بازگشت

هل للفرد القدرة علي انجاز هذا الدور العظيم؟


قالوا: هل للفرد مهما کان عظيماً القدرة علي إنجاز هذا الدور العظيم؟ وهل الفرد العظيم إلاّ ذلک الانسان الذي ترشّحه الظروف ليکون واجهته له في تحقيق حرکتها؟

الجواب: الفکرة في هذا السؤال ترتبط بوجهة نظر معيّنة للتأريخ تفسّره علي أساس أنّ الانسان عامل ثانوي فيه، والقوي الموضوعية المحيطة به هي العامل الاساسي، وفي إطار ذلک لن يکون الفرد في أفضل الاحوال إلاّ التعبير الذکي عن اتجاه هذا العامل الاساسي.

إنّ التأريخ يحتوي علي قطبين: أحدهما الانسان، والاخر القوي المادية المحيطة به. وکما تؤثّر القوي المادية وظروف الانتاج والطبيعة في الانسان، يؤثّر الانسان أيضاً فيما حوله من قوي وظروف، ولا يوجد مبرّر لافتراض أنّ الحرکة تبتدئ من المادّة وتنتهي بالانسان إلاّ بقدر ما يوجد مبرّر لافتراض العکس، فالانسان والمادّة يتفاعلان علي مرّ الزمن، وفي هذا الاطار بإمکان الفرد أن يکون أکبر من ببغاء في تيّار التأريخ، وبخاصّة حين ندخل في الحساب عامل الصلة بين هذا الفرد والسماء، فإنّ هذه الصلة تدخل حينئذ کقوّة موجّهة لحرکة التأريخ.

وهذا ما تحقّق في تأريخ النبوّات، وفي تأريخ النبوّة الخاتمة بوجه خاصّ، فإنّ النبيّ محمّد (صلي الله عليه وآله) بحکم صلته الرسالية بالسماء، تسلّم بنفسه زمام الحرکة التأريخية، وأنشأ مدّاً حضارياً لم يکن بإمکان الظروف الموضوعية التي کانت تحيط به أن تتمخّض عنه بحال من الاحوال.



[ صفحه 581]



وما أمکن أن يقع علي يد الرسول الاعظم يمکن أن يقع علي يد القائد المنتظر من أهل بيته (عليهم السلام) الذي بشّر به ونوّه عن دوره العظيم [1] .


پاورقي

[1] بحث حول المهدي (عليه السلام) / الشهيد الصدر: 42 ـ 43.