بازگشت

مقدمه


الإمام بعد أبي محمد الحسن العسکري و ثاني عشر أئمة المسلمين و خلفاء الله في العالمين و ثالث المحمدين ولده المسمي باسم رسول الله صلي الله عليه وآله المکني بکنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

و جاء في کثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لکم ذکره باسمه أو لا يحل لکم تسميته أو لا يحل ذکره باسمه حتي يخرج فيملؤ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا أو لا يحل لکم تسميته حتي يظهره الله فيملؤ الأرض قسطا و عدلا إلخ أو يحرم عليهم تسميته و هو سمي رسول الله صلي الله عليه وآله و کنيه أو لا يسميه باسمه إلا کافر أو لا يري جسمه و لا يسمي باسمه (و سئل) أمير المؤمنين عليه السلام عن اسمه فقال أما اسمه فلا إن حبيبي و خليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتي يبعثه الله عز و جل و هو مما استودع الله عز و جل رسوله في علمه (و لأجل) ذلک کان يعبر عنه عليه السلام في الأخبار و کلام الرواة بالصاحب و القائم و صاحب الزمان و صاحب الدار و الحضرة و الناحية المقدسة و الرجل و الغريم و الغلام و غير ذلک و لا يصرحون باسمه.

(قال المفيد عليه الرحمة) و الغريم رمز کانت الشيعة تعرفه قديما بينها و يکون خطابها عليه للتقية (و حمل) الصدوق و جملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار علي ظاهره فأفتوا بالتحريم (و يمکن) الحمل علي الکراهة لحکمة لا يعلمها إلا الله تعالي و لا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ إلي حد التکفير فقد ورد في المکروهات أمثال ذلک مثل من ترک فرق شعره فرق بمنشار من نار (و يؤيد) الکراهة التصريح باسمه في بعض الأحاديث کحديث اللوح الذي دفعه رسول الله صلي الله عليه وآله إلي فاطمة عليها السلام و فيه أسماء الأئمة عليهم السلام و غيره (و يمکن) الحمل علي وقت الخوف عليه کزمن الغيبة الصغري (و يدل) عليه ما في بعض التوقيعات ملعون من سماني في محفل من الناس أو من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله

(و قول) عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال إياک أن تبحث عن هذا فإن عند هذا القوم أن هذا النسل قد انقطع (و قوله) أيضا لما سئل عن الاسم محرم عليکم أن تسألوا عن ذلک و لا أقول هذا من عندي و ليس لي أن أحلل و أحرم و لکن عنه عليه السلام فان الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضي و لم يخلف ولدا و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله و أمسکوا عن ذلک (و ما في بعض التوقيعات) إن دللتم علي الاسم أذاعوا و إن عرفوا المکان دلوا عليه (و في بعضها) إن وقفوا علي الاسم أذاعوه و إن وقفوا علي المکان دلوا عليه (و قول الباقر عليه السلام) حين قال له الکابلي أريد أن تسميه لي حتي أعرفه باسمه: سألتني و الله يا أبا خالد عن سؤال مجهد سألتني بأمر لو کنت محدثا به أحدا لحدثتک و سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا علي أن يقطعوه بضعة بضعة.

(و ينافيه) ما مر من أنه يحرم عليهم تسميته ثم قوله أنه سمي رسول الله صلي الله عليه وآله و کنيه الذي علم به أسمه فدل علي تحريم التصريح لحکمة و الخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح و أنه سمي رسول الله صلي الله عليه وآله(و ينافيه) أيضا ما مر في بعضها من أنه لا يحل تسميته حتي يخرج أو حتي يظهره الله (و يمکن) الجمع بأن التصريح بالاسم مکروه مطلقا و التسمية صريحا و کناية محرمة في زمن الخوف و بذلک يرتفع جميع التنافي بين الأخبار و الله أعلم.

ولد المهدي عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين بسر من رأي في أيام المعتمد (قال المفيد) و لم يخلف أبوه ولدا ظاهرا و لا باطنا غيره و خلفه غائبا مستترا و کانت سنه عند وفاة أبيه»خمس سنين«آتاه الله فيها الحکمة و فصل الخطاب و جعله آية للعالمين و آتاه الله الحکمة کما آتاها يحيي عليه السلام صبيا و جعله إماما في حال الطفولية الظاهرة کما جعل عيسي ابن مريم عليه السلام في المهد نبيا و عمره إلي يومنا هذا و هو غاية صفر سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة بعد الألف»ألف سنة و تسع و ثمانون سنة و ستة أشهر و نصف«