بازگشت

الآيات القرآنية المفسرة بالامام المهدي


ورد في کتب التفسير والحديث مجموعة کبيرة من الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهدي عليه السّلام وظهوره وما سيتحقّق علي يده عليه السّلام من علوّ الإسلام وانتشاره في أرجاء البسيطة، وبسط العدل والإنصاف في ربوع الأرض، ويتحدّث بعضها عن الهزيمة التي ستلحق بالکفّار علي يد المهديّ عليه السّلام أو علي يد عيسي عليه السّلام الذي سيأتمّ به ويُساعده في إرساء قواعد العدل وقتل الرجّال: 1 ـ قوله تعالي: «لَهُم في الدنيا خِزيٌ ولهم في الآخرةِ عذابٌ عظيم» [1] ، حيث روي عن السدّي في تفسير الآية قال: أمّا خزيهم في الدنيا إذا قام المهدي وفُتحت القسطنطينيّة قَتَلهم، فذلک الخزي [2] .

2 ـ قوله تعالي في عيسي ابن مريم عليه السّلام: «ويُکلِّمُ الناسَ في المهدِ وکَهْلاً ومِن الصالحين» [3] ، حيث روي عن ابن زيد قال: قد کلّمهم عيسي في المهد، وسيُکلّمهم إذا قَتَل الدجّال وهو يومئذٍ کهل [4] .

3 ـ قوله تعالي في عيسي عليه السّلام: «وإنْ مِن أهلِ الکتابِ إلاّ لَيؤمِنَنَّ بهِ قَبلَ موتهِ ويومَ القيامةِ يکونُ عليهِم شهيداً» [5] .

روي عن ابن عبّاس وابن زيد وأبي مالک والحسن البصري: إذا نزل عيسي ابن مريم فقَتَل الدجّال، لم يبقَ يهوديّ في الأرض إلاّ آمن به، قال: وذلک حين لا ينفعهم الإيمان [6] .

4 ـ قوله تعالي: «يسألونَکَ عن الساعةِ أيّانَ مُرساها قُل إنّما عِلمُها عند ربّي لا يُجلِّيها لوقتِها إلاّ هو ثَقُلَت في السماواتِ والأرضِ لا تأتيکم إلاّ بَغتةً» [7] .

روي عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال (في حديث دِعبِل الخُزاعي): إنّ النبيّ صلّي الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله، متي يخرج القائم من ذَريّتک؟ فقال عليه السّلام: مَثَلُه مَثَل الساعة التي لا يُجلّيها لوقتِها إلاّ هو ثَقُلَت في السماوات والأرض، لا تأتيکم إلاّ بغتةً [8] .

5 ـ قوله تعالي: «وقاتِلوهم حتّي لا تکونَ فِتنةٌ ويکونَ الدِّين کُلُّه لله» [9] ، روي عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: إنّه لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمُنا بعده سيري مَن يُدرکه ما يکون من تأويل هذه الآية، وليَبلُغَنّ دينُ محمّد صلّي الله عليه وآله ما بَلَغ الليلُ، حتّي لا يکون مُشرکٌ علي ظهر الأرض، کما قال الله [10] .

6 ـ قوله تعالي: «هو الذي أرسَلهُ بالهُدي ودِينِ الحقِّ لِيُظَهِرَهُ علي الدِّين کُلِّه ولو کَرِهَ المشرکون» [11] ، رُوي عن الإمام الکاظم عليه السّلام في تفسير الآية الکريمة، قال: يُظهره علي جميع الأديان عند قيام القائم [12] .

وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قرأ الآية، ثمّ قال: أظَهَر بعدُ ذلک؟! قالوا: نعم.

قال: کلاّ، فوالذي نفسي بيده حتّي لا تبقي قرية إلاّ ويُنادي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله، بُکرةً وعَشيّاً [13] .

وروي الگنجي الشافعي عن سعيد بن جُبير في تفسير الآية، قال: هو المهديّ من عترة فاطمة عليها السّلام [14] .

