بازگشت

مکان خروجه


أمّا المکان الذي يخرج منه الامام (عليه السلام) أو يظهر فيه، فقد مرّ في علامات الظهور أنّ السفياني بعد ما يخرج من وادي اليأس بفلسطين، ويملک دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب وقنسرين، ويخرج بالشام الاصهب والابقع يطلبان الملک، فيقتلهما السفياني لا يکون له همّة إلاّ آل محمّد وشيعتهم، فيبعث جيشين: أحدهما إلي المدينة، والاخر إلي العراق.

أمّا جيش المدينة، فيأتي إليها والمهدي بها، وينهبها ثلاثاً، فيخرج المهدي (عليه السلام) إلي مکّة، فيبعث أمير جيش السفياني خلفه جيشاً إلي مکّة، فيخسف بهم في البيداء.

ويؤيّد ذلک حديث اُمّ سلمة رضي الله عنها عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قالت: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): يکون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة



[ صفحه 358]



هارباً إلي مکّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مکّة، فيخرجونه وهو کاره، فيبايعونه بين الرکن والمقام، ويبعث إليه بعث الشام، فتخسف بهم البيداء بين مکّة والمدينة، فإذا رأي الناس ذلک، أتاه أبدال الشام، وعصائب العراق فيبايعونه.

إلي أن قال: فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنّة نبيّهم (صلي الله عليه وآله)، ويلقي الاسلام بجرانه إلي الارض [1] .

وأمّا جيش العراق الذي يبعثه السفياني، فيأتي الکوفة ويصيب من شيعة آل محمّد قتلاً وصلباً وسبياً، ويخرج من الکوفة متوجّهاً إلي الشام، فتلحقه راية هدي من الکوفة فتقتله کلّه وتستنقذ ما معه من السبي والغنائم.

أمّا الامام المهدي (عليه السلام) فيکون وهو في ذي طوي بصدد تفقّد بعض أصحابه واختبارهم، فقد روي عبد الاعلي الحلبي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: يکون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب، وأومأ بيده إلي ناحية ذي طوي، حتّي إذا کان قبل خروجه بليلتين، انتهي المولي الذي يکون بين يديه حتّي يلقي بعض أصحابه، فيقول: کم أنتم ها هنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً. فيقول: کيف أنتم لو قد رأيتم صاحبکم؟ فيقولون: والله لو يأوي بنا الجبال لاويناها معه، ثمّ يأتيهم من القابلة، فيقول لهم: أشيروا إلي ذوي أسنانکم وأخيارکم عشرة، فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتّي يأتوا صاحبهم ويعدهم إلي الليلة التي تليها [2] .

ثمّ إنّ المهدي (عليه السلام) بعد أن يصل إلي مکّة، يجتمع عليه أصحابه، وهم ثلاثمائة



[ صفحه 359]



وثلاثة عشر رجلاً، عدّة أهل بدر، فإذا اجتمعت له هذه العدة أظهر أمره، فينتظر بهم يومه بذي طوي، ويبعث رجلاً من أصحابه إلي أهل مکّة يدعوهم، فيذبحونه بين الرکن والمقام، وهو النفس الزکيّة، فيبلغ ذلک المهدي، فيهبط بأصحابه من عقبة ذي طوي، حتّي يأتي المسجد الحرام، فيصلّي فيه عند مقام إبراهيم أربع رکعات، ويسند ظهره إلي الحجر الاسود، ويخطب في الناس، ويتکلّم بکلام لم يتکلّم به أحد.

وروي أنّ أوّل ما ينطق به هذه الاية: (بَقِيَةُ اللهِ خَيْرٌ لَکُمْ إنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثمّ يقول: أنا بقيّة الله في أرضه.

