بازگشت

السيد محسن الامين العاملي


قال رادّاً علي قصيدة وردت من بغداد سنة 1317 هـ إلي النجف الاشرف من أحد المنکرين لغَيبة الامام المهدي (عليه السلام)، وهذه القصيدة وأخواتها التي أشرنا إليها في مقدّمة هذا الفصل تعدّ من القصائد التي تکتسب أهمية خاصة في الادب العربي، وتحتلّ مکانة مهمة في أدب النقائض العقائدية.

ودونک أبياتاً منها اقتطفناها لموضع الحاجة:



[ صفحه 592]



نأوا وبقلبي من فراقهم جمرُ

وفي الخدّ من دمعي لبينهم غمرُ



ولست أري ماء المدامع مطفئاً

لهيب الحشا منّي ولو أ نّه نهرُ



وأورثني بُعد الاحبّة لوعة

تؤزّ الحشا منها کما أزّت القدرُ



ولولا تسلّي القلب منهم بأوبة

لطار ولم تغن الجوانح والصدرُ



بذلت لهم أغلي الذي ملکت يدي

وأصبح حظّي منهم الصدّ والهجرُ



ويحلو لقلبي کلّما مرّ ذکرهم

بنفسي أفدي من حلَوا کلّما مرُّوا



(الدليل علي وجوده بالفعل وغيبته بعد الفراغ من إثبات إمکانه)



ففي الثقلين قد أتتنا رواية

تحقّ بها الدعوي ويندفع الاصرُ



يقول نبيّ الله إنّي تارکٌ

لکم هادياً يبقي وإن فني الدهرُ



ترکت کتاب الله فيکم وعترتي

هم أهل بيتي السادة القادة الغرُّ



هما مرجع للخلق لن يتفرّقا

إلي أن يکون النشر للناس والحشرُ





[ صفحه 593]



فما ضلّ من کانا له متمسّکاً

ولا خاب من آل النبيّ له ذخرُ



فأثبت هذا القول للال عصمةً

وقدراً تسامي أن يدانيه قدرُ



(إلي أن ذکر القائلين بوجود صاحب الزمان من علماء أهل السنّة)



وقد قال منکم عدّة بوجوده

ثقات لديکم ما عديدهم نزرُ



فهذا الفقيه الشافعي ابن طلحة

الذي لا توازي علمه الابحر الغزرُ



يقول بما قلنا به في مطالب السؤول

ببرهان به يشرح الصدرُ



کذاک الفقيه الشافعيّ ابن يوسف

محمّد الکنجي من علمه البحرُ



کفايته تکفي وهذا بيانه

لقد بان منه الحقّ واتّضح الامرُ



کذا المالکيّ الحبر نجل محمّد

عليّ ابن صيّاغ هو الثقة البرُّ



يقول بهذا في فصول مهمّة

له وعلي فصل الربيع لها الفخرُ



وذا السبط للجوزي قال بقولنا

بتذکرة خصّت وعمّ لها الذکرُ





[ صفحه 594]



وکم من کنوز بالفتوحات فتحت

ومنها غدا يستخرج الردّ والتبرُ



کذا الفاضل الجامي منه شواهد الـنبوّة

أزکي شاهد ضمّه الدهرُ



وفي روضة الاحباب أيّ حدائق

تفتح فيها من أکمّته الزهرُ



وکم قد جلا فصل الخطاب مقالة

هي الفصل حقّاً لا الخطابة والشعرُ



ومرآة أسرار الاله بدت لنا

ولادته منها کما بزغ البدرُ



وممّـا يقول المولويّ معلّقاً

علي نفحات الاُنس قد نفح النشرُ



وهذا ابن شمس الدين کالشمس أصبحت

هدايته حتّي اهتدين بها الزهرُ



وقد قال عبد الحقّ والحقّ قوله

بذلک والاقوال من مثله کثرُ



بأن غاب في السرداب صاحب عصرنا

وأمسي مقيماً فيه ما بقي الدهرُ



ويخرج منه حين يأذن ربّه

بذلک لا يعروه خوفٌ ولا ذعرُ



أبينوا لنا من قال منّا بهذه

وهل ضمّ هذا القول من کتبنا سفرُ





[ صفحه 595]



وإلاّ فأنتم ظالمون لنا بما

نسبتم، وإن تأبّوا فموعدنا الحشرُ



فدونکها من هاشميّ خريدة

مضامينها نورٌ وألفاظها درُّ



وسمعاً إمام العصر منّي قصيدة

کغانية حسناء أبرزها الخدرُ



لحضرتک العلياء عفواً زففتها

وليس لها غير القبول لها مهرُ



بمدحکم ازدانت وحُلّي جيدها

ومن ذکرکم قد راح يحسدها العطرُ [1] .




پاورقي

[1] ملحقات کشف الاستار: 273 ـ 288، البرهان علي وجود صاحب الزمان (عليه السلام): 5 ـ 104.