وروي الفخر الرازي عن أبي هريرة، قال: هذا وعدٌ من الله، بأنّه ـ تعالي ـ يجعل الإسلام عالياً علي جميع الأديان؛ وروي عن السدّي أنّه قال: ذلک عند خروج المهدي، لا يبقي أحد إلاّ دخل في الإسلام أو أدّي الخَراج [15] .

7 ـ قوله تعالي: «ويقولونَ متي هذا الوعدُ إن کُنتم صادقين» [16] ، روي عن الإمام الحسين عليه السّلام أنّه ذکر القائم عليه السّلام (في حديث، ثمّ قال:) له غَيبة يرتدّ فيها أقوام ويَثبُت فيها علي الدِّين آخَرون، فيُؤذَون ويُقال لهم: «متي هذا الوَعدُ إن کُنتم صادقين؟» أما إنّ الصابر في غَيبته علي الأذي والتکذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يَدَي رسول الله صلّي الله عليه وآله [17] .

8 ـ قوله تعالي: «ولقد کَتَبْنا في الزَّبور مِن بعدِ الذِّکرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عباديَ الصالحون» [18] ، روي عن الإمام الباقر عليه السّلام في تفسير «عباديَ الصالحون»، قال: القائم عليه السّلام وأصحابه [19] .

9 ـ قوله تعالي: «وَعَد اللهُ الذينَ آمنوا منکم وعَمِلوا الصالحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأرض کما استَخلَفَ الذينَ مِن قَبلِهم ولَيُمَکِّنَنَّ لَهُم دِينَهمُ الذي ارتضي لهم ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعد خَوفِهم أمْناً يَعبُدونَني لا يُشرِکونَ بي شيئاً» [20] ، فقد روي عن رسول الله صلّي الله عليه وآله أنّه قال (في حديث طويل مع جُندَب بن جُنادة، سأله فيه عن الأوصياء بعده من ذريّته، فقرأ صلّي الله عليه وآله الآية، ثمّ قال:) يا جُندَب! في زمن کلّ واحدٍ منهم (أي من الأئمّة) سلطانٌ يعتريه ويُؤذيه، فإذا عجّل اللهُ خُروج قائمنا يملأ الأرضَ قِسطاً وعدلاً کما مُلئت جَوراً وظلماً.

ثمّ قال عليه السّلام: طُوبي للصابرين في غيبته، طُوبي للمتّقين علي مَحَجّتهم ـ الحديث [21] .

وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير الآية، قال: نَزَلَت في القائم وأصحابه [22] .

10 ـ قوله تعالي: «إنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عليِهم من السماءِ آيةً فَظَلّتْ أعناقُهم لها خاضِعين»؛ [23] روي عن أمير المؤمنين، عليه السّلام أنّه قال: انتظروا الفَرَج من ثلاث، فقيل: يا أمير المؤمنين! وما هُنّ؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السُّود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان ـ الحديث [24] .

وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه سئل عن الآية الکريمة، فقال: نَزَلَت في قائم آل محمّد صلوات الله عليهم، يُنادي باسمه من السماء [25] .

وروي عن أبي حمزة الثُّمالي أنّه ذکر هذه الآية فقال: بَلَغَنا ـ واللهُ أعلم ـ أنّها صوتٌ يُسمَع من السماء في النصف من شهر رمضان، وتخرج له العواتق من البيوت [26] .

11 ـ قوله تعالي: «ونُريدُ أن نَمُنَّ علَي الذينَ استُضعِفوا في الأرض ونَجعَلَهُم أئمّةً ونَجَعَلَهُمُ الوارثين» [27] ، روي عن رسول الله صلّي الله عليه وآله أنّه قال: إنّ الله تعالي لم يَبعث نبيّاً ولا رسولاً إلاّ جَعَل له اثنيَ عشر نقيباً (ثمّ ذکر أسماء الأئمّة عليهم السّلام، إلي أن قال:) ثمّ ابنُه محمّد بن الحسن المهديّ القائم بأمر الله..

