الدعاء و الزيارة
44- سأله محمّد بن عبد الله الحميري الدعاء له، فخرج الجواب: جاد الله عليه بما هو أهله إيجابنا لحقّه ورعايتنا لابيه (رحمه الله)، وقرّبه منّا بما علّمناه من جميل نيّته، ووقفنا عليه من مخالطته المقرِّبة له من الله التي ترضي الله عزّ وجلّ ورسوله وأولياءه (عليهم السلام) بما بدأنا نسأل الله بمسألته ما أمّله من کلّ خير عاجل وآجل، وأن يصلح له من أمر دينه ودنياه ما يحبّ صلاحه إنّه وليّ قدير [1] .
45- وعن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، أ نّه قال: خرج توقيع من
[ صفحه 85]
الناحية المقدّسة، حرسها الله تعالي، بعد المسائل:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا لامر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، (حِکْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْني النُّذُرُ عَنْ قَوْم لا يُؤْمِنون) السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين.
إذا أردتم التوجّه بنا إلي الله تعالي وإلينا، فقولوا کما قال الله تعالي: (سَلامٌ علي آلِ ياسين) السلام عليک يا داعي الله، وربّاني آياته، السلام عليک يا باب الله وديّان دينه، السلام عليک يا خليفة الله وناصر حقّه.
السلام عليک يا حجّة الله ودليل إرادته، السلام عليک يا تالي کتاب الله وترجمانه، السلام عليک في آناء ليلک وأطراف نهارک، السلام عليک يا بقيّة الله في أرضه، السلام عليک يا ميثاق الله الذي أخذه ووکّده، السلام عليک يا وعد الله الذي ضمنه.
السلام عليک أيّها العَلم المنصوب، والعِلم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة، وعد غير مکذوب، السلام عليک حين تقوم، السلام عليک حين تقعد، السلام عليک حين تقرأ وتبيّن.
السلام عليک حين تصلّي وتقنت، السلام عليک حين ترکع وتسجد، السلام عليک حين تحمد وتستغفر، السلام عليک حين تهلّل وتکبّر، السلام عليک حين تصبح وتمسي، السلام عليک في الليل إذا يغشي والنهار إذا تجلّي.
السلام عليک أ يّها الامام المأمون، السلام عليک أيّها المقدّم المأمول، السلام عليک بجوامع السلام.
اُشهد مواليّ أ نّي اُشهدک يا مولاي أنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريک له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، لا حبيب إلاّ هو وأهله، واُشهدک أنّ أمير المؤمنين
[ صفحه 86]
حجّته، والحسن حجّته، والحسين حجّته، وعليّ بن الحسين حجّته، ومحمّد بن عليّ حجّته، وجعفر بن محمّد حجّته، وموسي بن جعفر حجّته، وعليّ بن موسي حجّته، ومحمّد بن عليّ حجّته، وعليّ بن محمّد حجّته، والحسن بن عليّ حجّته.
وأشهد أ نّک حجّة الله، أنتم الاوّل والاخر، وأنّ رجعتکم حقٌّ لا ريب فيها، يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيراً، وأنّ الموت حقٌّ، وأنّ ناکراً ونکيراً حقّ.
إلي أن قال:
اللهمّ صلّ علي وليّک وابن أوليائک، الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقّهم، وأذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيراً.
اللهمّ انصره وانتصر به لدينک، وانصر به أولياءک وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم.
اللهمّ أعذه من شرّ کلّ باغ وطاغ، ومن شرّ جميع خلقک، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء واحفظ فيه رسولک وآل رسولک، وأظهر به العدل، وأيّده بالنصر، وانصر ناصريه واخذل خاذليه، واقصم به جبابرة الکفر، واقتل به الکفّار والمنافقين، وجميع الملحدين، حيث کانوا من مشارق الارض ومغاربها برّها وبحرها، واملا به الارض عدلاً، وأظهر به دين نبيّک محمّد، واجعلني اللهمّ من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأملون، وفي عدوّهم ما يحذرون، إله الحقّ آمين، يا ذا الجلال والاکرام يا أرحم الراحمين [2] .
[ صفحه 87]
46- وقال العلاّمة المجلسي: في کتاب (المزار الکبير) قال أبو عليّ الحسن بن أشناس: أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد الدعجلي، عن حمزة بن محمّد بن الحسن ابن شبيب، عن احمد بن إبراهيم، قال: شکوت إلي أبي جعفر محمّد بن عثمان شوقي إلي رؤية مولانا (عليه السلام)، فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له: نعم. فقال لي: شکر الله لک شوقک، وأراک وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه، فإنّ أيّام الغيبة يشتاق إليه، ولا يسأل الاجتماع معه، إنّه عزائم الله، والتسليم لها أولي، ولکن توجّه إليه بالزيارة.
