بازگشت

نزول عيسي و قتل الدجّال


تقدّم أنّ نزول عيسي (عليه السلام) يکون في زمان ظهور الامام (عليه السلام)، واختلفت الروايات في قاتل الدجّال، فبعضها تنصّ علي أ نّه الامام المهدي (عليه السلام)، وبعضها تنصّ علي أ نّه النبيّ عيسي (عليه السلام)، ويمکن الجمع بين الاحاديث المتعارضة بما روي من أنّ عيسي (عليه السلام) يساعد الامام (عليه السلام) في قتل الدجّال وأصحابه من اليهود والنصاري المنحرفين.

1- روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن حمّـاد، عن عبد الله بن سليمان، وکان قارئاً للکتب، قال: قرأت في الانجيل، وذکر أوصاف النبيّ (صلي الله عليه وآله) إلي أن قال: قال تعالي لعيسي (عليه السلام): ارفعک إليّ في آخر الزمان لتري من اُمّة ذلک النبيّ العجائب، ولتعينهم علي اللعين الدجّال، اُهبطک في وقت الصلاة لتصلّي معهم، إنّهم اُمّة مرحومة [1] .

2- وأخرج ابن طاووس عن نعيم بالاسناد عن کعب، قال: يهبط المسيح عيسي بن مريم عند القنطرة البيضاء علي باب دمشق الشرقي التي طرف البحر، تحمله غمامة واضع يديه علي منکب ملکين، عليه ريطتان مؤتزر بأحدهما مرتد



[ صفحه 455]



بالاُخري، إذا أکبّ رأسه يقطر منه کالجمان، فيأتيه اليهود فيقولون: نحن أصحابک، فيقول: کذبتم، ثمّ يأتيه النصاري فيقولون: نحن أصحابک، فيقول: کذبتم، بل أصحابي المهاجرون، بقيّة أصحاب الملحمة، فيأتي مجمع المسلمين حيث هم، فيجد خليفتهم يصلّي بهم، فيتأخّر المسيح حين يراه، فيقول: يا مسيح الله، صلّ بنا؟ فيقول: بل أنت فصلّ بأصحابک، فقد رضي الله عنک، فإنّما بعثت وزيراً ولم اُبعث أميراً، فيصلّي بهم خليفة المهاجرين رکعتين مرّة واحدة وابن مريم فيهم [2] .

3- وروي الصدوق عن المفضّل بن عمر، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) - في حديث -: والائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال، ويطهّر الارض من کلّ جور وظلم [3] .

4- وأخرج الخاتون آبادي في الاربعين عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أ نّه ذکر خروج الدجّال وادّعائه الاُلوهية، ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود وأولاد الزنا والمدمنين علي الخمور والمغنّين وأصحاب اللهو والاعراب والنساء، وجاء في آخره: فيبيح الزنا واللواط، وساير المناهي حتّي يباشر الرجال النساء والغلمان في أطراف الشوارع علانية، ويفرط أصحابه في أکل لحم الخنزير وشرب الخمور، وارتکاب أنواع الفسق والفجور، ويسخّر آفاق الارض إلاّ مکّة والمدينة ومراقد الائمة (عليهم السلام)، فإذا بلغ في طغيانه وملا الارض من جوره وجور



[ صفحه 456]



أعوانه، يقتله من يصلّي خلفه عيسي بن مريم (عليه السلام) [4] .

5- وعن نعيم بن حمّـاد بالاسناد عن أبي اُمامة الباهلي، قال: ذکر رسول الله (صلي الله عليه وآله) الدجّال، فقالت له اُمّ شريک: فأين المسلمون يومئذ يا رسول الله؟

قال: ببيت المقدس، يخرج حتّي يحاصرهم وإمام المسلمين يومئذ رجل صالح، فيقال: صلّ بنا الصبح، فإذا کبّر ودخل فيها، نزل عيسي بن مريم، فإذا رآه ذلک الرجل عرفه عيسي... فيصلّي عيسي وراءه، ثمّ يقول: افتحوا الباب، ومع الدجّال يومئذ سبعون ألف يهودي کلّهم ذوو سلاح وسيف محلّي، فإذا نظر إلي عيسي ذاب کما يذوب الرصاص في النار، وکما يذوب الملح في الماء، ثمّ يخرج هارباً فيقول عيسي: إنّ لي فيک ضربة لن تفوتني بها، فيدرکه فيقتله، فلا يبقي شيء من خلق الله يتواري به يهودي إلاّ أنطقه الله عزّ وجلّ، لا حجر ولا شجر ولا دابة إلاّ قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي فاقتله... ويکون عيسي في اُمّتي حکماً عدلاً وإماماً مقسطاً ويدقّ الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويترک الصدقة... وتملا الارض من الاسلام، ويسلب الکفّار ملکهم، ولا يکون ملک إلاّ للاسلام [5] .

6- وروي عمر بن إبراهيم الاوسي، في کتابه، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، قال: ينزل عيسي بن مريم (عليه السلام) عند انفجار الصبح ما بين مَهرُودَين - وهما ثوبان



[ صفحه 457]



أصفران من الزعفران - أبيض، أصهب الرأس، أفرق الشعر، کأنّ رأسه يقطر دهناً، بيده حربة، يکسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويهلک الدجّال، ويقبض أموال القائم، ويمشي خلفه أهل الکهف وهو الوزير الايمن للقائم، وحاجبه، ونائبه [6] .

وعن ابن قتيبة: قال: قوله: «لا نبيّ بعدي، ولا کتاب بعد کتابي، ولا اُمّة بعد اُمّتي، فالحلال ما أحلّه الله علي لساني إلي يوم القيامة، والحرام ما حرّم الله علي لساني إلي يوم القيامة» ليس برادّ الحديث الذي ذکر فيه أنّ المسيح ينزل فيقتل الخنزير، ويکسر الصليب، ويزيد في الحلال لانّ المسيح نبيّ متقدّم، رفعه الله إليه، ثمّ ينزله في آخر الزمان علماً للساعة، قال الله تعالي: (وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بها) [7] وقرأ بعض القرّاء: لَعَلَم للساعة، فإذا نزل لم ينسخ شيئاً ممّـا أتي به رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، ولم يتقدّم الامام من اُمّته، بل يقدّمه ويصلّي خلفه [8] .


پاورقي

[1] بحار الانوار 52: 181 / 1.

[2] الملاحم والفتن: 83 / الباب 187.

[3] منتخب الاثر: 480 / 1.

[4] منتخب الاثر: 480 / 2.

[5] الملاحم والفتن: 82 / باب 186.

[6] حلية الابرار 2: 620، عن کتاب الاوسي.

[7] الزخرف 43: 61.

[8] عقد الدرر: 198، العمدة: 434.