وذلک تأويل الآية «ونُريدُ أن نَمنّ علي الذينَ استُضعِفوا» ـ الآية [28] .

وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: لَتعطِفَنَّ علينا الدنيا بعد شِماسها، عَطْفَ الضَّروسِ علي وَلَدِها..

ثمّ قرأ الآية [29] .

12 ـ قوله تعالي: «وإنّه لَعِلْمٌ للساعةِ فلا تَمْتَرُنّ بها واتَّبِعُونِ هذا صراطٌ مستقيم» [30] ، روي عن مقاتل بن سليمان أنّه قال في تفسير الآية: هو المهديّ عليه السّلام يکون في آخر الزمان، وبعد خروجه يکون قيام الساعة وأماراتها [31] .

وروي عن ابن عبّاس والضحّاک وغيره في تفسير الآية، قال: هو خروج عيسي ابن مريم عليه السّلام قبل يوم القيامة [32] .

أقول: ليس هناک تعارض بين کلا التفسيرَين، لأنّ نزول عيسي عليه السّلام يتزامن مع ظهور المهدي عليه السّلام في آخر الزمان.


پاورقي

[1] البقرة: 114.

[2] تفسير الطبري 399:1، ذيل الآية.

تفسير الدر المنثور، للسيوطي 108:1.

عَرف المهدي، للسيوطي 57:2.

[3] آل عمران: 46.

[4] تفسير الطبري 188:3، ذيل الآية.

تفسير الدّر المنثور 25:2.

[5] النساء: 159.

[6] تفسير الطبري 14:6.

الدرّ المنثور 241:2.

تفسير مجمع البيان، للطبرسي 137:3.

[7] الأعراف: 187.

[8] کمال الدين، للصدوق 372:2 حديث 6.

عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للصدوق 265:2 حديث 35.

فرائد السمطَين، للحمويني 337:2 حديث 591.

[9] الأنفال: 39.

[10] تفسير العيّاشي 56:2 حديث 48.

تفسير مجمع البيان 543:3.

[11] التوبة: 33.

[12] الکافي، للکُلَيني 432:1 حديث 91.

الصراط المستقيم، للبيّاضي 74:2.

[13] تفسير مجمع البيان 280:5.

المحجّة، للبحراني 86.

[14] البيان، للگنجي الشافعي، الباب 25.

[15] التفسير الکبير، للفخر الرازي 40:16.

[16] يونس: 48.

[17] کمال الدين 317:2 حديث 3.

[18] الأنبياء: 105.

[19] تفسير مجمع البيان 66:4.

تأويل الآيات، لشرف الدين 332:1 حديث 22.

ينابيع المودّة، للقندوزي، الباب 71.

[20] النور: 55.

[21] کفاية الأثر، للخزّاز 56.

[22] الغيبة، للنعماني 240 حديث 35.

ينابيع المودّة، الباب 71.

[23] الشعراء: 4.

[24] عقد الدرر، للشافعي السلمي 104، الباب 4، الفصل 3.

تأويل الآيات، لشرف الدين 387:1 حديث 4.

[25] تأويل الآيات 386:1 حديث 2.

المحجّة، للبحراني 159.

ينابيع المودّة، الباب 71.

[26] عقد الدرر 101، الباب 4، الفصل 3.

تفسير مجمع البيان 184:4.

[27] القصص: 5.

[28] دلائل الإمامة، للطبري 237.

[29] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 29:19، الحکمة 205.

شواهد التنزيل، للحسکانيّ 431:1 حديث 590.

[30] الزخرف: 61.

[31] البيان، للگنجي الشافعي، الباب 25.

الفصول المهمة، لابن الصبّاغ 300.

الصواعق المحرقة.

لابن حجر 162.

[32] مسند أحمد 317:1.

تفسير الکشّاف، للزمخشري 260:4.

تفسير ابن کثير 142:4.