بازگشت

ابراهيم بن مهزيار


روي الشيخ الصدوق في (کمال الدين) بالاسناد عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: قدمت مدينة الرسول (صلي الله عليه وآله) فبحثت عن أخبار آل أبي محمّد الحسن بن علي الاخير (عليه السلام) فلم أقع علي شيء منها، فرحلت منها إلي مکّة مستبحثاً عن ذلک، فبينما أنا في الطواف إذ تراءي لي فتيً أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسّم فيّ، فعدت إليه مؤمّلاً منه عرفان ما قصدت له، فلمّـا قربت منه سلّمت، فأحسن الاجابة، ثمّ قال: من أيّ البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق. قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الاهواز، فقال: مرحباً بلقائک، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني؟ قلت: دعي فأجاب. قال: رحمة الله عليه، ما کان أطول ليله، وأجزل نيله، هل تعرف إبراهيم بن مهزيار؟ قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليّاً، ثمّ قال: مرحباً بک، يا أبا اسحاق ما فعلت بالعلامة التي وشجت بينک وبين أبي محمّد (عليه السلام)؟

فقلت: لعلّک تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيّب أبي محمّد الحسن بن علي (عليه السلام)؟



[ صفحه 140]



فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلمّـا نظر إليه استعبر وقبّله، ثمّ قرأ کتابته فکانت: يا الله، يا محمّد، يا علي. ثمّ قال: بأبي يداً [1] طالما جُلتَ فيها.

قال: وتراض بنا فنون الاحاديث - إلي أن قال لي -: يا أبا اسحاق، أخبرني عن عظيم ما توخّيت بعد الحجّ؟ قلت: وأبيک ما توخّيت إلاّ ما سأستعلمک مکنونه.

قال: سل عمّـا شئت، فإنّي شارحٌ لک إن شاء الله، قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمّد الحسن (عليه السلام) شيئاً، - إلي أن قال إبراهيم -:

فخرج إليّ محمّد بن الحسن (عليه السلام) وهو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّين، أقني الانف، أشمّ أروع، کأ نّه غضّ بان، وکأنّ صفحة غرّته کوکب درّي، بخدّه الايمن خال، کأ نّه فتات مسک علي بياض الفضّة، وإذا برأسه وفرة سحماء [2] سبطة تطالع شحمة اُذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، ولا أعرف حسناً وسکينةً وحياءً، إلي آخر الحديث، وهو طويل [3] .


پاورقي

[1] يريد يد أبي محمّد العسکري (عليه السلام).

[2] أي سوداء.

[3] کمال الدين: 445 / 19.