الاجماع
نقل جماعة من علمائنا إجماع الامامية علي اعتقاد صحّة الرجعة وإطباقهم علي نقل أحاديثها وروايتها، وعلي أ نّها من اعتقادات أهل العصمة (عليهم السلام)، وکلّ ما
[ صفحه 487]
کان من اعتقاداتهم فهو حقّ، وتأوّلوا معارضها علي شذوذ وندور.
قال الشيخ الجليل رئيس المحدّثين أبو جعفر بن بابويه (رحمه الله) في کتاب (الاعتقادات) باب الاعتقاد بالرجعة: اعتقادنا - يعني الامامية - في الرجعة أ نّها حقّ [1] .
وقال الشيخ المفيد (رحمه الله):
اتّفقت الامامية علي رجعة کثير من الاموات إلي الدنيا قبل يوم القيامة، وإن کان بينهم في معني الرجعة اختلاف [2] .
ونقل الاجماع السيّد المرتضي علم الهدي (رحمه الله) في أکثر من موضع من رسائله، قال في (الدمشقيات): قد اجتمعت الامامية علي أنّ الله تعالي عند ظهور القائم صاحب الزمان (عليه السلام) يعيد قوماً من أوليائه لنصرته والابتهاج بدولته، وقوماً من أعدائه يفعل بهم ما يستحقّ من العذاب، وإجماع هذه الطائفة قد بيّنا في غير موضع من کتبنا أ نّه حجّة، لانّ المعصوم فيهم، فيجب القطع علي ثبوت الرجعة مضافاً إلي جوازها في القدرة [3] .
وقال في جواب المسائل التي وردت إليه من الري: الطريق إلي إثبات الرجعة إجماع الامامية علي وقوعها، فإنّهم لا يختلفون في ذلک، وإجماعهم قد بيّنا في
[ صفحه 488]
مواضع من کتبنا أ نّه حجّة لدخول قول الامام فيه، وما يشتمل علي قول المعصوم من الاقوال لا بدّ فيه من کونه صواباً [4] ونقل هذا عنه الشيخ ابن شهرآشوب (رحمه الله) في (متشابه القرآن) [5] .
وقال الشيخ الطبرسي (رحمه الله) في تفسيره: إنّ الرجعة لم تثبت بظواهر الاخبار المنقولة فيتطرّق إليها التأويل عليها - أي علي رجوع الدولة دون رجوع أعيان الاشخاص - وإنّما المعوّل في ذلک علي إجماع الشيعة الاماميّة، وإن کانت الاخبار تعضده وتؤيّده [6] .
وأ لّف الشيخ الحسن بن سليمان بن خالد القمّي رسالة في الرجعة قال فيها: الرجعة ممّـا أجمع عليه علماؤنا بل جميع الامامية [7] .
پاورقي
[1] الاعتقادات ـ للشيخ الصدوق: 60 ـ نشر مؤتمر الشيخ المفيد (رحمه الله).
[2] أوائل المقالات ـ للشيخ المفيد: 46 ـ نشر مؤتمر الشيخ المفيد (رحمه الله). والاختلاف الذي أشار إليه وقع في تأويل معني الرجعة علي رجوع الدولة والامر والنهي دون رجوع أعيان الاشخاص وإحياء الاموات.
[3] رسائل الشريف المرتضي 3: 136 ـ الدمشقيات ـ دار القرآن الکريم ـ قم.
[4] رسائل الشريف المرتضي 1: 125 ـ دار القرآن الکريم ـ قم.
[5] متشابه القرآن ومختلفه ـ لابن شهرآشوب 2: 97 ـ نشر بيدار ـ قم.
[6] مجمع البيان للعلاّمة الطبرسي 7: 367 ـ دار المعرفة ـ بيروت.
[7] الايقاظ من الهجعة ـ للحرّ العاملي: 43 ـ نشر نويد ـ قم.