ربّما يدور في الأذهان سؤال، وهو: ما مدي الانتفاع من وجود الإمام المهدي عليه السّلام إذا کان غائباً مستوراً؟ وقد سُئل الإمام الصادق عليه السّلام: کيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور؟ قال: کما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب [1] .

ومن الفوائد التي تتعلّق بالأمة من غيبة الإمام عليه السّلام: 1 ـ أنّ ظهور الإمام عليه السّلام لمّا وُصف بأنّه سيکون بغتةً، مَثَله کمَثَل الساعة، فإنّ ذلک يدعو کلّ مؤمن إلي الاستقامة علي الشريعة، والالتزام بأوامرها ونواهيها.

2 ـ أنّ ذلک يدعو کلّ مؤمن إلي أن يکون في «حالة استعداد»، من حيث التهيّؤ للانضمام إلي جيش الإمام المهدي عليه السّلام، والاستعداد للتضحية في سبيل إقامة شرع الله تعالي وبسط حکومته الإلهيّة في کلّ الأرض.

3 ـ أنّ هذه الغيبة تحفّز المؤمن للنهوض بمسؤوليّته في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر.

4 ـ أنّ الاُمّة التي تعيش الاعتقاد بالمهدي الحيّ الموجود تعيش حالة الشعور بالکرامة والعزّة، فلا تذلّ لجبروت الطغاة، وتأنف من الذلّ والهوان، وتستصغِر قوي الاستکبار، مترقّبة لظهوره المظفّر في کلّ ساعة.

5 ـ تحصيل الثواب والأجر علي الانتظار، وقد مرّ أنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة [2] .

يُضاف إلي هذه الثمرات فوائد أخري يکتسبها المعتقِد بظهور الإمام المهديّ عليه السّلام في آخرته، منها تصحيح اعتقاده بعدل الله تعالي ورأفته بهذه الأمّة التي لم يترکها الله سديً ينتهبها اليأس ويفتک بها القنوط، دون أن يمدّ لها حبل الرجاء بظهور الدين علي کلّ الأرض بقيادة الإمام المهديّ عليه السّلام.

تمهيد الأئمّة عليهم السّلام لغيبة الإمام المهدي عليه السّلام مهّد الإمامان العسکريّان: عليّ بن محمّد الهادي، والحسن بن عليّ العسکري عليهما السّلام لغيبة الإمام المهدي عليه السّلام وتقليل وطء الصدمة التي قد تتعرّض لها قواعد الإمام الشعبيّة.