في معني التفويض
81- عن أبي الحسن عليّ بن احمد الدلاّل القمي، قال: اختلف جماعة من الشيعة في أنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلي الائمة - صلوات الله عليهم - أن يخلقوا ويرزقوا، فقال قوم: هذا محال لا يجوز علي الله تعالي، لانّ الاجسام لا يقدر علي
[ صفحه 113]
خلقها غير الله عزّ وجلّ.
وقال آخرون: بل الله عزّ وجلّ، أقدر الائمة علي ذلک وفوّض إليهم فخلقوا ورزقوا، وتنازعوا في ذلک تنازعاً شديداً، فقال قائل: ما بالکم لا ترجعون إلي أبي جعفر محمّد بن عثمان، فتسألونه عن ذلک ليوضح لکم الحقّ فيه، فإنّه الطريق إلي صاحب الامر؟! فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلّمت وأجابت إلي قوله، فکتبوا المسألة وأنفذوها إليه.
فخرج إليهم من جهته توقيع، نسخته:
«إنّ الله تعالي هو الذي خلق الاجسام وقسّم الارزاق، لا نّه ليس بجسم ولا حالّ في جسم، ليس کمثله شيء وهو السميع البصير، فأمّا الائمة (عليهم السلام) فإنّهم يسألون الله تعالي فيخلق، ويسألونه فيرزق، إيجاباً لمسألتهم، وإعظاماً لحقّهم» [1] .
پاورقي
[1] معادن الحکمة 2: 282 / 198.