العدل والامن والرخاء
لقد جاء في الاحاديث الصحيحة عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) وعترته الميامين أنّ المهدي (عليه السلام) يملا الارض قسطاً وعدلاً، کما ملئت ظلماً وجوراً، ويسع الناس عدله، حتّي يدخل جوف بيوتهم مثلما يدخل الحرّ والبرد، ويبلغ من عدله أن تتمنّي الاحياء أمواتها، ويتمنّي الصغير الکبر، والکبير الصغر، ويردّ المظالم حتّي لو کانت تحت ضرس إنسان لانتزعه، ويحکم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بإنجيلهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم، ويقسم المال بالسويّة، ويملا الله قلوب اُمّته غنيً، ويکون (عليه السلام) شديداً علي العمّـال، جواداً بالمال، رحيماً بالمساکين.
ويأمن الانسان بل وحتّي الحيوان من کلّ خوف حتّي أنّ المسافر لا يخاف في
[ صفحه 385]
زمانه إلاّ الضلال في الطريق، وروي أنّ الاسد يرتع مع الغنم، وتلعب الصبيان بالحيّات فلا تخافها.
وتتنعّم الاُمّة في زمانه (عليه السلام) نعمة لم ينعموها قط، وينزل الله تعالي البرکة من السماء، ويخرجها من الارض، فتظهر الارض کنوزها ونباتها، وتلقي السماء بقطرها، فيفرح به ويرضي عنه ساکن السماء والارض، والطير في الهواء، والحيتان في البحار، وفيما يلي بعض الاحاديث والاخبار الدالّة علي ذلک:
1- عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم)، أ نّه قال: يکون في اُمّتي المهدي، إن قصر عمره فسبع سنين، وإلاّ فثمان، وإلاّ فتسع سنين، تتنعّم اُمّتي في زمانه نعيماً لم يتنعّموا مثله قط، ترسل السماء عليهم مدراراً، ولا تَدَع الارض شيئاً من نباتها إلاّ أخرجته [1] .
2- وعنه (رضي الله عنه): أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: يخرج المهدي في اُمّتي، يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم به الاُمّة، وتعيش الماشية، وتخرج الارض نباتها، ويعطي المال صحاحاً [2] .
3- وعنه (رضي الله عنه)، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم)، أ نّه قال: المهدي منّا أهل البيت، رجل من اُمّتي، أشَمّ [3] الانف، يملا الارض عدلاً کما ملئت جوراً [4] .
[ صفحه 386]
4- وعن أبي سلمة بن [5] عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): ليبعثنّ الله تعالي من عترتي رجلاً أفرق الثنايا، أجلي الجبهة، يملا الارض عدلاً، يفيض المال عليه فيضاً [6] .
5- وروي الحموئي بالاسناد عن الحسين بن خالد - في حديث - عن الامام الرضا (عليه السلام)، قال: قيل له: يا بن رسول الله، ومن القائم منکم أهل البيت؟
قال: الرابع من ولدي، ابن سيّدة الاماء، يُطهّر الله به الارض من کلّ جور، ويقدّسها من کلّ ظلم، وهو الذي يشکّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الارض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تُطوي له الارض، ولا يکون له ظلّ، وهو الذي ينادي مُناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض بالدعاء إليه، يقول: ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه، فإنّ الحقّ فيه ومعه، وهو قول الله عزّ وجلّ: (إنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْنَاقَهُمْ لَهَا خَاضِعِين) [7] .
6- وعن حذيفة بن اليمان، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم)، أ نّه قال: المهدي من ولدي،
[ صفحه 387]
وجهه کالقمر الدرّي، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملا الارض عدلاً کما مُلئت جوراً، يرضي بخلافته أهل السماء والارض، والطير في الهواء، يملک عشرين سنة [8] .
7- وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): اُبشّرکم بالمهدي، يُبعث في اُمّتي علي اختلاف من الناس وزلازل، فيملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساکن الارض، يقسّم المال صحاحاً.
فقال رجل: ما معني صحاحاً؟ قال: بالسويّة بين الناس.
قال: ويملا الله قلوب اُمّة محمّد (صلي الله عليه وآله) غنيً، ويسعهم عدله، حتّي يأمر منادياً فينادي: من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجل واحد فيقول: أنا. فيقول له: ائتِ السادن - يعني الخازن - فقل له: إنّ المهدي يأمرک أن تعطيني مالاً. فيقول له: احثُ - يعني خذ - حتّي إذا جعله في حجره وأحرزه، ندم فيقول: کنت أجشع اُمّة محمّد نفساً، أو عجز عنّي ما وسعهم؟! قال: فيردّه فلا يقبل منه، فيقول له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه [9] .
8- وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): يکون عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، رجل يقال له المهدي: عطاؤه هنيئاً [10] .
[ صفحه 388]
9- وعنه، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): ينزل باُمّتي في آخر الزمان بلاءٌ شديدٌ من سلطانهم لم يُسمع ببلاء أشدّ منه، حتّي تضيق عنهم الارض الرحبة، وحتّي تُملا الارض جوراً وظلماً، ولا يجد المؤمن ملتجأً يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عزّ وجلّ رجلاً من عترتي، فيملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساکن السماء وساکن الارض، لا تدّخر الارض شيئاً من بذرها إلاّ أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلاّ صبّه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان، أو تسع، يتمنّي الاحياء الامواتَ ممّـا صنع الله عزّ وجلّ بأهل الارض من خير [11] .
10- وعن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم کما يدخل الحرّ والقرّ [12] .
11- وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): أبشروا بالمهدي، فإنّه يبعث علي حين اختلاف من الناس شديد، يملا الارض عدلاً وقسطاً، کما ملئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساکنو السماء وساکنو الارض، ويملا الله عزّ وجلّ قلوب عباده غنيً، ويسعهم عدله [13] .
[ صفحه 389]
12- وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتّي تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وحتّي يسير الراکب بين العراق ومکّة لا يخاف إلاّ ضلال الطريق [14] .
13- وعن محمّد بن مسلم، عن الامام الباقر (عليه السلام)، قال: القائم منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تطوي له الارض، وتظهر له الکنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عزّ وجلّ به دينه ولو کره المشرکون، فلا يبقي في الارض خراب إلاّ عُمّر، الحديث [15] .
14- وعن زيد بن وهب الجهني، عن الحسن بن علي، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: يبعث الله رجلاً في آخر الزمان وکَلَب من الدهر، وجهل من الناس، يؤيّده الله بملائکته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره علي الارض حتّي يدينوا طوعاً أو کرهاً، يملا الارض عدلاً وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقي کافر إلاّ آمن، ولا طالح إلاّ صلح، وتصطلح في ملکه السباع، وتخرج الارض نبتها، وتنزل السماء برکتها، وتظهر له الکنوز [16] .
[ صفحه 390]
15- وعن الامام الرضا (عليه السلام) - في حديث - قال: ويکون منزله بالکوفة، فلا يترک عبداً مسلماً إلاّ اشتراه وأعتقه، ولا غارماً إلاّ قضي دينه، ولا مظلمة لاحد من الناس إلاّ ردّها، ولا يقتل منهم عبد إلاّ أدّي ثمنه دية مسلّمة إلي أهله، ولا يقتل قتيل إلاّ قضي عنه دينه، وألحق عياله في العطاء، حتّي يملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً، ويسکن هو وأهل بيته الرحبة، والرحبة إنّما کانت مسکن نوح، وهي أرض طيّبة، ولا يسکن الرجل من آل محمّد إلاّ بأرض طيّبة زاکية، فهم الاوصياء الطيّبون [17] .
16- وعن حذيفة، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: إذا کان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: أ يّها الناس قُطِعَ عنکم مدّة الجبّارين، وولي الامر خير اُمّة محمّد - إلي أن قال: - فعند ذلک تفرح الطيور في أوکارها، والحيتان في بحارها، وتمدّ الانهار، وتفيض العيون، وتنبت الارض ضِعف اُکلها [18] ، الحديث.
17- وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث الاربعمائة: لو قد قام قائمنا لانزلت السماء قطرها، ولاخرجت الارض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتّي تمشي المرأة بين العراق إلي الشام، لا تضع قدميها إلاّ علي النبات، وعلي رأسها زبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه [19] .
[ صفحه 391]
18- وعن الحسن بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين (عليه السلام)، قال: إذا قام قائمنا أذهب الله عزّ وجلّ عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم کزبر الحديد، وجعل قوّة الرجل منهم قوّة أربعين رجلاً، ويکونون حکّام الارض وسنامها [20] .
19- وعن سعد، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: إذا وقع أمرنا وجاء مهديّنا، کان الرجل من شيعتنا أجرأ من ليث، وأمضي من سنان، يطأ عدوّنا برجليه، ويضربه بکفّيه، وذلک عند نزول رحمة الله وفرجه علي العباد [21] .
20- وعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال (عليه السلام): إذا ظهر القائم... يعطي الناس عطايا مرّتين في السنة، ويرزقهم في الشهر رزقين، ويسوّي بين الناس حتّي لا تري محتاجاً إلي الزکاة، ويجيء أصحاب الزکاة بزکاتهم إلي المحاويج من شيعته فلا يقبلونها [22] .
21- وعن عليّ بن عقبة، عن أبيه، قال: إذا قام القائم (عليه السلام) حکم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الارض برکاتها، وردّ کلّ حقّ
[ صفحه 392]
إلي أهله... فحينئذ تُظهر الارض کنوزها وتبدي برکاتها، فلا يجد الرجل منکم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبرّه لشمول الغني جميع المؤمنين [23] .
22- وعن جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) - في حديث - قال: إذا قام قائم أهل البيت قسّم بالسويّة، وعدل في الرعيّة، فمن أطاعه أطاع الله، ومن عصاه فقد عصي الله، وإنّما سمّي المهدي لا نّه يهدي إلي أمر خفي... وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الارض وظهرها، فيقول للناس: تعالوا إلي ما قطعتم فيه الارحام، وسفکتم فيه الدماء الحرام، ورکبتم فيه ما حرّم الله عزّ وجلّ، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد کان قبله، ويملا الارض عدلاً وقسطاً ونوراً، کما ملئت ظلماً وجوراً وشرّاً [24] .
23- وعن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) قال: تأوي إليه اُمّته کما تأوي النحل إلي يعسوبها، ويملا الارض عدلاً کما ملئت جوراً حتّي لا يکون الناس علي مثل أمرهم الاوّل، لا يوقظ نائماً، ولا يهرق دماً [25] .
24- وعنه، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قال: يکون في اُمّتي المهدي، يملاها قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً، وتمطر السماء مطراً کعهد آدم (عليه السلام)، وتخرج الارض برکتها، وتعيش اُمّتي في زمانه عيشاً لم تعشه قبل ذلک في زمان قطّ [26] .
[ صفحه 393]
پاورقي
[1] فرائد السمطين 2: 315 / 566، کشف الغمّة 2: 470 و 472 عن الاربعين لابي نعيم.
[2] فرائد السمطين 2: 316 / 567، البيان في أخبار صاحب الزمان: 519.
[3] الشمم: ارتفاع قصبة الانف مع استواء أعلاه.
[4] فرائد السمطين 2: 330 580.
[5] في المصدر: أبي سلمة عن، تصحيف، راجع تهذيب الکمال 17: 324.
[6] فرائد السمطين 2: 331 / 582.
[7] فرائد السمطين 2: 336 / 590، بحار الانوار 52: 321 / 29، والاية من سورة الشعراء 26: 4.
[8] الفردوس 4: 221 / 6667.
[9] دلائل الامامة: 471 / 463، البيان في أخبار صاحب الزمان: 505، الملاحم والفتن: 165، مسند احمد 3: 37، کشف الغمّة 2: 471.
[10] البيان في أخبار صاحب الزمان: 506، عقد الدرر: 222.
[11] المستدرک علي الصحيحين 4: 465.
[12] غيبة النعماني: 200، بحار الانوار 52: 362 / 131.
[13] دلائل الامامة: 482 / 476، مسند احمد 3: 37 و 52، الفصول المهمّة: 297، البيان في أخبار صاحب الزمان: 505.
[14] مسند احمد 2: 370، صحيح مسلم 2: 701 / 18، مستدرک الحاکم 4: 477، مصابيح السنّة 3: 488 / 4197.
[15] بحار الانوار 52: 191 / 24.
[16] بحار الانوار 52: 280 / 6.
[17] أعيان الشيعة 2: 83.
[18] بحار الانوار 52: 304 / 73.
[19] بحار الانوار 52: 316 / 11.
[20] بحار الانوار 52: 316 ـ 317 / 12 و 372 / 164 نحوه عن الامام الصادق (عليه السلام).
[21] بحار الانوار 52: 318 / 17، و 372 / 164.
[22] بحار الانوار 52: 390 / 212.
[23] الارشاد 2: 384، بحار الانوار 52: 338 / 83.
[24] علل الشرائع 1: 155، بحار الانوار 52: 350 / 103.
[25] الملاحم والفتن: 70.
[26] الملاحم والفتن: 165.