بازگشت

حال بغداد في عصر الظهور


قال المفضّل: يا سيّدي، کيف تکون دار الفاسقين [1] في ذلک الوقت؟

قال (عليه السلام): في لعنة الله وسخطه، تخربها الفتن وتترکها جمّـاء، فالويل لها ولمن بها کلّ الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب، ومن يجلب الجزيرة، ومن الرايات التي تسير إليها من کلّ قريب أو بعيد.

والله لينزلنّ بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الاُمم المتمرّدة من أوّل الدهر إلي آخره.

ولينزلنّ بها من العذاب ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت بمثله، ولا يکون طوفان أهلها إلاّ بالسيف، فالويل لمن اتّخذ بها مسکناً، فإنّ المقيم بها يبقي لشقائه، والخارج منها برحمة الله.

والله ليبقي من أهلها في الدنيا حتّي يقال: إنّها هي الدنيا، وإنّ دورها وقصورها هي الجنّة، وإنّ بناتها هنّ الحور العين، وإنّ ولدانها هم الولدان، وليظنّن أنّ الله لم يقسم رزق العباد إلاّ بها، وليظهرن فيها من الاُمراء علي الله وعلي رسوله (صلي الله عليه وآله)، والحکم بغير کتابه، ومن شهادات الزور، وشرب الخمور، وإتيان الفجور، وأکل السحت، وسفک الدماء، ما لا يکون في الدنيا کلّها إلاّ دونه، ثمّ ليخربها الله بتلک الفتن وتلک الرايات، حتّي ليمرّ عليها المار فيقول: ها هنا کانت الزوراء [2] .



[ صفحه 449]




پاورقي

[1] أي بغداد.

[2] بحار الانوار 53: 14 ـ 15.