في ذکر علامات ظهوره
و قد ورد عن آبائه (ع) ذکر علامات تتقدم علي ظهوره و تدل علي ظهوره. فمن ذلک ما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد رحمه الله يرفعه إلي جابر الجعفي عن أبي جعفر (ع) قال الزم الأرض و لا تحرک يدا و لا رجلا حين تري علامات أذکرها لک و ما أراک تدرک ذلک اختلاف بني العباس و مناد ينادي من السماء و خسف في قرية من قري الشام تسمي بالجابية و نزول الترک الجزيرة و نزول الروم الرملة و اختلاف کثير عند ذلک في کل أرض حتي يخرب الشام و يکون سبب خرابه اجتماع ثلاث رايات فيه راية الأصهب و راية الأبقع و راية السفياني و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع
[ صفحه 175]
يقول في قوله تعالي إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ لا بد من نزول الآية سيفعل الله ذلک لهم قلت و من هم قال بنو أمية و شيعتهم قلت و ما الآية قال رکود الشمس ما بين الزوال إلي وقت العصر و خروج صدر و وجه في عين الشمس يعرف بحسبه و نسبه و ذلک في زمان السفياني و عندها يکون بواره و بوار قومه و مما جاز لي روايته عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلي يزيد عن أبي جعفر (ع) قال يا يزيد اتق جمع الأصهب قال و ما الأصهب قال الأبقع قلت و ما الأبقع قال الأبرص و اتق السفياني و اتق الشديدين من ولد فلان و فلان يأتيان مکة فيقسمان بها الأموال يتشبهان بالقائم و اتق الشذاذ من آل محمد و مما أجيز لي روايته عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه رحمه الله يرفعه إلي أبي عمر عن الباقر (ع) قال إذا قام القائم قال فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُکْماً خفتکم علي نفسي و جئتکم لما أذن لي ربي و أصلح بي أمري
[ صفحه 176]
و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن مسلم الثقفي قال دخلت علي أبي جعفر محمد الباقر (ع) و أنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد (ع) فقال لي مبتدئا يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد ص شبها من الخمسة الرسل يونس بن متي و يوسف بن يعقوب و موسي و عيسي و محمد ص أما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته و هو شاب بعد کبر السن و أما شبهه من يوسف فالغيبة من خاصته و عامته و اختفاؤه من إخوته و إشکال أمره علي أبيه يعقوب مع قرب المسافة بينه و بين أبيه و أهله و شيعته و أما شبهه من موسي فدوام خوفه و طول غيبته و خفاء ولادته و تعب شيعته من بعده و ما لقوا من الأذي و الهوان إلي أن أذن الله عز و جل في ظهوره و نصره و أيده علي عدوه و أما شبهه من عيسي فاختلاف من اختلف فيه حتي قالت طائفة منهم ما ولد و طائفة قالت مات و قالت طائفة قتل و صلب و أما شبهه من جده المصطفي ص فخروجه بالسيف و قتله أعداء الله عز و جل و أعداء رسوله ص و الجبارين و الطواغيت و أنه ينصر بالسيف و بالرعب و أنه لا ترد له راية و إن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام و خروج اليماني من اليمن و صيحة من السماء في شهر رمضان و مناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه و بالطريق المذکور يرفعه إلي عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال قلت لمحمد بن علي بن موسي (ع) أرجو أن تکون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما فقال (ع) يا أبا القاسم ما منا إلا و هو قائم بأمر الله جل و عز و هاد إلي دين الله جل و عز
[ صفحه 177]
و لکن القائم منا الذي يطهر الله عز و جل به الأرض من أهل الکفر و الجحود و يملأها عدلا و قسطا هو الذي يخفي علي الناس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرم عليهم تسميته و هو سمي رسول الله ص و کنيه و هو الذي يطوي له الأرض و يذل له کل صعب و يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض و قد ذکر الله تعالي ذلک في کتابه أَيْنَ ما تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلي کُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره فإذا کمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز و جل فلا يزال يقتل أعداء الله حتي يرضي الله عز و جل. قال عبد العظيم فقلت يا سيدي و کيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة فإذا دخل المدينة أخرج اللات و العزي فأحرقهما و بالطريق المذکور يرفعه إلي أبي عبد الله (ع) قال خمس قبل قيام القائم اليماني و السفياني و المنادي ينادي من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزکية و بالطريق المذکور يرفعه إلي محمد بن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن اسم السفياني فقال و ما تصنع باسمه إذا ملک کور الشام الخمس دمشق و حمص و فلسطين و الأردن و قنسرين فتوقعوا عند ذلک الفرج قلت يملک تسعة أشهر قال لا و لکن يملک ثمانية أشهر لا يزيد
[ صفحه 178]
يوما و بالطريق المذکور يرفعه إلي عبد الله بن عجلان قال ذکرنا خروج القائم (ع) عند أبي عبد الله (ع) فقلت کيف لنا أن نعلم ذلک فقال يصبح أحدکم و تحت رأسه صحيفة عليها مکتوب طاعة معروفة اسمعوا و أطيعوا و روي أنه يکون في راية المهدي (ع) البيعة لله عز و جل
