجة لنا فيک يا ابن فاطمة قد جربناکم فما وجدنا عندکم خيرا ارجعوا من حيث جئتم فيقتلهم حتي لا يبقي منهم مخبر
و بالطريق المذکور يرفعه إلي صادق عن أبي جعفر (ع) قال دولتنا آخر الدول و لا يبقي أهل بيت لهم دولة إلا ملکوا قبلنا کيلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملکنا سرنا مثل سيرة هؤلاء و العاقبة للمتقين
و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال إذا قام القائم و دخل الکوفة فأمر بهدم المساجد الأربعة حتي يبلغ أساسها و يصيرها عريشا کعريش موسي (ع) و يکون المساجد کلها جماء لا شرف لها کما کانت علي عهد رسول الله ص و يوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعا و يهدم کل مسجد علي الطريق و يسد کل کوة إلي الطريق و کل جناح و کنيف و ميزاب إلي الطريق و يأمر الله الفلک في زمانه فيبطئ في دوره حتي يکون اليوم من أيامه کعشرة أيام من أيامکم و الشهر کعشرة أشهر و السنة کعشرة سنين من سنيکم ثم لا يلبث إلا قليلا حتي يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسکرة عشرة آلاف شعارهم يا 51457- فيدعو رجلا من الموالي فيقلده سيفه ثم يخرج إليهم فيقتلهم حتي لا يبقي منهم أحد ثم يتوجه
[ صفحه 195]
إلي کابل شاه و هي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها ثم يتوجه إلي الکوفة فينزلها و يکون داره و الحديث مختصر
و بالطريق المذکور يرفعه إلي عبد الکريم بن عمرو الخثعمي قال قلت لأبي عبد الله (ع) کم يملک القائم قال سبع سنين يکون سبعين سنة من سنيکم هذه
و عن الباقر (ع) بالطريق المذکور يرفعه إلي جابر قال إن لله تعالي کنزا بالطالقان ليس بذهب و لا فضة اثني عشر ألفا بخراسان شعارهم أحمد أحمد يقودهم شاب من بني هاشم علي بغلة شهباء عليه عصابة حمراء کأني أنظر إليه عابر الفرات فإذا سمعتم بذلک فسارعوا إليه و لو حبوا علي الثلج
و عنه (ع) کأني أنظر إلي القائم (ع) و أصحابه في نجف الکوفة کأن علي رءوسهم الطير فنيت أزوادهم و خلقت ثيابهم متنکبين قسيهم قد أثر السجود بجباههم ليوث بالنهار رهبان بالليل کأن قلوبهم زبر الحديد يعطي الرجل منهم قوة أربعين رجلا و يعطيهم صاحبهم التوسم لا يقتل أحد منهم إلا کافرا أو منافقا فقد وصفهم الله بالتوسم في کتابه إِنَّ فِي ذلِکَ لَآياتٍ
[ صفحه 196]
لِلْمُتَوَسِّمِينَ
و ما جاز لي روايته عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله يرفعه إلي المفضل بن عمر قال الصادق (ع) إن الله خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له يا ابن رسول الله و من الأربعة عشر قال محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال و يطهر الأرض من کل جور و ظلم
و بالطريق المذکور يرفعه إلي الريان بن الصلت قال قلت للرضا (ع) أنت صاحب هذا الأمر قال أنا صاحب هذا الأمر و لکني لست بالذي أملؤها عدلا کما ملئت جورا و کيف أکون ذلک علي ما تري من ضعف بدني و إن القائم هو الذي إذا خرج کان في سن الشيوخ و منظر الشباب قويا في بدنه حتي لو مد يده إلي أعظم شجرة علي وجه الأرض لقلعها و لو صاح بين الجبال لتدکدکت صخورها يکون معه عصا موسي و خاتم سليمان ذاک الرابع من ولدي يغيبه الله عز و جل في ستره ما شاء ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما
و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي إبراهيم المذکور قال دخلت علي
[ صفحه 197]
