بازگشت

ابراهيم بن محمد بن احمد الانصاري


روي الطبري بالاسناد عن إبراهيم بن محمّد بن احمد الانصاري، قال: کنت حاضراً عند المستجار بمکّة وجماعة يطوفون، وهم زهاء ثلاثين رجلاً، لم يکن فيهم مخلص غير محمّد بن القاسم العلوي، فبينما نحن کذلک في اليوم السادس من ذي الحجّة [1] ، إذ خرج علينا شابّ من الطواف عليه إزار محرم فيه، فلمّـا رأيناه قمنا هيبةً له، فلم يبقَ منّا أحدٌ إلاّ قام وسلّم عليه، وجلس منبسطاً ونحن حوله، ثمّ التفت يميناً وشمالاً، فقال: أتدرون ما کان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الالحاح؟ فقلنا: وما کان يقول؟ قال: کان (عليه السلام) يقول... فعلّمهم الدعاء.

ثمّ قال (عليه السلام): أتدرون ما کان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في الدعاء بعد صلاة الفريضة؟

قلنا: وما کان يقول؟ قال: کان (عليه السلام) يقول... فعلّمهم الدعاء.

قال: ثمّ نظر يميناً وشمالاً بعد هذا الدعاء، فقال: أتدرون ما کان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشکر؟ قلنا: وما کان يقول؟ قال: کان (عليه السلام) يقول... فعلّمهم الدعاء [2] .

قال: ثمّ نظر يميناً وشمالاً، ونظر إلي محمّد بن القاسم من بيننا، فقال: يا محمّد ابن القاسم، أنت علي خير إن شاء الله تعالي، وکان محمّد بن القاسم يقول بهذا الامر.



[ صفحه 137]



قال: فقام ودخل الطواف، فما بقي أحد إلاّ وقد اُلهم ما ذکر من الدعاء، فقال بعضنا: يا قوم، أتعرفون هذا؟

فقال محمّد بن القاسم: هذا والله هو صاحب الزمان، هو والله صاحب زمانکم. فقلنا: کيف يا أبا علي؟ فذکر أ نّه مکث سبع سنين، وکان يدعو ربّه ويسأله معاينة صاحب الزمان (عليه السلام)، قال: فبينا نحن عشيّة عرفة، فإذا أنا بالرجل بعينه يدعو بدعاء، فجئته وسألته ممّن هو، فقال: من الناس. فقلت: من أيّ الناس، أمن عربها، أو من مواليها؟ قال: من عربها. قلت: من أيّ عربها؟ قال: من أشرافها. قلت: ومن هم؟ قال: بنو هاشم. قلت: من أيّ بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذُروة وأسناها.

فقلت: ممّن؟ قال: مَن فَلَق الهام، وأطعم الطعام، وصلّي بالليل والناس نيام، فعلمت أ نّه علوي، فأحببته علي العلويّة، ثمّ فقدته من بين يدي، ولم أدرِ کيف مضي، فسألت القوم الذين کانوا حولي: أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: نعم، يحجّ معنا کلّ سنة ماشياً، فقلت: سبحان الله! والله ما أدري به أثر مشي! ثمّ انصرفت إلي المزدلفة کئيباً حزيناً علي فراقه، ونمت ليلتي، فإذا أنا بسيّدنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال لي: يا محمّد، رأيت طلبتک؟ قلت: ومن ذلک يا سيّدي؟ قال: الذي رأيته في عشيّتک هو صاحب زمانک [3] .

ورواه الشيخ الصدوق في (کمال الدين) عن أبي نعيم الانصاري الزيدي بطريقين [4] ، ورواه أيضـاً بالاسناد عـن أبي جعـفر محمّد بن علي المنقذي



[ صفحه 138]



الحسني [5] .


پاورقي

[1] في کمال الدين: سنة 293 هـ.

[2] راجع الادعية المذکورة جميعاً في دلائل الامامة: 543 ـ 544.

[3] دلائل الامامة: 542 / 523.

[4] کمال الدين: 470 / 24 و473، وفي غيبة الطوسي: 156: أبو نعيم محمّد بن احمد الانصاري.

[5] کمال الدين: 473.