بازگشت

المهدي في الشعر والنثر


لقد أکثر محبّو أهل البيت (عليه السلام) من الشعراء من مدحهم والثناء عليهم، وذلک لوجوب حقّهم علي جميع المسلمين بنصّ القرآن الکريم في آية المودّة، ولفرض محبّتهم والتمسّک بهم بنصّ الرسول الاعظم (صلي الله عليه وآله) في حديث الثقلين، فهم أحد الثقلين اللذين خلّفهما (صلي الله عليه وآله) بين ظهراني المسلمين ليؤدّوا دورهم الرسالي والريادي في حياة الاُمّة، وکان للامام المهدي (عليه السلام) باعتباره خاتم الائمة (عليهم السلام) وأمل الخلاص من الظلم والجور النصيب الاوفر من المدح والذکر في الشعر والنثر، ولو أردنا جمع الاشعار والارجاز التي قيلت فيه (عليه السلام) لخرجنا عن موضوع الکتاب.

فلو جمعنا الردود الشعرية أو قل النقائض العقائدية التي کتبها جيل من العلماء والشعراء ردّاً علي قصيدة واحدة وردت إلي النجف الاشرف سنة 1317 هـ من أحد الشعراء البغداديين المنکرين للامام المهدي (عليه السلام)، لاستطعنا أن نضع ديواناً کاملاً من غرر الشعر ونفيسه.

وقد اقتطفنا شذرات من جملة الردود علي هذه القصيدة في هذا الفصل أربعة قصائد هي: قصيدة السيّد رضا الهندي، وقصيدة السيّد محسن الامين العاملي،



[ صفحه 584]



وقصيدة الشيخ محمّد حسين کاشف الغطاء، وقصيدة الشيخ محمّد جواد البلاغي، لتکون دليلاً علي غيرها، ولتعمّق الادلّة الواردة من هؤلاء العلماء والمستندة إلي الکتاب والسنّة في إثبات غيبة الامام المهدي (عليه السلام)، وردّ الشبهات الواردة في قصيدة المنکر بأدلّة ساطعة وبراهين واضحة وحجج دامغة.

وفي هذه المجموعة الشعرية التي اخترناها تجد أنّ ذکر الامام المهدي (عليه السلام) وغيبته والبشارة بظهوره کانت سابقة لولادته، فقد ورد ذکره في الشعر علي لسان زيد بن علي (عليه السلام) ودعبل بن علي الخزاعي والسيّد الحميري وابن الرومي ومحمّد ابن حبيب الضبّي ويحيي بن عقب وغيرهم ممّن ذکروه (عليه السلام) قبل ولادة الامام المهدي (عليه السلام)، وفي ذلک دليل ساطع وواضح علي صحّة الاعتقاد بظهور المهدي يضاف إلي الادلّة المفصّلة في الکتاب الکريم والسنّة النبويّة الشريفة والتي ذکرناها سلفاً في فصول هذا الکتاب.

وفي هذه المجموعة الشعرية التي جمعناها تجد أنّ الاعتقاد بظهور المهدي (عليه السلام) وکونه الثاني عشر من خلفاء النبيّ (صلي الله عليه وآله) لم يکن مقتصراً علي شعراء الشيعة وحسب، بل إنّه من العقائد الراسخة عند بعض أعلام العامة، کمحمّد بن طلحة الشافعي، وصدر الدين القونوي، وعبد الرحمن البسطامي، وعامر بن عامر البصري، ومحيي الدين بن عربي، وعبد الکريم اليماني، والفضل بن روزبهان، وشمس الدين ابن طولون، وابن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم، وفي ذلک دليل يضاف إلي الادلّة الکثيرة التي تحکي لنا عن اتّفاق المسلمين علي هذا الاعتقاد الذي يعدّ من ضرورات العقيدة الاسلامية.

وفيما يلي نورد هذه المجموعة الشعرية المختارة مرتّبة علي أسماء الشعراء، وتبدأ بالشعر المنسوب إلي الائمة (عليهم السلام):



[ صفحه 585]