بازگشت

مدة ملکه


المروي من طريق العامّة أنّ مدّة ملک المهدي (عليه السلام) هي خمس سنين، أو سبع، أو ثمان، أو تسع، أو أربع عشرة أو عشرين أو أربعين سنة، وفيما يلي الروايات والاخبار الواردة من طرقهم:



[ صفحه 505]



1- عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): المهدي منّي، وهو أجلي الجبهة، أقني الانف، يملا الارض قسطاً وعدلاً، کما ملئت جوراً وظلماً، يملک سبع سنين [1] .

قال أبو داود: قال بعضهم عن هشام: تسع سنين، وقال بعضهم: سبع، وعن قتادة بهذا الحديث، وقال: تسع سنين، قال أبو داود: وقال غير معاذ عن هشام: تسع سنين [2] .

2- ومن کتاب (فضائل الکوفة) لابي عبد الله محمّد بن علي العلوي، يرفعه إلي أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يملک المهدي الناس تسعاً أو عشراً، أسعد الناس به أهل الکوفة [3] .

3- وعن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): المهدي رجل من ولدي، وجهه کالقمر الدرّي، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملا الارض عدلاً کما ملئت جوراً، يرضي بخلافته أهل السماء وأهل الارض والطير في الهواء، يملک عشرين سنة [4] .



[ صفحه 506]



4- وروي عن محمّد بن الحنفية أ نّه قال: ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس، يملا الارض عدلاً، يبني بيت المقدس بناءً لم يبنَ مثله، يملک أربعين سنة [5] .

5- وعن دينار بن دينار، قال: بقاء المهدي أربعون سنة [6] .

6- وروي الحموئي، بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): لا تقوم الساعة حتّي يملک الارض رجل من أهل بيتي، أجلي، أقني، يملا الارض عدلاً کما ملئت قبله ظلماً، يکون سبع سنين [7] .

7- وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يکون المهدي في اُمّتي، فإن قصر عمره فسبع، وإلاّ فثمان أو تسع، تتنعّم اُمّتي في زمانه تنعّماً لم يتنعّموا بمثله قطّ، البَرّ منهم والفاجر، ترسل السماء عليهم مدراراً، ولا تحبس الارض شيئاً من نباتها، ويکون المال کُدوساً [8] ، يأتيه الرجل فيسأله فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله [9] .



[ صفحه 507]



8- وعن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم)، قال: تُملا الارض ظلماً وجوراً، فيقوم رجل من عترتي فيملاها قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، يملک سبعاً أو تسعاً [10] .

9- وعن زيد العمّي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: خشينا أن يکون بعد نبيّنا حدَث، فسألنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فقال: إنّ في اُمّتي المهدي، يخرج فيعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً - زيد الشاکّ -. قال: قلنا: وما ذاک؟ قال: سنين، فيجيء الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.

قال الحافظ الترمذي: حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) [11] .

10- وعن الزهري، قال: يعيش المهدي أربع عشرة سنة ثمّ يموت [12] .

11- وروي الحاکم وغيره بالاسناد عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): المهدي منّا أهل البيت، أشمّ الانف أقني، أجلي، يملا الارض قسطاً



[ صفحه 508]



وعدلاً، کما ملئت جوراً وظلماً، يعيش هکذا - وبسط يساره وإصبعين من يمينه: المُسبّحة والابهام، وعقد ثلاثة - [13] أي سبع سنين.

أمّا المروي من طرق الشيعة في تحديد مدّة ملک الامام المهدي (عليه السلام) من يوم قيامه إلي يوم وفاته، فهو تسع عشرة سنة وأشهر، أو أربعين سنة، أو سبعين سنة، أو مائة وعشرون سنة.

12- روي عبد الکريم الخثعمي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): کم يملک القائم (عليه السلام)؟ قال: سبع سنين، تطول له الايام والليالي حتّي تکون السنة من سنيّه مقدار عشر سنين من سنيّکم، فيکون سنوّ ملکه سبعين سنة من سنينکم هذه [14] .

13- وعن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: القائم من ولدي يعمّر عمر خليل الرحمن، ويلبث فيها أربعين سنة، يملا الارض عدلاً وقسطاً کما ملئت جوراً وظلماً [15] .

14- وعن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ملک القائم منّا تسع عشرة سنة وأشهر [16] .



[ صفحه 509]



15- وعن جابر بن يزيد الجعفي - في حديث - قال: قلت لابي جعفر محمّد ابن علي (عليه السلام): کم يقوم القائم (عليه السلام) في عالمه حتّي يموت؟ قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلي يوم موته [17] .