وفي رواية: يقوم بين الرکن والمقام، فيصلّي وينصرف، ومعه وزيره، وقد أسند ظهره إلي البيت الحرام مستجيراً، فينادي: يا أ يّها الناس إنّا نستنصر الله، ومن أجابنا من الناس علي من ظلمنا، وإنّا أهل بيت نبيّکم محمّد، ونحن أولي الناس بالله وبمحمّد، فمن حاجّني في آدم فأنا أولي الناس بآدم، ومن حاجّني في نوح فأنا أولي الناس بنوح، ومن حاجّني في إبراهيم فأنا أولي الناس بإبراهيم، ومن حاجّني في محمّد فأنا أولي الناس بمحمّد، ومن حاجّني في النبيّين فأنا أولي الناس بالنبيّين، أليس الله يقول في محکم کتابه: (إنَّ اللهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَي العَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيم).

ألا ومن حاجّني في کتاب الله فأنا أولي الناس بکتاب الله، ألا ومن حاجّني في سنّة رسول الله (صلي الله عليه وآله) فأنا أولي الناس بسنّة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، واُنشد الله من سمع کلامي لمّـا يبلّغ الشاهد الغائب. ثمّ ينتهي إلي المقام فيصلّي عنده رکعتين ثمّ ينشد الله حقّه. فيبايعه أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بين الرکن والمقام [3] ، فإذا کمل له



[ صفحه 360]



العقد، وهو عشرة آلاف، خرج بهم من مکّة.

وروي أ نّه يخرج من المدينة إلي مکّة بميراث رسول الله (صلي الله عليه وآله): سيفه ودرعه وعمامته وبردته ورايته وقضيبه وفرسه ولامته وسرجه، فيتقلّد سيفه ذا الفقار، ويلبس درعه السابغة، وينشر رايته السحاب، ويلبس البردة، ويعتمّ بالعمامة، ويتناول القضيب بيده، ويستأذن الله في ظهوره.

ثمّ يستعمل علي مکّة، ويسير إلي المدينة، فيبلغه أنّ عامله بمکّة قُتِل، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة، ثمّ يرجع إلي المدينة، فيقيم بها ما شاء.

وفي رواية: أ نّه يبعث جيشاً إلي المدينة، فيأمر أهلها فيرجعون إليها، ثمّ يخرج حتّي يأتي الکوفة، فينزل علي نجفها، ثمّ يفرّق الجنود منها في الامصار [4] .

وروي اُبيّ عن النبيّ (صلي الله عليه وآله) - في حديث - قال: يخرج من تهامة حين تظهر الدلالات والعلامات، وله کنوز لا ذهب ولا فضّة إلاّ خيول مطهّمة ورجال مسوّمة، يجمع الله له من أقاصي البلاد علي عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ومعه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وکناهم، کدّادون مجدّون في طاعته [5] .

وهذا الحديث لا يتعارض مع ما سبقه، لانّ تهامة تشمل مکّة وما والاها، وتطلق علي أرض واسعة أوّلها ذات عرق من قبل نجد إلي مکّة وما وراءها بمرحلتين أو أکثر، وتأخذ إلي البحر.

وروي عبد الله بن عمر عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أ نّه قال: يخرج المهدي من قرية



[ صفحه 361]



يقال لها کرعة [6] .

وهذا معارض بما قدّمناه من الاحاديث المعوّل عليها في تعيين مکان خروجه (عليه السلام)، ولعلّه ناظر إلي اليماني الذي يکون من أخلص أنصاره (عليه السلام) ورايته أهدي الرايات التي تنصر الامام المهدي (عليه السلام).


پاورقي

[1] البيان في أخبار صاحب الزمان (صلي الله عليه وآله): 494، کشف الغمّة 2: 479، سنن أبي داود 4: 107 / 4286.

[2] بحار الانوار 52: 341 / 91.

[3] غيبة النعماني: 121، بحار الانوار 52: 305 / 78 و 315 / 10 و 341 / 91.

[4] أعيان الشيعة 2: 82.

[5] بحار الانوار 52: 310 / 4.

[6] البيان في أخبار صاحب الزمان: 510، الفصول المهمّة: 295، الحاوي للفتاوي 2: 66، بحار الانوار 51: 80 و 95 و 52: 379 / 189.