بازگشت

ابوالاديان


قال الشيخ الصدوق: حدّث أبو الاديان، قال: کنت أخدم الحسن بن علي ابن محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأحمل کتبه إلي الامصار، فدخلت عليه في علّته التي توفّي فيها



[ صفحه 142]



(صلوات الله عليه) فکتب معي کتباً، وقال: امضِ بها إلي المدائن، فإنّک ستغيب خمسة عشر يوماً، وتدخل إلي سرّ من رأي يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري، وتجدني علي المغتسل.

قال أبو الاديان: فقلت: يا سيّدي، فإذا کان ذلک فمن؟ قال: من طالبک بجوابات کتبي فهو القائم من بعدي؟ فقلت: زدني. فقال: من يصلّي عليّ فهو القائم بعدي. فقلت: زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثمّ منعتني هيبته أن أسأله عمّـا في الهميان.

قال: وخرجت بالکتب إلي المدائن، وأخذت جواباتها، ودخلت سرّ من رأي يوم الخامس عشر کما ذکر لي (عليه السلام)، فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به علي المغتسل، وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّونه. فقلت في نفسي: إن يکن هذا الامام فقد بطلت الامامة، لا نّي کنت أعرفه يشرب النبيذ، ويقامر في الجوسق، ويلعب بالطنبور، فتقدّمت فعزّيت وهنّيت، فلم يسألني عن شيء، ثمّ خرج عقيد فقال: يا سيّدي، قد کفّن أخوک، فقم وصلّ عليه، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمّـان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة.

فلمّـا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن عليّ (صلوات الله عليه) علي نعشه مکفّناً، فتقدّم جعفر بن عليّ ليصلّي علي أخيه، فلمّـا همّ بالتکبير خرج صبيّ بوجهه سمرة، شعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ برداء جعفر بن عليّ، وقال: تأخّر يا عمّ، فأنا أحقّ بالصلاة علي أبي، فتأخّر جعفر، وقد اربدّ [1] وجهه واصفرّ.



[ صفحه 143]



فتقدّم الصبيّ وصلّي عليه، ودفن إلي جانب قبر أبيه (عليه السلام)، ثمّ قال: يا بصري، هات جوابات الکتب التي معک، فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بيّنتان، بقي الهميان، ثمّ خرجت إلي جعفر بن علي وهو يزفر، فقال له حاجز الوشّاء: يا سيّدي، من الصبي لنقيم الحجّة عليه؟ فقال: والله ما رأيته قطّ ولا أعرفه.

فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم، فسألوا عن الحسن بن علي (عليه السلام) فعرفوا موته، فقالوا: فمن نعزّي؟ فأشار الناس إلي جعفر بن علي، فسلّموا عليه وعزّوه وهنّوه، وقالوا: إنّ معنا کتباً ومالاً، فتقول: ممّن الکتب، وکم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب!

قال: فخرج الخادم، فقال:معکم کتب فلان وفلان وفلان، وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطليّة، فدفعوا إليه الکتب والمال وقالوا: الذي وجّه بک لاخذ ذلک هو الامام، الحديث [2] .


پاورقي

[1] اربدّ وجهه: أي تغيّر إلي الغُبرة.

[2] کمال الدين: 475.