موقف الحکام العباسيين من القضايا الدينية
شجّع بعض خلفاء العباسيين بعض الآراء الفلسفيّة والبحث العقلي في المسائل الدينيّة، فأخذوا ببعض هذه الآراء واضطهدوا المعارضين لها، ومنهم المأمون العبّاسيّ الذي ابتدع مسألة القول بخلق القرآن؛ لإشغال الناس عن النظر فيما يهمّهم من الأمور.
وتابعه المعتصم في بدعته، فأمر المعلّمين أن يعلّموه الصبيان، وقتل عليه جمعاً من العلماء، وتبعه في ذلک الواثق العبّاسي [1] .
وتفشّي في عصر الإمام الهادي عليه السّلام آراء لقوم من الغلاة، منها قولهم عن قول الله تعالي: «إن الصلاةَ تنهي عن الفحشاءِ والمنکر» معناها أن الصلاة رَجُل، فلا سجود ولا رکوع! وکذلک الزکاة معناها ذلک الرجل، لا عدد دراهم ولا إخراج مال، فاستَهْوَوا بهذه الأفکار الممسوخة خلقاً کثيراً، وکتب أحدهم إلي الإمام الهادي يسأله عن آراء هؤلاء، فأجابه الإمام عليه السّلام: ليس هذا ديننا، فاعتزِلْه [2] .
پاورقي
[1] تاريخ الخلفاء، للسيوطي 335.
تاريخ الإسلام، للدکتور حسن إبراهيم حسن 337:2.
[2] اختيار معرفة الرجال، للکشّي 802:2 ـ 803.