بازگشت

حکم منکري الرجعة


علي ضوء ما تقدّم تبيّن لنا أنّ الرجعة ليست من اُصول الدين عند الامامية کما يعتقد البعض، ولو کانت کذلک لما وقع بينهم الاختلاف في تأويلها، ولحکموا علي منکريها بالکفر والخروج من الاسلام.

فالشيعة الامامية مع اعتقادهم بالرجعة التي أخذوها عن أهل البيت (عليهم السلام)، فإنّهم لا يحکمون علي منکريها بالکفر، لا نّها من ضروريات المذهب الشيعي، لا من ضروريات الاسلام، وفيما يلي نستفتي بعض أعلام الطائفة في هذا الخصوص:

1- يقول السيّد محسن الامين العاملي (رحمه الله): ولا يأثم منکر الرجعة الذي لم تثبت عنده، وإنّما هي شبه أمر تأريخي وحادث من حوادث المستقبل، فمن صحّت أخبارها عنده لم يسعه إنکارها، ولم يکن في اعتقادها ضرر ديني، ومن لم يرَ أخبارها أو لم تصحّ عنده فهو في سعة من عدم الاعتقاد بها [1] .

2- ويقول الشيخ محمّد حسين کاشف الغطاء (رحمه الله): ليس التديّن بالرجعة في



[ صفحه 493]



مذهب التشيّع بلازم ولا إنکارها بضارّ، وإن کانت ضرورية عندهم، ولکن لا يناط التشيّع بها وجوداً وعدماً، وليست هي إلاّ کبعض أنباء الغيب وحوادث المستقبل وأشراط الساعة مثل نزول عيسي من السماء وظهور الدجّال وخروج السفياني وأمثالها من القضايا الشائعة عند المسلمين وما هي من الاسلام في شيء، ليس إنکارها خروجاً منه، ولا الاعتراف بها بذاته دخولاً فيه، وکذا حال الرجعة عند الشيعة [2] .

3- ويقول الشيخ محمّد جواد مغنية: أمّا الاخبار المرويّة في الرجعة عن أهل البيت (عليهم السلام) فهي کالاحاديث في الدجّال التي رواها مسلم في صحيحه القسم الثاني من الجزء 2 الصفحة 1316 طبعة سنة 1348 هـ، ورواها أيضاً أبو داود في سننه الجزء 2 الصفحة 542، طبعة سنة 1952، وکالاحاديث التي رويت عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) في أنّ أعمال الاحياء تعرض علي أقاربهم الاموات في کتاب مجمع الزوائد للهيثمي الجزء 1 الصفحة 228 طبعة سنة 1352 هـ.

إنّ هذه الاحاديث التي رواها السنّة في الدجّال وعرض أعمال الاحياء علي الاموات وما إلي ذاک تماماً کالاخبار التي رواها الشيعة في الرجعة عن أهل البيت (عليهم السلام)، فمن شاء آمن بها، ومن شاء جحدها، ولا بأس عليه في الحالين، وما أکثر هذا النوع من الاحاديث في کتب الفريقين [3] .


پاورقي

[1] أعيان الشيعة 1: 57 ـ المقدّمة ـ دار التعارف ـ بيروت.

[2] أصل الشيعة واُصولها: 167 ـ نشر مؤسسة الامام علي (عليه السلام) ـ قم.

[3] الشيعة والتشيّع: 56.