بازگشت

نزول عيسي بن مريم


من المواضيع التي ينبغي إلقاء الضوء عليها: نزول عيسي بن مريم عليه السّلام في آخر الزمان، واقتداؤه بالإمام المهدي عليه السّلام، ومساهمته في عملية إرساء العدل وبسطه في ربوع البسيطة بقيادة الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام.

وقد ذکرنا أنّ أتْباع الأديان الأخري يشترکون مع المسلمين في الاعتقاد بعودة عيسي عليه السّلام، وإن کان الدور الذي سيقوم به مُبهماً لديهم إلي حدّ ما.

وقد ورد عن النبيّ صلّي الله عليه وآله روايات متواترة في نزول عيسي عليه السّلام تطرّقنا إلي ذِکر بعضها، ونُضيف أنّه رُوي في تفسير قوله تعالي: «لِيُظهِرَهُ علَي الدِّينِ کلِّه» [1] قيل: عند نزول عيسي عليه السّلام، حين لا يبقي علي وجه الأرض کافر [2] .

وروي في تفسير الآية: إذا نزل عيسي لم يکن في الأرض إلاّ دين الإسلام [3] ، وروي في تفسيرها: لا يکون ذلک حتّي لا يبقي يهوديّ ولا نصرانيّ صاحب ملّة إلاّ الإسلام، حتّي تأمن الشاةُ الذئبَ، والبقرةُ الأسدَ، والإنسانُ الحيّة، وحتّي لا تقرض فأرة جراباً، وحتّي تُوضَع الجزية ويُکسَر الصليب ويُقتل الخنزير، وذلک إذا نزل عيسي بن مريم عليه السّلام [4] .

وروي في تفسير قوله تعالي: «وإنّهُ لَعِلْمٌ للساعة»: [5] ينزل عيسي بن مريم عليه السّلام عند انفجار الصبح ما بين مهرودَين ـ وهما ثوبان أصفران ـ...

ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهلُ الکهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من کرامة الحجة بن الحسن صلوات الله عليه [6] .

ونودّ الإشارة إلي أنّه قد ورد أيضاً في بعض التفاسير والکتب الحديثية تفسير لهذه الآيات الکريمة بالإمام المهدي عليه السّلام وأنّه المهديّ من ولد فاطمة عليها السّلام، وأنّه يکون في آخر الزمان [7] .

ولا منافاة بين هذه وتلک؛ لإمکان الجمع بينهما، ولتحقّقهما في وقت واحد.

وقد ذکر بعض العلماء أنّ بقاء عيسي عليه السّلام سيکون لإيمان أهل الکتاب بالآية المذکورة وتصديقهم بنبوّة سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد صلّي الله عليه وآله، ويکون بياناً لدعوي الإمام عند أهل الإيمان بدليل صلاة عيسي عليه السّلام خلفه ونصرته إيّاه ودعوته إلي الملّة المحمّدية التي إمامها المهدي عليه السّلام.

وبقاء المهدي عليه السّلام أصل لبقاء عيسي عليه السّلام؛ لأنّه لا يصحّ وجود عيسي عليه السّلام منفرداً بدولةٍ ودعوة، وقد قال النبيّ صلّي الله عليه وآله: لا نبيّ بعدي، وقال: الحلال ما أحلّ الله علي لِساني إلي يوم القيامة، والحرام ما حرّم الله علي لساني إلي يوم القيامة [8] .


پاورقي

[1] الفتح: 28.

[2] تفسير الکشّاف، للزمخشري 346:4.

[3] تفسير الکشّاف 526:4.

تفسير القرطبي 121:8 و 122.

[4] تفسير الکشّاف 231:3.

[5] الزخرف: 61.

[6] تفسير روح المعاني، للآلوسي 95:25 ـ 96.

[7] التفسير الکبير، للفخر الرازي 40:16.

الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ المالکي 300.

نور الأبصار، للشبلنجي 186.

الصواعق المحرقة 162، الباب 11، الفصل 1.

[8] البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام، للگنجي الشافعي 157، الباب 25.