ما هي طريقة التغيير في اليوم الموعود؟
قالوا: ما هي طريقة التغيير في اليوم الموعود؟ وما هي الطريقة التي يمکن أن نتصوّر من خلالها ما سيتمّ علي يد ذلک الفرد من انتصار حاسم للعدل، وقضاء علي کيانات الظلم المواجهة له؟
الجواب: الجواب المحدّد علي هذا السؤال، يرتبط بمعرفة الوقت والمرحلة التي يقدّر للامام المهدي (عليه السلام) أن يظهر فيها علي المسرح، وإمکان افتراض ما تتميّز به تلک المرحلة من خصائص وملابسات، لکي ترسم في ضوء ذلک الصورة التي قد تتّخذها عملية التغيير، والمسار الذي قد تتحرّک ضمنه، وما دمنا نجهل المرحلة، ولا نعرف شيئاً عن ملابساتها وظروفها، فلا يمکن التنبّؤ العلمي بما سيقع في اليوم الموعود.
وإن أمکنت الافتراضات والتصوّرات التي تقوم في الغالب علي أساس ذهني، لا علي اُسس واقعية عينية، فهناک افتراض أساسي واحد بالامکان قبوله علي ضوء الاحاديث التي تحدّثت عنه، والتجارب التي لوحظت لعمليات التغيير الکبري في التأريخ، وهو افتراض ظهور المهدي (عليه السلام) في أعقاب فراغ کبير يحدث نتيجة نکسة وأزمة حضارية خانقة، وذلک الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة أن
[ صفحه 582]
تمتدّ، وهذه النکسة تهيّئ الجوّ النفسي لقبولها، وليست هذه النکسة مجرّد حادثة تقع صدفة في تأريخ الحضارة الانسانية، وإنّما هي نتيجة طبيعية لتناقضات التأريخ المنقطع عن الله سبحانه وتعالي التي لا تجد لها في نهاية المطاف حلاً حاسماً، فتشتعل النار التي لا تبقي ولا تذر، ويبرز النور في تلک اللحظة ليطفئ النار، ويقيم علي الارض عدل السماء [1] .
فهذا جواب أهمّ ما أورده المخالفون من الشبه والتساؤلات حول عقيدة المهدي (عليه السلام) أو ما يمکن أن يرد لهم في ذلک، ولله الحمد والمنّة ومنه نستمدّ العون والتوفيق.
علي أنّ من تأمّل کتابنا هذا، ونظر فيه بعين الانصاف، وتصفّح ما أثبتناه من الفصول، وصل إلي الحقّ والصواب، ونحمد الله علي ما يسّره من ذلک وسهّله وأعان عليه ووفّق له، ونسأله سبحانه وتعالي أن يجعل ما عملناه خالصاً لوجهه، وموصلاً إلي ثوابه، ومنجياً من عقابه، ونلتمس دعاء من استفاد منه من الاخوة المؤمنين، والله المعين. والحمد لله ربّ العالمين.
[ صفحه 583]
پاورقي
[1] بحث حول المهدي (عليه السلام) / الشهيد الصدر: 44.