بازگشت

احياء قوم من بني إسرائيل


قال تعالي: (ألَمْ تَرَ إلَي الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ اُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْياهُمْ إنَّ اللهَ لَذُو فَضْل عَلَي النَّاسِ وَلَکِنَّ أکْثَرَ النَّاسِ



[ صفحه 467]



لا يَشْکُرُون) [1] .

فجميع الروايات الواردة في تفسير هذه الاية المبارکة تدلّ علي أنّ هؤلاء ماتوا مدّة طويلة، ثمّ أحياهم الله تعالي، فرجعوا إلي الدنيا، وعاشوا مدّة طويلة.

قال الشيخ الصدوق: کان هؤلاء سبعين ألف بيت، وکان يقع فيهم الطاعون کلّ سنة، فيخرج الاغنياء لقوّتهم، ويبقي الفقراء لضعفهم، فيقلّ الطاعون في الذين يخرجون، ويکثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ويقول الذين خرجوا: لو أقمنا لاصابنا کما أصابهم.

فأجمعوا علي أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا کان وقت الطاعون، فخرجوا بأجمعهم، فنزلوا علي شطّ البحر، فلمّـا وضعوا رحالهم ناداهم الله: موتوا، فماتوا جميعاً، فکنستهم المارّة عن الطريق، فبقوا بذلک ما شاء الله.

ثمّ مرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا [2] ، فقال: لو شئت يا ربّ لاحييتهم، فيعمّروا بلادک، ويلدوا عبادک، ويعبدوک مع من يعبدک، فأوحي الله تعالي إليه: أفتحبّ أن اُحييهم لک؟ قال: نعم. فأحياهم الله تعالي وبعثهم معه، فهؤلاء ماتوا، ورجعوا إلي الدنيا، ثمّ ماتوا بآجالهم [3] .

فهذه رجعة إلي الحياة الدنيا بعد الموت، وقد سأل حمران بن أعين الامام



[ صفحه 468]



أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن هؤلاء، قائلاً: أحياهم حتّي نظر الناس إليهم، ثمّ أماتهم من يومهم، أو ردّهم إلي الدنيا حتّي سکنوا الدور، وأکلوا الطعام، ونکحوا النساء؟

قال (عليه السلام): بل ردّهم الله حتّي سکنوا الدور، وأکلوا الطعام، ونکحوا النساء، ولبثوا بذلک ما شاء الله، ثمّ ماتوا بآجالهم [4] .


پاورقي

[1] البقرة: 243.

[2] في رواية الشيخ الکليني في الکافي 8: 198 / 237 عن الامام الباقر (عليه السلام)، ورواية السيوطي عن السدّي عن أبي مالک وغيره: يقال له حزقيل.

[3] الاعتقادات ـ للشيخ الصدوق: 60، نشر مؤتمر الذکري الالفية للشيخ المفيد (رحمه الله)، الدرّ المنثور ـ للسيوطي 1: 741 ـ 743 ـ دار الفکر ـ بيروت.

[4] تفسير العياشي 1: 130 / 433 ـ المکتبة العلمية ـ طهران.