بازگشت

مسيره إلي العراق و نزوله الکوفة


1- عن عبد الاعلي الحلبي، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: حتّي إذا بلغ إلي الثعلبيّة قام إليه رجل من صلب أبيه، وهو من أشدّ الناس ببدنه، وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الامر، فيقول: يا هذا ما تصنع؟ فوالله إنّک لتجفل الناس إجفال النعم، أفبعهد من رسول الله (صلي الله عليه وآله) أم بماذا؟

فيقول المولي الذي وُلّي البيعة: والله لتسکتنّ أو لاضربنّ الذي فيه عيناک.

فيقول له القائم: اسکت يا فلان، إي والله إنّ معي عهداً من رسول الله، هات لي يا فلان العيبة - أو الزنفيلجة - فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيقول: جعلني الله فداک، أعطني رأسک اُقبّله فيعطيه رأسه، فيقبّل بين عينيه، ثمّ يقول: جعلني الله فداک، جدّد لنا بيعة، فيجدّد لهم بيعة.

قال أبو جعفر (عليه السلام): لکأ نّي أنظر إليهم مصعدين من نجف الکوفة ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً کأنّ قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً، أمدّه الله بخمسة آلاف من الملائکة مسوَّمين حتّي إذا صعد النجف قال لاصحابه: تعبّدوا ليلتکم هذه، فيبيتون بين راکع وساجد، يتضرّعون إلي الله حتّي إذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة وعلي الکوفة خندق مخندق.

قلت: خندق مخندق؟ قال: إي والله حتّي ينتهي إلي مسجد إبراهيم (عليه السلام) بالنخيلة، فيصلّي فيه رکعتين، فيخرج إليه من کان بالکوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني فيقول لاصحابه: استطردوا لهم، ثمّ يقول: کرّوا عليهم قال



[ صفحه 437]



أبو جعفر (عليه السلام): ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر [1] .

2- وعن الکابلي، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام)، قال: يقبل القائم (عليه السلام) من أهل المدينة حتّي ينتهي إلي الاجفر ويصيبهم مجاعة شديدة، قال: فيضجّون وقد نبتت لهم ثمرة يأکلون منها ويتزوّدون منها، وهو قوله تعالي شأنه (وَآيَةٌ لَهُمُ الارْض المَيْتَة أحْيَيْنَاهَا وَأخْرَجْنَا مِنْهَا حَبَّاً فَمِنْهُ يَأکُلُون) ثمّ يسير حتّي ينتهي إلي القادسية وقد اجتمع الناس بالکوفة وبايعوا السفياني [2] .

3- وعن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: ثمّ يسير المهدي (عليه السلام) إلي الکوفة، وينزل ما بين الکوفة والنجف، وعنده أصحابه في ذلک اليوم، ستّة وأربعون ألفاً من الملائکة، وستّة آلاف من الجنّ، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً.

قال: قلت: يا سيّدي، فأين تکون دار المهدي (عليه السلام) ومجتمع المؤمنين؟ قال: دار ملکه الکوفة، ومجلس حکمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذکوات البيض من الغريّين [3] .

4- وقال أبو عبد الله (عليه السلام): کأ نّني بالقائم (عليه السلام) علي ظهر النجف لابسٌ درع



[ صفحه 438]



رسول الله (صلي الله عليه وآله) فتتقلّص عليه، ثمّ ينتفض بها فتستدير عليه، ثمّ يغشي الدرع بثوب استبرق، ثمّ يرکب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ، ينتفض به، لا يبقي أهل بلد إلاّ أتاهم نور ذلک الشمراخ [4] ، حتّي يکون آية له، ثمّ ينشر راية رسول الله (صلي الله عليه وآله) إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب [5] .

5- وقال (عليه السلام): کأ نّي بالقائم علي منبر الکوفة عليه قباء، فيخرج من قبائه کتاباً مختوماً بخاتم من ذهب فيفکّه، فيقرأه علي الناس، فيجفلون عنه إجفال الغنم، فلم يبق إلاّ النقباء، فيتکلّم بکلام، فلا يلحقون ملجأً حتّي يرجعوا إليه، وإنّي لاعرف الکلام الذي يتکلّم به [6] .

6- وروي السيّد ابن طاووس بإسناده رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يقدم القائم (عليه السلام) حتّي يأتي النجف، فيخرج إليه من الکوفة جيش السفياني وأصحابه، والناس معه، وذلک يوم الاربعاء، فيدعوهم ويناشدهم حقّه، ويخبرهم أ نّه مظلوم مقهور، ويقول: من حاجّني في الله فأنا أولي الناس بالله - إلي آخر ما تقدّم - فيقولون: ارجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيک، قد خبرناکم واختبرناکم، فيتفرّقون من غير قتال.



[ صفحه 439]



فإذا کان يوم الجمعة يعاود، فيجيء سهم فيصيب رجلاً من المسلمين فيقتله، فيقال: إنّ فلاناً قد قتل، فعند ذلک ينشر راية رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فإذا نشرها انحطّت عليه ملائکة بدر، فإذا زالت الشمس هبّت الريح له، فيحمل عليهم هو وأصحابه، فيمنحهم الله أکتافهم ويولّون، فيقتلهم حتّي يدخلهم أبيات الکوفة، وينادي مناديه: ألا لا تتّبعوا مولّياً ولا تجهزوا علي جريح، ويسير بهم کما سار علي (عليه السلام) يوم البصرة [7] .


پاورقي

[1] بحار الانوار 52: 343 / 91.

[2] بحار الانوار 52: 387 / 204.

[3] بحار الانوار 53: 11.

[4] الشمراخ: غرّة الفرس إذا دقّت وسالت وجلّلت الخيشوم.

[5] بحار الانوار 52: 391 / 214.

[6] بحار الانوار 52: 352 / 107، ونحوه في کمال الدين: 672 / 25، وبحار الانوار 25: 326 / 42.

[7] بحار الانوار 52: 387 / 205.