أبي عبد الله (ع) و أنا عنده إذ دخل موسي بن جعفر (ع) فقمت أنا و قبلت رأسه و جلست فقال أبو عبد الله (ع) يا أبا إبراهيم أما إنه صاحبک من بعدي أما ليهلکن فيه أقوام و يسعد آخرون و لعن الله قاتله و ضاعف علي روحه العذاب أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سمي جده و وارث علمه و أحکامه و فضائله معدن الإمامة و رأس الحکمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب تمر به حسدا له إن الله بالغ أمره و لو کره المشرکون يخرج الله من صلبه تکملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بکرامته و أحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر کالشاهر سيفه بين يدي رسول الله ص يذب عنه فدخل رجل من موالي بني أمية فانقطع الکلام و عدت إلي أبي عبد الله (ع) خمسة عشر مرة أريد إتمام الکلام فما قدرت عليه و هو جالس فقال لي يا أبا إبراهيم فهو المفرج للکرب عن شيعته بعد ضنک شديد و بلاء طويل و جزع و خوف فطوبي لمن أدرک ذلک الزمان حسبک يا أبا إبراهيم قال أبو إبراهيم فما رجعت بشي ء أسر إلي من هذا و لا أفرح
[ صفحه 198]
لقلبي منه
و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله (ع) کأني أنظر إلي القائم (ع) علي ظهر النجف فإذا استوي علي ظهر النجف رکب فرسا أدهم أبلق بين عينيه شمراخ ثم ينتفض به فرسه فلا يبقي أهل بلده إلا و هم يظنون أنه معهم في بلادهم فإذا نشر راية رسول الله ص انحط إليه ثلاثة عشر ألف ملک و ثلاثة عشر ملکا کلهم ينتظرون القائم (ع) و هم الذين کانوا مع نوح (ع) في السفينة و الذين کانوا مع إبراهيم (ع) حين ألقي في النار و کانوا مع عيسي (ع) حين رفع و أربعة آلاف مسومون و مردفون و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملکا يوم بدر و أربعة آلاف ملک الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين (ع) فلم يؤذن لهم فصعدوا في الاستيمار و هبطوا و قد قتل الحسين (ع) فهم شعث غبر يبکون عند قبر الحسين (ع) إلي يوم القيامة و ما بين قبر الحسين (ع) إلي السماء مختلف الملائکة
و عنه (ع) بالطريق المذکور کأني أنظر إلي القائم (ع) علي منبر الکوفة و حوله أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل البدر و هم أصحاب الألوية و هم حکام الله في أرضه علي خلقه حتي يستخرج من قبائه
[ صفحه 199]
کتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله ص فيجفلون عنه إجفال النعم فلا يبقي منهم إلا الوزير و أحد عشر نفسا کما بقوا مع موسي بن عمران (ع) فيجولون في الأرض فلا يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه و الله إني لأعرف الکلام الذي يقوله لهم فيکفرون به
و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي الجارود زياد بن المنذر قال قال أبو جعفر (ع) إذا خرج القائم (ع) من مکة ينادي مناديه لا يحمل أحد طعاما و لا شرابا و حمل معه حجر موسي (ع) و هو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انفجرت منه عيون فمن کان جائعا شبع و من کان ظمآن روي و يروي دوابهم حتي ينزلوا النجف من ظهر الکوفة
و عن أبي عبد الله (ع) بالطريق المذکور أنه قال إذا تناهت الأمور إلي صاحب هذا الأمر رفع الله تعالي کل منخفض من الأرض و خفض له کل مرتفع منها حتي تکون الدنيا عنده بمنزلة راحته فأيکم إذا کانت في راحته شعرة لا يبصرها
و مما صح لي روايته
عن السيد هبة الله الراوندي يرفعه إلي مفضل عن جعفر بن محمد (ع) قال تدري ما کان قميص يوسف (ع) قلت
[ صفحه 200]
