احياء أصحاب الکهف
هؤلاء کانوا فتية آمنوا بالله تعالي، وکانوا يکتمون إيمانهم خوفاً من ملکهم الذي کان يعبد الاصنام ويدعو إليها ويقتل من يخالفه، ثمّ اتّفق أ نّهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم لبعضهم، ولجأوا إلي الکهف (فَلَبِثُوا فِي کَهْفِهِمْ ثَلاثَ مَائَةَ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) [1] ثمّ بعثهم الله فرجعوا إلي الدنيا ليتساءلوا بينهم، وقصّتهم معروفة.
وجميع هذه الحالات وغيرها کثير تشير إلي الرجوع إلي الحياة بعد الموت في الاُمم السابقة، وقد وقعت في أدوار وأمکنة مختلفة، ولاغراض متعدّدة، ولاشخاص تجد فيهم الانبياء والاوصياء والرعيّة، بل وتشمل الحيوانات أيضاً کما في قصّة طيور إبراهيم (عليه السلام) التي نصّ الکتاب الکريم عليها.
وفي ذلک دليل لا يُنازع فيه علي نفي استحالة عودة الاموات إلي الحياة الدنيا
[ صفحه 471]
بعد الموت.
وهنا من حقّنا أن نتساءل: ما المانع من حدوث ذلک في المستقبل لغرض لعلّه أسمي من جميع الاغراض التي حدثت لاجلها الرجعات السابقة؟ ألا وهو تحقيق أحلام النبوّات وأهداف الرسالات في نشر مبادئ العدالة وتطبيق موازين الحقّ علي أرض دنّستها يد الجناة والظلمة، وأتبعتها ظلماً وجوراً حتّي عادت لا تطاق (وَلَقَدْ کَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ أنَّ الارْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون) [2] فتربّصوا حتّي يأتي الله بأمره.
ويعزّز الدليل علي حدوث الرجعة في المستقبل، کما حدثت في الاُمم الغابرة ما روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أ نّه قال: «لتتبعنّ سنن الذين من قبلکم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتّي لو سلکوا جُحر ضبّ لسلکتموه» قالوا: اليهود والنصاري؟ قال (صلي الله عليه وآله): «فمن» [3] .
پاورقي
[1] الکهف: 25.
[2] الانبياء: 105.
[3] کنز العمّـال للمتّقي الهندي 11: 133 / 30923 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت، وروي نحوه الشيخ الصدوق في کمال الدين: 576 ـ جماعة المدرّسين ـ قم.