قتاله السفياني و بني امية
1- عن عبد الاعلي الحلبي، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: ثمّ يدخل الکوفة فيقول لاصحابه: سيروا إلي هذه الطاغية، فيدعو إلي کتاب الله وسنّة نبيّه (صلي الله عليه وآله)، فيعطيه السفياني من البيعة سلماً، فيقول له کلب وهم أخواله: ما هذا؟ ما صنعت؟ والله ما نبايعک علي هذا أبداً، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله فيستقبله، ثمّ يقول له القائم صلّي الله عليه: خذ حذرک فإنّني أدّيت إليک وأنا مقاتلک، فيصبح فيقاتلهم، فيمنحه الله أکتافهم ويأخذ السفياني أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده.
ثمّ يرسل جريدة خيل إلي الروم ليستحضروا بقيّة بني اُميّة، فإذا انتهوا إلي الروم قالوا: أخرجوا إلينا أهل ملّتنا عندکم فيأبون ويقولون: والله لا نفعل، فتقول الجريدة: والله لو أمرنا لقاتلناکم، ثمّ يرجعون إلي صاحبهم، فيعرضون ذلک عليه، فيقول: انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم، فإنّ هؤلاء قد أتوا بسلطان عظيم، وهو قول الله: (فَلَمَّـا أحَسُّوا بَأسَنَا إذَا هُمْ مِنْهَا يَرْکُضُونَ ، لا تَرْکُضُوا وَارْجِعُوا إلَي مَا اُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْألُون)، قال: يعني الکنوز التي کنتم تکنزون، (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إنَّا کُنَّا ظَالِمِين ، فَمَازَالَتْ تِلْکَ دَعْوَاهُمْ حَتَّي جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِين) لا يبقي منهم مخبر [1] .
2- وعن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: ثمّ يأتي
[ صفحه 450]
الکوفة فيطيل بها المکث ما شاء الله أن يمکث حتّي يظهر عليها، ثمّ يسير حتّي يأتي العذراء هو ومن معه، وقد اُلحق به ناس کثير، والسفياني يومئذ بوادي الرملة.
حتّي إذا التقوا وهو يوم الابدال يخرج اُناس کانوا مع السفياني من شيعة آل محمّد (عليهم السلام)، ويخرج ناس کانوا مع آل محمّد إلي السفياني، فهم من شيعته حتّي يلحقوا بهم، ويخرج کلّ ناس إلي رايتهم، وهو يوم الابدال.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويقتل يومئذ السفياني ومن معهم حتّي لا يدرک منهم مخبر، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة کلب، ثمّ يقبل إلي الکوفة فيکون منزله بها.
فلا يترک عبداً مسلماً إلاّ اشتراه وأعتقه، ولا غارماً إلاّ قضي دينه، ولا مظلمة لاحد من الناس إلاّ ردّها، ولا يُقتل منهم عبد إلاّ أدّي ثمنه دية مسلّمة إلي أهله، ولا يقتل قتيل إلاّ قضي عنه دينه وألحق عياله في العطاء حتّي يملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً [2] .
3- روي السيّد ابن طاووس بإسناده رفعه إلي جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إذا بلغ السفياني أنّ القائم قد توجّه إليه من ناحية الکوفة، يتجرّد بخيله حتّي يلقي القائم، فيخرج فيقول: أخرجوا إليّ ابن عمّي، فيخرج عليه السفياني، فيکلّمه القائم (عليه السلام) فيجيء السفياني فيبايعه ثمّ ينصرف إلي أصحابه فيقولون له: ما صنعت؟ فيقول: أسلمت وبايعت، فيقولون له: قبّح الله رأيک بينما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً فيستقبله فيقاتله، ثمّ يمسون تلک الليلة، ثمّ يصبحون للقائم(عليه السلام)
[ صفحه 451]
بالحرب فيقتتلون يومهم ذلک.
ثمّ إنّ الله تعالي يمنح القائم وأصحابه أکتفاهم فيقتلونهم حتّي يفنوهم حتّي أنّ الرجل يختفي في الشجرة والحجرة، فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل کافر فاقتله، فيقتله، قال: فتشبع السباع والطيور من لحومهم، فيقيم بها القائم (عليه السلام) ما شاء.
قال: ثمّ يعقد بها القائم (عليه السلام) ثلاث رايات: لواء إلي القسطنطينية يفتح الله له، ولواء إلي الصين فيفتح له، ولواء إلي جبال الديلم فيفتح له [3] .