لا قال إن إبراهيم لما أوقدت له النار أتاه جبرئيل (ع) بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه فلم يضره معه حر و لا برد فلما حضر إبراهيم الموت جعلها في تميمة و علقها علي إسحاق و علق إسحاق علي يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه و کان في عضده حتي کان من أمره ما کان فلما أخرجه يوسف من التميمة بمصر وجد يعقوب ريحه إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ فهو ذلک القميص الذي أنزل من الجنة قلت جعلت فداک فإلي من صار ذلک القميص قال إلي أهله و هو مع قائمنا إذا خرج يجد المؤمنون ريحه إن شاء الله شرقا و غربا ثم قال کل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهي إلي آل محمد ع
و بالطريق المذکور إلي أبي خالد الکابلي عن أبي جعفر (ع) قال إذا قام قائمنا وضع يده علي رءوس العباد فجمع الله به عقولهم و أکمل به أحلامهم
و عن أبي عبد الله (ع) بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم و أبصارهم حتي لا يکون بينهم و بين القائم بريد يکلمهم و يسمعون
[ صفحه 201]
و ينظرون إليه و هو في مکانه
و عنه (ع) بالطريق المذکور يرفعه إلي أبان قال قال أبو عبد الله (ع) العلم سبعة و عشرون جزءا فجميع ما جاءت به الرسل جزءان لم يعرف الناس حتي اليوم غير الحرفين فإذا قام القائم أخرج الخمس و العشرين حرفا فبثها في الناس و ضم إليها الحرفين حتي يبثها سبعة و عشرين حرفا
و مما جاز لي روايته أيضا
عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلي علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) عن الرجعة أ حق هي قال نعم فقيل له من أول من يخرج قال الحسين (ع) يخرج علي أثر القائم (ع) قلت و معه الناس کلهم قال لا بل کما ذکر الله في کتابه يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً قوم بعد قوم
و عنه (ع) يقبل الحسين (ع) في أصحابه الذين قتلوا معه و معه سبعون نبيا کما بعثوا مع موسي بن عمران فيدفع إليه القائم الخاتم فيکون الحسين (ع) هو الذي يلي غسله و کفنه و حنوطه و إبلاغه حفرته
و عنه (ع) أن منا بعد القائم اثني عشر مهديا من ولد الحسين ع
[ صفحه 202]
و بالطريق المذکور يرفعه إلي جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول و الله ليملکن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا قلت متي يکون ذلک قال بعد القائم قال قلت و کم يقوم القائم في عالمه قال تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر إلي الدنيا و هو الحسين (ع) فيطلب بدمه و دماء أصحابه فيقتل و يسبي حتي يخرج السفاح و هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
و بالطريق المذکور يرفعه إلي أسد بن إسماعيل عن أبي عبد الله (ع) أنه قال حين سئل عن اليوم الذي ذکر الله تعالي مقداره في القرآن فِي يَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ و هي کرة رسول الله ص يکون ملکه في کرته خمسين ألف سنة
و ليس لمنکر أن يقول هذا غير صواب لأنا نقول أ ليس في الکتاب هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدي وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ کُلِّهِ وَ کَفي بِاللَّهِ شَهِيداً وعد محمدا رسول الله ص أن يظهره علي جميع الأديان و شهد بذلک بنفسه علي نفسه و لا بد من حصول ما شهد به القرآن و من المعلوم أن هذا لم يحصل في حال حياته فوجب عوده بعد مماته ليحصل له ما شهد به الکتاب أ ليس هذا نص في الباب و يملک أمير المؤمنين (ع) في
[ صفحه 203]
کرته أربعا و أربعين سنة.
