بازگشت

الشيخ محمد جواد البلاغي


هذه القصيدة هي إحدي القصائد التي اخترناها من مجموعة القصائد التي جاءت ردّاً علي القصيدة التي وردت من بغداد سنة 1317 هـ إلي النجف من أحد المنکرين لوجود الامام المهدي (عليه السلام):



أطعت الهوي فيهم وعاصاني الصبرُ

فها أنا ما لي فيه نهيٌ ولا أمرُ



أنست بهم سهل القفار ووعرها

فما راعني منهنّ سهلٌ ولا وعرُ





[ صفحه 596]



أخا سفر ولهان أغتنم السُّري

من اللّيل تغليساً إذا عرّس السفرُ



وفي خبر الثقلين هاد إلي الذي

تنازع فيه الناس والتبس الامرُ



إذا قال خير الرسل لن يتفرّقا

فکيف إذن يخلو من العترة العصرُ



وما إن تمسّکتم بتينک إنّهم

هم السادة الهادون والقادة الغرُّ



ولمّـا انطوي عصر الخلافة وانتهي

ولفّ بساط العدل وابتدأ الشرُّ



إلي أن قال:



وغاب بأمر الله للاجل الذي

يراد له في علمه وله الامرُ



وأوعده أن يحيي الدين سيفه

وفيه لدين المصطفي يدرک الوترُ



ويخدمه الاملاک جنداً وإنّه

يشدّ له بالروح في ملکه أزرُ



وإنّ جميع الارض ترجع ملکه

ويملاها قسطاً ويرتفع المکرُ



فأيقن أنّ الوعد حقّ وأ نّه

إلي وقت عيسي يستطيل له العمرُ





[ صفحه 597]



فسلّم تفويضاً إلي الله صابراً

وعن أمره منه النهوض أو الصبرُ



ولم يکُ من خوف الاذاة اختفاؤه

ولکن بأمر الله خير له السترُ



وحاشاه من جبن ولکن هو الذي

غداً يحتشيه من حوي البرّ والبحرُ



أکُلّ اختفاء خلت من خيفة الاذي

فربّ اختفاء فيه يستنزل النصرُ



وکلّ فرار خلت جبناً فربما

يفرّ أخو بأس ليمکنه الکرُّ



فکم قد تمارت للنبيّين غيبة

علي موعد فيها إلي ربّهم فرّوا



وإنّ بيوم الغار والشعب قبله

غناءٌ کما يغني عن الخَبر الخُبرُ



ولم أدرِ لم أنکرت کون اختفائه

بأمر الذي يعيي بحکمته الفکرُ



أتحصر أمر الله في العجز أم لدي

إقامة ما لفّقت أقعدک الحصرُ



فذلک أدهي الداهيات ولم يقل

به أحدٌ إلاّ أخو السفه الغمرُ



أيعجز ربّ الخلق عن نصر حزبه

علي غيرهم کلاّ فهذا هو الکفرُ





[ صفحه 598]



وکم مختف بين الشعاب وهارب

إلي الله في الاجبال يألفه النسرُ



لئن غاب في السرداب يوماً فإنّما

علي الناس من اُمّ القري يطلع البدرُ



ولم يتّخذه البدر برجاً وإنّما

غدا اُفقاً من خطّه يضرب السترُ



وها هو بين الناس کالشمس ضمّها

سحاب ومنها يشرق البرّ والبحرُ



به تدفع الجلي ويستنزل الحيا

وتستنبت الغبرا ويستکشف الضرُّ



ولا عجب إن کان في کلّ حجّة

يحجّ وفيه يسعد النحر والنفرُ



ويعرفه البيت الحرام ورکنه

وزمزم والاستار والخيف والحجرُ



ولکنّه عن أعين الناس غائبٌ

کما غاب بين الناس إلياس والخضرُ



تعرّفنا ابن العسکريّ وإنّه

هو القائم المهديّ والواتر الوترُ



تبعنا هدي الهادي فأبلغنا المدي

بنور الهدي والحمد لله والشکرُ [1] .





[ صفحه 599]




پاورقي

[1] ملحقات کشف الاستار: 263 ـ 268.