بازگشت

عالمية الاعتقاد بالمهدي المنتظر


لم يقتصر الإيمان بالمنقذ علي أتباع الأديان السماويّة الثلاثة، بل شارکهم في ذلک الزرادشتيّون الذين ينتظرون عودة بهرام شاه، والهنود الذين يعتقدون بعودة فيشنو، والمجوس الذين يؤمنون بحياة أُشيدر، والبوذيّون الذين ينتظرون ظهور بوذا [1] .

کما نجد التصريح من مفکرّي الغرب وفلاسفته بأنّ العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزِمام الأمور، ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد [2] .

الاتفاق بين المسلمين علي أصل قضيّة المهدي عليه السّلام لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الأمّة مهديّاً، وأنّ رسول الله صلّي الله عليه وآله قد أخبر به وبشَّر به وذکر له أسماء وصفات وألقاباً، وبيّن أنّ المهدي من أهل بيته، وأنّه يملأ الأرض عدلاً، وأنّه يخرج مع عيسي عليه السّلام، وأنّه يؤمّ هذه الأمّة ويصلّي عيسي خلفه.

والروايات الواردة في کتب الحديث في هذا الموضوع تفوق حدّ التواتر، وقد ألّف علماء المسلمين في قضيّة المهدي المنتظر عليه السّلام کتباً خاصّة [3] ، وعدّوا الإيمان بالمهديّ من ضرورات الدِّين، خاصّة بعد أن رَوَوا عن النبيّ صلّي الله عليه وآله أنّه قال: مَن شکّ في المهديّ فقد کفر [4] .


پاورقي

[1] المهديّة في الإسلام، سعد محمّد حسن 43 ـ 44.

الإمامة وقائم القيامة، مصطفي غالب 270.

[2] المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه، السيّد عبدالرضا الشهرستاني 6 و 7.

[3] من أشهر مَن ألّف في أحاديث المهدي عليه السّلام من علماء أهل السنّة: نعيم بن حمّاد المروزي، المتوفّي سنة 328 هـ.

أبو حسين بن المنادي البغدادي، المتوفّي سنة 336 هـ.

الحافظ أبو نعيم الإصفهاني، المتوفّي سنة 430 هـ.

الحافظ أبو عبدالله الکنجي الشافعي، المتوفّي سنة 658 هـ.

الحافظ ابن کثير الدمشقي، المتوفّي سنة 774 هـ.

الحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفّي سنة 911 هـ.

عليّ بن حسام الدين المتّقي الهندي، المتوفّي سنة 975 هـ.

محمّد بن علي الشوکاني، المتوفّي سنة 1250 هـ.

وسواهم کثير ممّن لا يسع المجال لذِکرهم.

[4] عقْد الدرر، للمقدسي الشافعي 209، الباب 9.

الحاوي في الفتاوي (عَرف المهدي)، للسيوطي 83:2.

فرائد السمطين، للحمويني 334:2 حديث 585.

مقدّمة ابن خلدون 261.