و من ذلک يرفعه إلي ورد عن أبي جعفر (ع) قال آيتان بين يدي هذا الأمر کسوف القمر لخمس و کسوف الشمس لخمس عشرة لم يکن مثل ذلک منذ هبط آدم (ع) إلي الأرض و عند ذلک يسقط حساب المنجمين
و عن سليمان بن خالد يرفعه إلي أبي عبد الله (ع) أنه قال قدام القائم موتان موت أحمر و موت بيض حتي يذهب من کل سبعة خمسة الموت الأحمر السيف و الموت الأبيض الطاعون
و عن أبي بصير و محمد بن مسلم قالا سمعنا أبا عبد الله (ع) يقول لا يکون هذا الأمر حتي يذهب ثلثا الناس فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فما يبقي
[ صفحه 179]
فقال (ع) أ ما ترضون أن تکونوا الثلث الباقي
و بالطريق المذکور يرفعه إلي المفضل بن عمر قال سألت الصادق (ع) عن سورة العصر فقال وَ الْعَصْرِ عصر خروج القائم (ع) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ و الخسر خسران أعدائه إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ و المؤمنون الصالحون أصحاب القائم (ع) من الخسران مبرءون وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ و تواصوا بالقول بالإمامة وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ و صبروا في أيام الفترة
و بالطريق المذکور يرفعه إلي المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله (ع) لقد ذکر الله تعالي المفتقدين من أصحاب القائم (ع) في کتابه أَيْنَ ما تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إنهم يفتقدون من فرشهم ليلا فيصبحون بمکة بعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف اسمه و اسم أبيه و حليته و نسبه قال فقلت جعلت فداک أيهم أعظم إيمانا قال الذين يسيرون في السحاب نهارا
و بالطريق المذکور يرفعه إلي سدير السيرفي قال دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع
[ صفحه 180]
فرأيناه جالسا علي التراب و عليه مسح خيبري مطرق بلا جيب مقصر الکمين و هو يبکي بکاء الوالهة الثکلي ذات الکبد الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و بل الدمع محجريه و هو يقول سيدي غيبتک نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتک وصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد ما أحس بدمعة ترقأ من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا
[ صفحه 181]
و سوالف البلايا الأمثل بعيني عن غوابر أعظمها و أقطعها و بواقي أشدها و أنکرها و نوائب مخلوطة بغضبک و نوازل معجونة بسخطک قال سدير فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا من ذلک الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمت لمکروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبکي الله يا ابن خير الوري عينک من أي حادثة تسترق دمعتک و تستمطر عبرتک و أية حالة حتمت عليک هذا المأتم قال فزفر الصادق (ع) زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد عنها خوفه و قال ويلکم نظرت في کتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو المشتمل علي علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما کان و ما يکون إلي يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده صلي الله عليه و عليهم أجمعين و تأملت منه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوي المؤمنين في ذلک الزمان و تولد الشکوک في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أکثرهم عن دينهم و خلع ربقة الإسلام من أرقابهم التي أوجبها الله تعالي عليهم و ذکرها في کتابه وَ کُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله کرمنا و فضلنا بإشراکک إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلک قال إن الله عز و جل أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل
[ صفحه 182]
ع قدر مولده بقدر موسي (ع) و قدر غيبته بقدر غيبة عيسي (ع) و قدر إبطائه بقدر إبطاء نوح (ع) و جعل له من بعد ذلک عمر العبد الصالح الخضر (ع) دليلا علي عمره فقلنا له اکشف لنا يا ابن رسول الله وجوه هذه المعاني قال أما مولد موسي (ع) فإن فرعون لما وقف علي أن زوال ملکه علي يده أحضر الکهنة فدلوه علي نسبه و أنه يکون من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلي قتل موسي (ع) لحفظ الله عز و جل إياه کذلک بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا علي أن زوال ملکهم و ملک الأمراء و الجبابرة منهم علي يد القائم منا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله ص و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلي قتل القائم (ع) و لکن الله عز و جل لا يکشف أمره لواحد من الظلمة وَ يَأْبَي اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ و لو کره المشرکون و أما غيبة عيسي (ع) فإن اليهود و النصاري اتفقت علي أنه قتل فکذبهم الله جل ذکره بما ذکر في کتابه وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لکِنْ شُبِّهَ لَهُمْ کذلک غيبة القائم (ع) فإن الأمة مستنکرة لطولها فمن قائل يهذي بأنه
