بازگشت

المکان الذي يخرج فيه و ما يفعله بعد خروجه و محل إقامته و هيئ


(فالمروي) کما مر في علامات الظهور أن السفياني بعد ما يخرج من وادي اليابس بفلسطين و يملک دمشق و فلسطين و الأردن و حمص و حلب و قنسرين و يخرج بالشام الأصهب و الأبقع يطلبان الملک فيقتلهما السفياني لا يکون له همة إلا آل محمد و شيعتهم فيبعث جيشين أحدهما إلي المدينة و الآخر إلي العراق.

(أما جيش المدينة) فيأتي إليها و المهدي بها و ينهبها ثلاثا فيخرج المهدي إلي مکة فيبعث أمير جيش السفياني خلفه جيشا إلي مکة فيخسف بهم في البيداء.

(و أما جيش العراق) فيأتي الکوفة و يصيب من شيعة آل محمد قتلا و صلبا و سبيا و يخرج من الکوفة متوجها إلي الشام فتلحقه راية هدي من الکوفة فتقتله کله و تستنقذ ما معه من السبي و الغنائم.

(أما المهدي عليه السلام) فبعد أن يصل إلي مکة يجتمع عليه أصحابه و هم ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل البدر فإذا اجتمعت له هذه العدة أظهر أمره فينتظر بهم يومه بذي طوي و يبعث رجلا من أصحابه إلي أهل مکة يدعوهم فيذبحونه بين الرکن و المقام و هو النفس الزکية فيبلغ ذلک المهدي فيهبط بأصحابه من عقبة ذي طول حتي يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع رکعات و يسند ظهره إلي الحجر الأسود و يخطب في الناس و يتکلم بکلام لم يتکلم به أحد (و روي) أن أول ما ينطق به هذه الآية بقية الله خير لکم إن کنتم مؤمنين ثم يقول أنا بقية الله في أرضه.

(و في رواية) يقوم بين الرکن و المقام فيصلي و ينصرف و معه وزيره و قد أسند ظهره إلي البيت الحرام مستجيرا فينادي يا أيها الناس إنا نستنصر الله و من أجابنا من الناس أو و کل مسلم علي من ظلمنا و إنا أهل بيت نبيکم محمد و نحن أولي الناس بالله و بمحمد صلي الله عليه وآله فمن حاجني في آدم فأنا أولي الناس بآدم و من حاجني في نوح فأنا أولي الناس بنوح و من حاجني في إبراهيم فأنا أولي الناس بإبراهيم و من حاجني في محمد فأنا أولي الناس بمحمد و من حاجني في النبيين فأنا أولي الناس بالنبيين أ ليس الله يقول في محکم کتابه إن الله اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم ألا و من حاجني في کتاب الله فأنا أولي الناس بکتاب الله ألا و من حاجني في سنة رسول الله فأنا أولي الناس بسنة رسول الله صلي الله عليه وآله فيبايعه أصحابه الثلاثمائة و ثلاثة عشر بين الرکن و المقام فإذا کمل له العقد و هو عشرة آلاف خرج بهم من مکة.

(و روي) أنه إذا خرج لا يبقي في الأرض معبود دون الله عز و جل من صنم و غيره إلا وقعت فيه نار فاحترق و ذلک بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب و يؤمن به (و روي) أنه يخرج من المدينة إلي مکة بتراث رسول الله صلي الله عليه و آله سيفه و درعه و عمامته و برده و رايته و قضيبه و فرسه و لامته و سرجه فيتقلد سيفه ذا الفقار و يلبس درعه السابغة و ينشر رايته السحاب و يلبس البردة و يعتم بالعمامة و يتناول القضيب بيده و يستأذن الله في ظهوره (و روي) أن له علما إذا حان وقت خروجه انتشر ذلک العلم من نفسه و أنطقه الله عز و جل و نادي اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلک السيف من غمده و أنطقه الله عز و جل فناداه اخرج يا ولي الله فلا يحل لک أن تقعد عن أعداء الله (ثم) يستعمل علي مکة و يسير إلي المدينة فيبلغه أن عامله بمکة قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ثم يرجع إلي المدينة فيقيم بها ما شاء. (و في رواية) أنه يبعث جيشا إلي المدينة فيأمر أهلها فيرجعون إليها ثم يخرج حتي يأتي الکوفة فينزل علي نجفها ثم يفرق الجنود منها في الأمصار.

(قال الباقر عليه السلام) کأني بالقائم علي نجف الکوفة و قد سار إليها من مکة في خمسة آلاف من الملائکة جبرائيل عن يمينه و ميکائيل عن شماله و المؤمنون بين يديه و هو يفرق الجنود في البلاد (و ذکر عليه السلام) المهدي فقال يدخل الکوفة و بها ثلاث رايات قد اضطربت و تصفو له و يدخل حتي يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البکاء فإذا کانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة فيأمر أن يخط له مسجد علي الغري و يصلي بهم هناک.

(و عن الباقر عليه السلام) إذا قام القائم سار إلي الکوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتي يأتي علي آخرهم ثم يدخل الکوفة فيقتل بها کل منافق مرتاب و يهدم قصورها و يقتل مقاتلتها حتي يرضي الله عز و علا ثم يسير من الکوفة إلي الشام و السفياني يومئذ بوادي الرملة فيلتقون و يقتل السفياني و من معه حتي لا يدرک منهم مخبر.

(قال) الجواد عليه السلام و لا يزال يقتل أعداء الله حتي يرضي الله قيل و کيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة و يخرج اللات و العزي فيحرقهما ثم يرجع إلي الکوفة فيکون منزله بها (قال) الباقر عليه السلام ثم يأمر من يحفر من مشهد الحسين عليه السلام نهرا يجري إلي الغريين حتي ينزل المساء في النجف و يعمل علي فوهته القناطر و الأرحاء فکأني بالعجوز علي رأسها مکتل فيه بر تأتي تلک الأرحاء فتطحنه بلا کراء. (و عن) الصادق عليه السلام أنه ذکر مسجد السهلة فقال أما أنه منزل صاحبکم إذا قدم بأهله (و عنه عليه السلام) إذا قام قائم آل محمد بني في ظهر الکوفة مسجدا له ألف باب و اتصلت بيوت أهل الکوفة بنهري کربلاء.

(و عن) الرضا عليه السلام أنه إذا خرج يکون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها و لا يهرم بمرور الأيام و الليالي عليه حتي يأتي أجله و يکون منزله بالکوفة فلا يترک عبدا مسلما إلا اشتراه و أعتقه و لا غارما إلا قضي دينه و لا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها و لا يقتل منهم عبد إلا أدي ثمنه دية مسلمة إلي أهله و لا يقتل قتيل إلا قضي عنه ديته و الحق عياله في العطاء حتي يملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا و عدوانا و يسکن هو و أهل بيته الرحبة و الرحبة إنما کانت مسکن نوح و هي أرض طيبة و لا يسکن الرجل من آل محمد إلا بارض طيبة زاکية فهم الأوصياء الطيبون.