الامام العسکري و شبهة تناقض القرآن
ينقل لنا التاريخ أنّ إسحاق الکِندي ـ فيلسوف العراق في زمانه ـ کان قد شرع في تأليف کتاب في تناقض القرآن، وشغل نفسه بذلک وتفرّد به في منزله، وأنّ الإمام العسکري عليه السّلام التقي يوماً بأحد تلامذة الکندي فقال له الإمام: أما فيکم رجلٌ رشيد يردع أستاذکم الکِندي عمّا أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ ثمّ إنّ الإمام عليه السّلام طلب من تلميذ الکِندي أن يذهب إليه فيسأله: ألا يجوز أن يکون الله تعالي قد أراد بالآيات القرآنية غير المعاني التي ذهب إليها الکندي؟ فذهب تلميذ الکندي وتلطّف إلي أن ألقي عليه هذه المسألة، فدعا بالنار وأحرق جميع ما کان ألّفه [1] .
شهادة الإمام الهادي عليه السّلام علي يد أيدي حکّام بني العبّاس استدعي المتوکّل العباسي الإمامَ الهادي عليه السّلام من المدينة إلي سامراء فأبعده عن مدينة جدّه صلّي الله عليه وآله، وأقام الإمام عليه السّلام مدّةَ مقامه بسُرَّ مَن رأي (سامراء) مکرَّماً معظّماً مبجّلاً في ظاهر الحال، والمتوکّل يبتغي له الغوائل في باطن الأمر ـ حسب تعبير اليعقوبي في تاريخه [2] .
وقد عُرف المتوکّل بشدّة عدائه لأهل البيت عليهم السّلام، حتّي أنّه ضرب رجلاً ألف سوط لأنّه روي حديثاً في فضل محبّة الحسنين وأبيهما وأمّهما عليهم السّلام [3] ، وأعطي لشاعرٍ ولاية البحرين واليمامة لأنّه أنشده شعراً يفضّل فيه بني العباس علي وُلد فاطمة عليها السّلام [4] ، وسعي في قتل الإمام الهادي عليه السّلام، فلم يُقدِره الله تعالي علي ذلک [5] .
ثمّ استُشهد الإمام الهادي عليه السّلام بالسمّ علي يد المعتزّ بالله، وقد نقل بعض علماء أهل السنّة أمر استشهاده عليه السّلام بالسمّ [6] .
پاورقي
[1] المناقب، لابن شهرآشوب 525:4.
[2] تاريخ اليعقوبي 209:3، طبعة النجف 1358 هـ.
[3] تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي 287:13 ـ 288.
[4] الکامل في التاريخ، لابن الأثير 101:7.
[5] کشف الغمّة، للأربلي 394:2.
[6] ذکر ذلک: سبط ابن الجوزي في تذکرة الخواص 362.
وابن الصبّاغ المالکي في الفصول المهمّة، نهاية الفصل العاشر.
والشبلنجي في نور الأبصار 150.
کما ذکره: المسعودي في مروج الذهب 86:4.
والطبرسي في أعلام الوري 355 وغيرهما کثير.