ممّـا تقدّم يتّضح أ نّه لا يمکن القطع بمدّة ملک الامام المهدي (عليه السلام).

قال الشيخ المفيد عليه الرحمة، بعد ذکر رواية السبع سنين التي کلّ سنة مقدارها عشر سنين التي تقدّمت، ما لفظه:

وقد روي أنّ مدّة دولة القائم (عليه السلام) تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها علي ما قدّمناه، وهذا أمر مغيب عنّا، وإنّما اُلقي إلينا منه ما يفعله الله تعالي بشرط يعلمه من المصالح المعلومة جلّ اسمه، فلسنا نقطع علي أحد الامرين، وإن کانت الرواية بذکر سبع سنين أظهر وأکثر [18] .

وجمع العلاّمة المجلسي بين الاخبار المتعارضة التي قدّمناها بقوله:

والاخبار المختلفة في أيام ملکه بعضها محمول علي جميع مدّة ملکه، وبعضها علي زمان استقرار دولته، وبعضها علي حساب ما عندنا من الشهور والسنين، وبعضها علي سنيّه وشهوره الطويلة، والله أعلم [19] .

ويريد بسنينه وشهوره أنّ فترة اليوم والشهر والسنة تختلف عمّـا هي عليه



[ صفحه 510]



قبل الظهور، کما قدّمنا في الحديث، وعن أبي بصير - في حديث عن الباقر (عليه السلام) - قال: يأمر الله تعالي الفلک في زمانه فيبطئ في دوره حتّي يکون اليوم في أيامه کعشرة أيام، والشهر کعشرة أشهر، والسنة کعشر سنين من سنيّکم [20] .

وذکر الشيخ احمد بن حجر في رسالته التي سمّـاها (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر):

إنّ روايات سبع سنين هي أکثر الروايات وأشهرها، ووردت روايات اُخر تخالف هذه، منها تسع عشرة سنة وأشهراً، ومنها عشرون سنة، وفي اُخري أربعون سنة، وفي اُخري أربع وعشرون سنة، وفي اُخري ثلاثون، وفي اُخري أربعون سنة، منها تسع سنين من خلافته يهادن فيها الروم.

ويمکن الجمع علي تقدير صحّة الکلّ بأنّ ملکه متفاوت الظهور والقوّة، فيحمل التحديد بالاکثر من السبع کالاربعين علي أ نّه باعتبار مدّة الملک من حيث هو هو، وبالسبع أو بأقلّ منها علي أ نّه باعتبار غاية ظهوره وقوّته، وبنحو العشرين علي أ نّها أمر وسط بين الابتداء والانتهاء، والله أعلم [21] .


پاورقي

[1] العمدة: 433 / 910، سنن أبي داود 4: 107 / 4285.

[2] سنن أبي داود 4: 107 / 4286، البيان في أخبار صاحب الزمان: 494.

[3] إحقاق الحقّ 13: 258.

[4] الفردوس 4: 221 / 6667، ذخائر العقبي: 136، عقد الدرر: 18، الصواعق المحرقة: 164.

[5] عقد الدرر: 241، الملاحم والفتن: 80.

[6] البرهان / المتّقي الهندي: 163.

[7] فرائد السمطين 2: 324 / 574.

[8] الکدوس: المجتمع من کلّ شيء نحو الحبّ المحصود والتمر والدراهم وغيرها.

[9] الفردوس 5: 457 / 8737، الملاحم والفتن: 71.

[10] کشف الغمّة 2: 468، عن الاربعين لابي نعيم.

[11] البيان في أخبار صاحب الزمان: 492، سنن الترمذي 5: 506 / 2232.

[12] البرهان / المتّقي الهندي: 163.

[13] مستدرک الحاکم 4: 557، فرائد السمطين 2: 330 / 580.

[14] الارشاد 2: 381، الفصول المهمّة: 302، بحار الانوار 52: 337 / 77.

[15] دلائل الامامة: 481 / 475، إثبات الهداة 7: 149 / 722.

[16] بحار الانوار 52: 298 / 59 و 60 و 299 / 62.

[17] بحار الانوار 52: 299 / 61.

[18] الارشاد 2: 387، أعيان الشيعة 2: 83، بحار الانوار 52: 340 / 87.

[19] بحار الانوار 52: 280، أعيان الشيعة 2: 83.

[20] بحار الانوار 52: 333 / 61.

[21] القول المختصر: 29، ونقله عنه المتّقي الهندي في البرهان: 163.