4- وبإسناده رفعه إلي أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في خبر طويل - إلي أن قال: وينهزم قوم کثير من بني اُميّة حتّي يلحقوا بأرض الروم فيطلبوا إلي مَلِکها أن يدخلوا إليه، فيقول لهم الملک: لا ندخلکم حتّي تدخلوا في ديننا، وتنکحونا وننکحکم، وتأکلوا لحم الخنازير، وتشربوا الخمر، وتعلّقوا الصلبان في أعناقکم، والزنانير في أوساطکم، فيقبلون ذلک فيدخلونهم.
فيبعث إليهم القائم (عليه السلام) أن أخرجوا هؤلاء الذين أدخلتموهم. فيقولون: قوم رغبوا في ديننا وزهدوا في دينکم، فيقول (عليه السلام): إنّکم إن لم تخرجوهم وضعنا السيف فيکم. فيقولون له: هذا کتاب الله بيننا وبينکم، فيقول: قد رضيت به، فيخرجون إليه فيقرأ عليهم، وإذا في شرطه الذي شرط عليهم أن يدفعوا إليه من دخل إليهم مرتدّاً عن الاسلام، ولا يردّ إليهم من خرج من عندهم راغباً إلي الاسلام، فإذا قرأ عليهم الکتاب ورأوا هذا الشرط لازماً لهم، أخرجوهم إليه.
[ صفحه 452]
فيقتل الرجال، ويبقر بطون الحبالي، ويرفع الصلبان في الرماح.
قال: والله لکأ نّي أنظر إليه وإلي أصحابه يقتسمون الدنانير علي الجحفة، ثمّ تسلم الروم علي يده، فيبني فيهم مسجداً، ويستخلف عليهم رجلاً من أصحابه ثمّ ينصرف [4] .
5- عن بدر بن خليل الازدي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قوله عزّ وجلّ: (فَلَمَّـا أحَسُّوا بَأسَنَا إذَا هُمْ مِنْهَا يَرْکُضُونَ ، لا تَرْکُضُوا وَارْجِعُوا إلَي مَا اُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْألُون).
قال: إذا قام القائم (عليه السلام) وبعث إلي بني اُميّة بالشام، هربوا إلي الروم، فيقول لهم الروم: لا ندخلکم حتّي تتنصّروا، فيعلّقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم.
فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم (عليه السلام) طلبوا الامان والصلح، فيقول أصحاب القائم (عليه السلام): لا نفعل حتّي تدفعوا إلينا من قبلکم منّا، قال: فيدفعونهم إليهم، فذلک قوله تعالي: (لا تَرْکُضُوا وَارْجِعُوا إلَي مَا اُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْألُون) قال: يسألهم الکنوز، وهو أعلم بها، قال: فيقولون: (يَا وَيْلَنَا إنَّا کُنَّا ظَالِمِين ، فَمَازَالَتْ تِلْکَ دَعْوَاهُمْ حَتَّي جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِين) بالسيف [5] .
6- عن الحکم بن سالم، عمّن حدّثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله. قلنا: صدق الله، وقالوا: کذب الله.
[ صفحه 453]
قاتل أبو سفيان رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وقاتل معاويه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (عليه السلام)، والسفياني يقاتل القائم (عليه السلام) [6] .
7- ومن کتاب الفضل بن شاذان، بالاسناد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يهزم المهدي (عليه السلام) السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في الحيرة طويلة [7] .
8- وعن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: قلت: يا مولاي، ثمّ ماذا يصنع المهدي؟ قال: يثوّر سرايا علي السفياني إلي دمشق، فيأخذونه ويذبحونه علي الصخرة [8] .
9- وأخرج المتّقي الهندي عن نعيم بن حمّـاد بالاسناد عن الوليد بن مسلم، قال: حدّثني محمّد بن علي، قال: المهدي والسفياني وکلب يقتتلون في بيت المقدس حين تستقبله البيعة، فيؤتي بالسفياني أسيراً، فيأمر به فيذبح علي باب الرحبة، ثمّ تباع نساؤهم وغنائمهم علي درج دمشق [9] .
10- وأخرج المقدسي في (عقد الدرر) عن نعيم بن حمّـاد عن الزهري،
[ صفحه 454]
قال: إذا التقي السفياني والمهدي للقتال يومئذ، يسمعون من السماء صوتاً: ألا إنّ أولياء الله من أصحاب فلان، يعني المهدي [10] .
پاورقي
[1] بحار الانوار 52: 344 / 91.
[2] بحار الانوار 52: 224 / 87.
[3] بحار الانوار 52: 388 / 206.
[4] بحار الانوار 52: 388.
[5] بحار الانوار 52: 377 / 180.
[6] بحار الانوار 52: 190 / 18.
[7] بحار الانوار 52: 386 / 199.
[8] بحار الانوار 53: 16.
[9] البرهان / المتّقي الهندي: 123 / 31.
[10] منتخب الاثر: 481 / 1.