صدرت عن رسول الله صلّي الله عليه وآله وعن الأئمّة المعصومين عليهم السّلام روايات کثيرة تشخّص المراد بالأئمّة الاثني عشر، وتوضح من هو الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام بما لا يبقي معه مکان للشکّ فيه عليه السّلام.

ومن تلک الأحاديث ما يذکر الأئمّة بأسمائهم بالتسلسل، ومنها ما يتحدّث عن نسبة الإمام المهدي عليه السّلام إلي الأئمّة ککُلّ ـ کالحديث الوارد في أنّه عليه السّلام آخر الأئمّة ـ أو نسبته إلي إمامٍ معيّن منهم ـ کالحديث الوارد في أنّ المهدي عليه السّلام هو التاسع من ولد الحسين عليه السّلام، أو الرابع من ولد الرضا عليه السّلام.

ونورد فيما يلي بعض هذه الأحاديث: 1 ـ روي الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السّلام، والحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن أبي سلمي راعي رسول الله صلّي الله عليه وآله، روي فيه عن رسول الله صلّي الله عليه وآله حديثاً عن إسرائه صلّي الله عليه وآله جاء فيه أن الله تعالي خاطبه: انظُر إلي يمين العرش! قال النبيّ صلّي الله عليه وآله: فنظرتُ، فإذا عليّ وفاطمة، والحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، ومحمّد المهديّ بن الحسن کأنّه کوکب دُرّيّ.

وقال (تعالي): يا محمّد، هؤلاء حُجَجي علي عبادي، وهم أوصياؤک، والمهديّ منهم الثائر مِن قاتل عترتک.

وعزّتي وجلالي إنّه المنتقم من أعدائي، والمُمِدّ لأوليائي [1] .

2 ـ وروي القندوزي في ينابيع المودّة عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال لي رسول الله صلّي الله عليه وآله: يا جابر، إنّ أوصيائي وأئمّة المسلمين مِن بعدي: أوّلهم عليّ، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف بالباقر ـ وستدرکه يا جابر، فإذا لقيتَه فأقرئه منّي السّلام ـ ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسي بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسي، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ القائم، اسمُه اسمي وکُنيته کنيتي: محمّد بن الحسن بن عليّ، ذاک الذي يفتح الله تبارک وتعالي علي يديه مشارقَ الأرض ومغاربها، ذاک الذي يغيب عن أوليائه غَيبة لا يَثُبت علي القول بإمامته إلاّ مَن امتحن اللهُ قلبَه للإيمان ـ الحديث بطوله [2] .

وقد سبق أن نوّهنا بأنّ المصداق الوحيد المقبول لأُطروحة الأئمّة (أو الخلفاء) الاثني عشر الذين بشّر بهم النبيّ الأکرم صلّي الله عليه وآله وسلّم يتمثّل في أئمّة الهدي عليهم السّلام، والمهدي عليه السّلام منهم.

3 ـ روي الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين عليه السّلام، والحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن سلمان الفارسي، أن النبيّ صلّي الله عليه وآله قال للحسين عليه السّلام: أنت سيّد بن سيّد أخو سيّد، أنت إمام بن إمام أخو إمام، أنت حجّة أبو حجّة، وأنت أبو حُجج تسعة، تاسعهم قائمهم [3] .

4 ـ روي الحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال: إنّ الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء، يُطهّر الله به الأرض من کلّ جَور وظُلم، وهو الذي يشکّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغَيبة، فإذا خرج أشرقت الأرضُ بنور ربّها، ووُضِع ميزانُ العدل بين الناس ـ الحديث [4] .

5 ـ وروي الحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال لدِعبِل الخُزاعي (بعد أن أنشده قصيدة في مدح الأئمّة عليهم السّلام، تطرّق في آخرها إلي الإمام المهدي عليه السّلام): يا دِعبِل: نَطَق روحُ القدس بلسانک، أتعرف مَن هذا الإمام؟ قال دِعبَل، قلت: لا، إلاّ أنّي سمعتُ بخروج إمامٍ منکم يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً.

فقال عليه السّلام: إنّ الإمام بعدي ابني محمّد، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم، وهو المنتظَر في غيبته، المُطاع في ظهوره، فيملأ الرض قِسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً وظُلماً.

وأمّا متّي يقوم، فإخبارٌ عن الوقت، لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلّي الله عليه وآله، قال: مَثَلُه کمثَلَ الساعة لا تأتيکم إلاّ بَغتةً [5] .

6 ـ روي ابن الصبّاغ المالکي في الفصول المهمّة، والقندوزي في ينابيع المودّة عن الإمام الرضا عليه السّلام قال: الخَلَف الصالح من ولد الحسن بن عليّ العسکريّ هو صاحب الزمان، وهو المهديّ سلام الله عليهم [6] .