بازگشت

الرجعة عند العامة


ليس للرجعة في کتب أهل السنّة أثر يذکر سيّما بالمعني الذي جاء في روايات



[ صفحه 494]



أهل البيت (عليهم السلام)، إلاّ علي سبيل بيان آراء الشيعة أو التشنيع عليهم، ولکنّهم نقلوا روايات في رجوع الاموات إلي الحياة الدنيا ولم يستنکروها بل عدّوها من المعاجز أو الکرامات.

وقد أ لّف ابن أبي الدنيا أبو بکر عبد الله بن محمّد بن عبيد بن سفيان الاُموي القرشي المتوفّي سنة 281 هـ [1] کتاباً في ذلک عنوانه (من عاش بعد الموت) وصدر هذا الکتاب محقّقاً عن دار الکتب العلمية في بيروت سنة 1987 م.

وأفرد أبو نعيم الاصفهاني في (الدلائل) والسيوطي في (الخصائص) باباً في معجزات الرسول (صلي الله عليه وآله) في إحياء الموتي [2] ، وروي الماوردي والقاضي عياض بعض معجزاته (صلي الله عليه وآله) في إحياء الموتي [3] ، وذکر السيوطي کرامات في إحياء الموتي لغير النبيّ (صلي الله عليه وآله).

ورووا أنّ زيد بن حارثة [4] والربيع بن خراش [5] ورجلاً من الانصار [6] قد



[ صفحه 495]



تکلّموا بعد الموت، وأنّ ربعي بن خراش الغطفاني تبسّم بعد الموت [7] ، وأنّ أبا القاسم الطلحي إسماعيل بن محمّد الحافظ قد ستر سوأته بعد موته [8] ، وأنّ شيبان النخعي - وقيل: نباتة بن يزيد - أحيا حماره [9] ، وأنّ أبا المعالي سراج الدين الرفاعي المتوفّي سنة 885 هـ أحيا شاةً، وأمات رجلاً [10] ، وأنّ أبا بکر بن عبد الله باعلوي المتوفّي سنة 914 أحيا امرأةً ميّتة وعاشت مدّة طويلة [11] ، وأنّ الماجشون مات وحيي [12] ، وغيرها ممّـا يفوق حدّ الاحصاء.

ومن يروي مثل هذه الروايات مخبتاً إليها دون أي غمز فيها، لماذا يستحيل القول بالرجعة، وهل الرجعة إلاّ رجوع الحياة للميّت بعد زهوق نفسه، والاخبار التي ذکرناها ما هي إلاّ من مصاديقها وتدلّ علي جوهرية إمکانها وجوازها عقلاً.



[ صفحه 496]




پاورقي

[1] ترجم له الخطيب في تأريخ بغداد 10: 89 ـ دار الکتب العلمية.

[2] دلائل النبوّة لابي نعيم: 223، حيدر آباد ـ الهند، الخصائص الکبري للسيوطي 2: 110 ـ 114، دار الکتب العلمية.

[3] أعلام النبوّة للماوردي: 141، الشفا 1: 614 ـ مؤسسة علوم القرآن ـ عمّان.

[4] الغدير للشيخ الاميني 11: 103 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن الاستيعاب 1: 192، البداية والنهاية 6: 156 و 158، الروض الانف 2: 370، الاصابة 1: 565 و 2: 24، تهذيب التهذيب 3: 410، الخصائص الکبري 2: 85، شرح الشفا للخفاجي 3: 105 و108.

[5] الغدير للشيخ الاميني 11: 113 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن البداية والنهاية 6: 158، الروض الانف 2: 370، صفة الصفوة 3: 19.

[6] الغدير للشيخ الاميني 11: 105 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن البداية والنهاية 6: 158.

[7] الغدير للشيخ الاميني 11: 119 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن صفة الصفوة 2: 19، طبقات الشعراني 1: 37، تأريخ ابن عساکر 5: 298.

[8] الغدير للشيخ الاميني 11: 167 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن المنتظم 10: 90، البداية والنهاية 12: 217.

[9] الغدير للشيخ الاميني 11: 106 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن البداية والنهاية 6: 153 و 292، الاصابة 2: 169.

[10] الغدير للشيخ الاميني 11: 187 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن روض الناظرين للامام ضياء الدين الوتري: 112.

[11] الغدير للشيخ الاميني 11: 190 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن شذرات الذهب 8: 63، النور السافر: 84.

[12] الغدير للشيخ الاميني 11: 167 دار الکتب الاسلامية ـ طهران، عن وفيات الاعيان 2: 461، مرآة الجنان 1: 351، تهذيب التهذيب 11: 389، شذرات الذهب 1: 259.