موته
جاء في کثير من الاحاديث أنّ آخر من يموت هو الامام، ولا تخلو الارض من حجّة لله علي عباده، منها ما رواه کرّام عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لو کان
[ صفحه 511]
الناس رجلين لکان أحدهما الامام، وقال (عليه السلام): إنّ آخر من يموت الامام، لئلاّ يحتجّ أحد علي الله عزّ وجلّ أ نّه ترکه بغير حجّة لله عليه [1] .
لکن جاء في أخبار وروايات اُخري أنّ الحجّة (عليه السلام) ينقطع عن الارض أربعين يوماً قبل القيامة، منها ما رواه عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لا ينقطع الحجّة من الارض إلاّ أربعين يوماً قبل يوم القيامة، وإذا رفعت الحجّة اُغلقت أبواب التوبة، ولم ينفع نفس إيمانها لم تکن آمنت من قبل أن ترفع الحجّة [2] .
وفي کتب العامّة کثير من الاخبار التي تصرّح بموته (عليه السلام) أو قتله بعد أن يملک الارض أربع عشر سنة، وفي رواية: إحدي وعشرون، وفي اُخري: أربعون، وقد جمع الروايات المتعلّقة بذلک المتّقي الهندي في کتابه (البرهان) [3] .
ومنها ما رواه أبو داود في السنن عن اُمّ سلمة، في حديث عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قالت: قال: يلبث سبع سنين، ثمّ يتوفّي، ويصلّي عليه المسلمون [4] .
ويمکن الجمع بين الروايات التي تصرّح بعدم خلوّ الارض من حجّة وأنّ آخر من يموت هو الامام، وبين الاُخري التي تدلّ علي موت الحجّة (عليه السلام) بما روي عن الائمة (عليهم السلام) من أ نّهم يکرّون بعده إلي الدنيا لئلاّ تخلو الارض من حجّة، منها ما رواه الشيخ الکليني بالاسناد عن عبد الله بن القاسم البطل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
[ صفحه 512]
ـ في حديث - قال: يخرج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه، عليهم البيض المذهّب، لکلّ بيضة وجهان، المؤدّون إلي الناس أنّ هذا الحسين قد خرج حتّي لا يشکّ المؤمنون فيه، وأ نّه ليس بدجّال ولا شيطان، والحجّة قائم بين أظهرهم، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين أ نّه الحسين (عليه السلام) جاء الحجّة الموت، فيکون الذي يغسّله ويکفّنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليه السلام) ولا يلي الوصيّ إلاّ الوصيّ [5] .
پاورقي
[1] الکافي 1: 180 / 3.
[2] الکافي 8: 206 / 250.
[3] البرهان: 164 ـ 169.
[4] سنن أبي داود 4: 107 / 4286.
[5] کمال الدين: 229 / 24.