[ صفحه 183]
لم يولد و قائل يقول إنه ولد و مات و قائل يکفر بقوله إن حادي عشرنا کان عقيما و قائل يمرق بقوله إنه يتعدي إلي ثلاثة عشر فصاعدا و قائل يعصي الله عز و جل بقوله إن روح القائم ينطق في هيکل غيره و أما إبطاء نوح فإنه لما استنزلت العقوبة علي قومه من السماء بعث الله عز و جل الروح الأمين جبرئيل (ع) معه سبع نويات فقال يا نبي الله إن الله تبارک و تعالي يقول لک إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأکيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادک في الدعوة لقومک فإني مثيبک عليه و اغرس هذا النوي فإن لک في نباتها و بلوغها و أطرافها و إدراکها إذا أثمرت الفرج و الخلاص فبشر بذلک من تبعک من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و أغصنت و أثمرت و زها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله عز و جل العدة فأمره الله عز و جل أن يغرس من نوي تلک الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤکد الحجة علي قومه فأخبر بذلک الطوائف التي آمنت فارتد منهم ثلاثمائة رجل و قالوا لو کان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن الله عز و جل لم يزل يوعده و يأمره عند کل مرة أن يغرسها تارة بعد أخري إلي أن غرسها سبع مرات
[ صفحه 184]
فما زالت تلک الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلي أن عاد إلي نيف و سبعين رجلا فأوحي الله عز و جل عند ذلک إليه و قال يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينک حين صرح الحق عن محضه و صفا الأمر و الإيمان من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة فلو أني أهلکت الکفار و أبقيت من ارتد من الطوائف التي کانت آمنت بک لما کنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومک و اعتصموا بحبل نبوتک بأني أستخلفهم في الأرض و أمکن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لکي تخلص العبادة لي بذهاب الشرک من قلوبهم و کيف يکون الاستخلاف و التمکن و بدل الخوف بالأمن مني لهم ما کنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا لخبث طينتهم و سوء سرائرهم التي کانت نتائج النفاق و سنوخ الضلالة فلو أنهم تنسموا من الملک الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلکت أعداءهم
[ صفحه 185]
لنشقوا روائح صفائه لاستحکمت مرائر نفاقهم و تأبدت حبال ضلالة قلوبهم و لکاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم علي طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و کيف يکون التمکين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب کلا فاصنع الْفُلْکَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا قال الصادق (ع) و کذلک القائم (ع) فإنه يمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفي الإيمان من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمکين و الأمن المنتشر في عهد القائم (ع) قال المفضل يا ابن رسول الله فإن النواصب يزعمون أن آية التمکين وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِکُونَ بِي شَيْئاً نزلت في أبي بکر و عمر و عثمان و علي (ع) فقال لا هدي الله قلوب النواصب متي کان الذي ارتضي الله و رسوله متمکنا بانتشار الأمن في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشک من صدروها في عهد واحد من هؤلاء و في عهد علي (ع) مع ارتداد
[ صفحه 186]
المسلمين و الفتن التي کانت تثور في قلوبهم و الحروب التي کانت تنشب بين الکفار و بينهم ثم قال الصادق (ع) و أما العبد الصالح أعني الخضر فإن الله عز و جل ما طول عمره لنبوة قدرها له و لا لکتاب ينزله عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من کان قبله من الأنبياء و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها له بلي إن الله عز و جل لما کان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم (ع) في أيام غيبته بما يقدر و علم ما يکون من إنکار عباده لمقدار ذلک العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلک إلا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم (ع) و ليقطع بذلک حجة المعاندين لئلا يکون للناس علي الله حجة قال المفضل قلت يا ابن رسول الله فکيف صارت الإمامة في ولد الحسين (ع) دون ولد الحسن (ع) و هما جميعا ولدا رسول الله ص و سبطاه و سيدا شباب أهل الجنة فقال (ع) إن موسي و هارون کانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسي و لم يکن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلک و إن الإمامة خلافة الله عز و جل في أرضه و ليس لأحد أن يقول لم جعل الله في صلب الحسين دون صلب الحسن (ع) لأن الله تبارک و تعالي هو
[ صفحه 187]
الحکيم في أفعاله لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ
و قد تقدم في الفصول المتقدمة أيضا عدة روايات تنبئ عن علامات تدل علي ظهوره و تسفر عن أسباب حضوره يحصل بها مقصودنا في هذا الباب فلينقطع بذلک لئلا يطول الکتاب.
[ صفحه 188]