فأمّا کيف يعمل وما أملاه عند محمّد بن عليّ فانسخوه من عنده، وهو التوجّه إلي الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة رکعة تقرأ (قل هو الله أحد)، في جميعها رکعتين رکعتين، ثمّ تصلّي علي محمّد وآله، وتقول قول الله جلّ اسمه: (سَلامٌ علي آلِ ياسين)، ذلک هو الفضل المبين من عند الله، والله ذو الفضل العظيم، إمامه من يهديه صراطه المستقيم، قد آتاکم الله خلافته يا آل ياسين [3] .
47- وعن أبي محمّد الحسن بن احمد المکتب، قال: حدّثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء، وذکر أنّ الشيخ العمري قدّس الله روحه أملاه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدعاء في غيبة القائم (عليه السلام):
اللهمّ عرّفني نفسک، فإنّک إن لم تعرّفني نفسک لم أعرف رسولک، اللهمّ عرّفني رسولک، فإنّک إن لم تعرّفني رسولک لم أعرف حجّتک، اللهمّ عرّفني حجّتک، فإنّک
[ صفحه 88]
إن لم تعرّفني حجّتک ضللت عن ديني.
اللهمّ لا تمتني ميتة جاهليّة، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللهمّ فکما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرک بعد رسولک، صلواتک عليه وآله، حتّي واليت ولاة أمرک: أمير المؤمنين، والحسن والحسين، وعليّاً ومحمّداً وجعفراً وموسي وعليّاً ومحمّداً وعليّاً والحسن والحجّة القائم المهدي صلواتک عليهم أجمعين، اللهمّ فثبّتني علي دينک، واستعملني بطاعتک.
إلي أن قال:
اللهمّ إنّي أسألک أن تريني وليّ أمرک ظاهراً نافذاً لامرک، مع علمي بأنّ لک السلطان، والقدرة والبرهان، والحجّة والمشيّة، والارادة والحول والقوّة، فافعل ذلک بي وبجميع المؤمنين حتّي ننظر إلي وليّک ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هادياً من الضلالة.
إلي أن قال:
اللهمّ أعذه من شرّ جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، بحفظک الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولک ووصيّ رسولک.
إلي أن قال:
اللهمّ عجّل فرجه، وأيّده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم علي من نصب له وکذّب به، وأظهر به الحقّ وأمت به الجور، واستنقذ به عبادک المؤمنين من الذلّ، وأنعش به البلاد، واقتل به الجبابرة الکفرة، واقصم به رؤوس الضلالة.
إلي أن قال:
[ صفحه 89]
اللهمّ إنّا نشکو إليک فقد نبيّنا، وغيبة وليّنا، وشدّة الزمان علينا، ووقوع الفتن بنا، وتظاهر الاعداء، وکثرة عدوّنا، وقلّة عددنا.
اللهمّ فافرج ذلک بفتح منک تعجّله، وبنصر منک تيسّره، وإمام عدل تظهره إله الحقّ ربّ العالمين.
اللهمّ إنّا نسألک أن تأذن لوليّک في إظهار عدلک في عبادک، وقتل أعدائک في بلادک حتّي لا تدع للجور دعامة إلاّ قصمتها، ولا بنيّة [4] إلاّ أفنيتها، ولا قوّة إلاّ أوهنتها، ولا رکناً إلاّ هددته، ولا حدّاً إلاّ فللته، ولا سلاحاً إلاّ کللته، ولا رايةً إلاّ نکستها، ولا شجاعاً إلاّ قتلته، ولا حيّاً [5] إلاّ خذلته.
إلي أن قال:
اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلني بهم فائزاً عندک في الدنيا والاخرة ومن المقرّبين [6] .
پاورقي
[1] بحار الانوار 53: 162.
[2] الاحتجاج: 492، بحار الانوار 53: 171.
[3] بحار الانوار 53: 174.
[4] في نسخة: ولا بقيّة.
[5] في نسخة: ولا جيشاً.
[6] کمال الدين: 512 / 43، بحار الانوار 53: 187 / 18، و 95: 327 / 3، جمال الاُسبوع: 521 ـ 529.