و عن علي (ع) لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها و لأخرجت الأرض نباتها و لذهبت الشحناء من قلوب العباد و أصلحت السباع و البهائم حتي تمشي المرأة بين العراق و الشام لا تضع قدميها إلا علي النبات و علي رأسها مکتلها لا يهيجها سبع و لا تخافه
و بالطريق المذکور يرفعه إلي إسحاق بن عمار قال سألته يعني زين العابدين (ع) عن إنظار الله تعالي إبليس وقتا معلوما ذکره في کتابه قال فَإِنَّکَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قال الوقت المعلوم يوم قيام القائم فإذا بعثه الله کان في مسجد الکوفة و جاء إبليس حتي يجثو علي رکبتيه فيقول يا ويلاه من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلک يوم الوقت المعلوم منتهي أجله
فإن قيل إن إبليس لا يري کما أخبر عنه سبحانه و تعالي في کتابه المبين إِنَّهُ يَراکُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ مع ما ثبت أن الجن و الشياطين أجسام
[ صفحه 204]
شفافة قادرون علي التشکل بشکل لا تراه أعين الناظرين فکيف يصح أن يکون من المقتولين. قلنا قد ثبت أن الله علي کل شي ء قدير فجاز إذا انتهت مدته و حان وقته أن يمنعه الله تعالي من تلک القوة التي يتشکل بها و يصيره علي شکل يصح أن يقع عليه القتل به و الآية لم تدل علي نفي رؤيته أبد الآبدين. علي أنه قد ورد مثل ذلک من طريق العامة و الخاصة. أما الأول فقد ذکر صاحب الکشاف في کتابه عند تفسيره لسورة النجم ما صورته أن العزي کانت لغطفان و هي شجرة و أصلها تأنيث الأعز و بعث إليها رسول الله ص خالد بن الوليد فقطعها فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها علي رأسها فجعل يضربها بالسيف حتي قتلها و هو يقول يا عز کفرانک لا سبحانک إني رأيت الله قد أهانک و رجع فأخبر النبي ص فقال ص تلک العزي و لن تعبد أبدا و إذا جاز هذا لشخص من آحاد هذه الأمة فلم لا يجوز لسيدها. و أما ثانيا فمما صح لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي رحمه الله يرفعه إلي أبي عبد الله (ع) قال إن رسول الله ص
[ صفحه 205]
قال لأم سلمة يوما إذا جاء أخي فمريه أن يملأ هذه الشکوة من الماء و يلحقني بها بين الجبلين و معه سيفه فلما جاء علي (ع) قالت له قال أخوک املأ هذه الشکوة من الماء و ألحقه بها بين الجبلين قالت فملأها و انطلق حتي إذا دخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ فرأي راعيا علي الجبل فقال يا راعي هل مر بک رسول الله ص فقال الراعي ما لله من رسول فأخذ علي جندلة فصرخ الراعي فإذا الجبل قد امتلأ بالخيل و الرجال فما زالوا يرمونه بالجندل و اکتنفه طائران أبيضان فما برح يمضي و يمضونه حتي لحق برسول الله ص فقال يا علي ما لي أراک منبهرا فقال يا رسول الله کان کذا و کذا فقال رسول الله و هل تدري من الراعي و من الطائران قال لا قال أما الراعي فإبليس و أما الطائران فجبرئيل و ميکائيل ثم قال رسول الله ص يا علي خذ سيفي هذا و ادخل بين هذين الجبلين و لا تلق أحدا إلا قتلته و لا تتهيب فأخذ سيف رسول الله و دخل بين الجبلين فرأي رجلا عيناه کالبرق الخاطف و أسنانه کالمنجل
[ صفحه 206]
يمشي في شعره فشد عليه فضربه ضربة فلم تبلغ شيئا ثم ضربه أخري فقطعه باثنتين ثم أتي رسول الله فقال قتلته فقال النبي ص الله أکبر ثلاثا هذا يغوث و لا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتي تقوم الساعة
و من ذلک ما اتفقت عليه هذه العصابة الناجية و وصل إلينا عن الرجال الثقات أن النبي ص بعث عليا (ع) إلي واد الجن حين خرجوا ليوقعوا بالمسلمين عند مرورهم بهم فنزل جبرئيل (ع) علي النبي ص و أخبره بذلک و أمره أن يرسل أمير المؤمنين (ع) لقتالهم و دفعهم فأرسله و معه جماعة من المسلمين فأوقفهم علي شفير الوادي و نزل إليهم و رآهم المسلمون و قد أحدقوا به و هم علي أشکال الزط فجعل يضرب فيهم بسيفه يمينا و شمالا حتي قتل أکثرهم و انهزم الباقون فأتوا النبي ص فأسلموا علي يديه. و إذا کان ذلک جائزا بإجماع المسلمين فليس بمستنکر أن يمنع وقوعه من خاتم الوصيين لا سيما إذا ترتب إليه صدق القرآن و يکون الدين کله لله.
و الحمد لله وحده و صلي الله علي من لا نبي من بعده محمد سيد ولد عدنان و أهل بيته الطاهرين أولي الفضل و الإحسان مدي الأيام و الليالي و الأحيان.