بازگشت

النهي عن التوقيت


لقد صرّحت الاحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) بالنهي عن توقيت عصر الظهور، وأ نّه مثل الساعة لا يجلّيها لوقتها إلاّ الله سبحانه.

1 - عن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) هل لهذا الامر وقت؟ فقال: کذب الوقّاتون، کذب الوقّاتون، کذب الوقّاتون [1] .



[ صفحه 350]



2 - وعن منذر الجوّاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: کذب الموقّتون، ما وقّتنا فيما مضي، ولا نوقّت فيما يستقبل [2] .

3 - وعن عبد الرحمن بن کثير، قال: کنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مَهزم الاسدي، فقال: أخبرني - جعلت فداک - متي هذا الامر الذي تنتظرونه فقد طال؟

فقال: يا مهزم، کذب الوقّاتون، وهلک المستعجلون، ونجا المُسلّمون [3] .

4 - وعن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من وقّت لک من الناس شيئاً، فلا تهابنّ أن تکذّبه، فلسنا نوقّت لاحد وقتاً [4] .

5 - وعن اسحاق بن يعقوب، أ نّه خرج إليه علي يد محمّد بن عثمان العمري عن الامام المهدي (عليه السلام): أمّا ظهور الفرج، فإنّه إلي الله، وکذب الوقّاتون [5] .

6 - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن القائم (عليه السلام)،



[ صفحه 351]



فقال: کذب الوقّاتون، إنّا أهل بيت لا نوقّت، ثمّ قال: أبي الله إلاّ أن يخالف وقت الموقّتين [6] .

7 - وعن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: إنّ لهذا الامر وقتاً؟ فقال: کذب الوقّاتون، إنّ موسي (عليه السلام) لمّـا خرج وافداً إلي ربّه، واعدهم ثلاثين يوماً، فلمّـا زاده الله تعالي علي الثلاثين عشراً، قال له قومه: قد أخلفتنا يا موسي، فصنعوا ما صنعوا. قال: فإذا حدّثناکم بحديث فجاء علي ما حدّثناکم به فقولوا: صدق الله، وإذا حدّثناکم بحديث فجاء علي خلاف ما حدّثناکم به فقولوا: صدق الله، تؤجروا مرّتين [7] .

8 - وعن إبراهيم بن مَهزم، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ذکرنا عنده ملوک بني فلان، فقال: إنّما هلک الناس من استعجالهم لهذا الامر، إنّ الله لا يعجل لعجلة العباد، إنّ لهذا الامر غاية ينتهي إليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا [8] .

وصرّحت بعض الاحاديث بأن ظهور الامام المهدي (عليه السلام) يکون بغتةً وعلي حين غفلة، أي بعيداً عن جميع التوقّعات والتوقيتات التي يحتملها البعض،



[ صفحه 352]



وصرّحت بأنّ الله تعالي يصلح له أمره في ليلة، أي يهيّئ له الاسباب والموجبات لاداء مهمّته الکبري في ليلة واحدة، کما هيّأ لموسي (عليه السلام) ذلک حيث ذهب يقتبس ناراً فرجع نبيّاً.

1 - روي الحموئي بالاسناد عن أبي الصلت الهروي، عن دعبل بن علي الخزاعي - في حديث - عن الرضا (عليه السلام)، قال: وأمّا متي؟ فإخبارٌ عن الوقت، وقد حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (صلوات الله عليهم): أنّ النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) قيل له: متي يخرج القائم من ذرّيتک؟ فقال: مَثَله کمَثَل الساعة، لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو عزّ وجلّ ثَقُلت في السماوات والارض، لا تأتيکم إلاّ بغتة [9] .

2 - وعن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد ابن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال الحسين بن علي (عليه السلام): في التاسع من ولدي سنّة من يوسف، وسنّة من موسي بن عمران (عليه السلام)، وهو قائمنا أهل البيت، يصلح الله تبارک وتعالي أمره في ليلة واحدة [10] .

3 - وروي السيّد عبد العظيم الحسني عن الامام الجواد (عليه السلام) - في حديث - قال: إنّ الله تبارک وتعالي ليصلح له أمره في ليلة، کما أصلح أمر کليمه موسي (عليه السلام)، إذ ذهب ليقتبس لاهله ناراً، فرجع وهو رسول نبيّ [11] .



[ صفحه 353]



4 - وروي الحموئي، بإسناده عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة (رضي الله عنه)، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): المهدي منّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة [12] .

5 - وعن الاعمش، عن أبي وائل، قال: نظر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلي الحسين (عليه السلام) فقال: إنّ ابني هذا سيّد کما سمّـاه رسول الله (صلي الله عليه وآله) سيّداً، وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيّکم يشبهه في الخَلقِ والخُلق، يخرج علي حين غفلة من الناس وإماتة للحقّ وإظهاراً للجور، يفرح بخروجه أهل السماوات وسکّانها... ويملا الارض عدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً [13] .

ولا شکّ أنّ هناک اُموراً کثيرة لم تُوقّت للانسان ولا يعرف زمان وقوعها، فلا يدري الانسان ماذا يحدث غداً، ومتي يموت، وأين يدفن؟ قال تعالي: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَکْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأيِّ أرْض تَمُوت) [14] ، ولو علم الانسان مقدار عمره لترتّب علي ذلک مفاسد کثيرة، منها ترک العمل والاتّکال علي التوبة في آخر الايام المحدّدة له والتي يعلمها سلفاً، وبعث عامل



[ صفحه 354]



اليأس في نفس الانسان.

ومن هنا جاء تشبيه حدوث يوم الظهور والفرج بيوم القيامة، والذي اقتضت الحکمة الالهيّة إخفاء توقيتها عن المکلّفين، وأن تکون بغتةً ومفاجئةً لهم، کي يکونوا علي استعداد دائم في الاصلاح المستمرّ لانفسهم، ويتهيّئوا للقاء الله تعالي، إذ لو حدّد الله تعالي يوم الفرج وقيام دولة الحقّ والعدل علي يد الامام المهدي (عليه السلام) بعد ألفي سنة مثلاً، لبعث ذلک يأساً من الفرج في نفوس الناس، وأدّي إلي قسوة قلوبهم، وتهاونهم في التکاليف.

ويدلّ علي ذلک ما رواه الشيخ الکليني والطوسي والنعماني بالاسناد عن عليّ ابن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): يا عليّ، إنّ الشيعة تربّي بالاماني منذ مائتي سنة.

وقال يقطين لابنه علي: ما بالنا قيل لنا فکان، وقيل لکم فلم يکن؟

فقال له علي: إنّ الذي قيل لکم ولنا من مخرج واحد، غير أنّ أمرکم حضرکم فاُعطيتم محضه، وکان کما قيل لکم، وإنّ أمرنا لم يحضر فعُلّلنا بالاماني، ولو قيل لنا: إنّ هذا الامر لا يکون إلي مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب، ولرجعت عامّة الناس عن الاسلام، ولکن قالوا: ما أسرعه، وما أرقبه! تألّفاً لقلوب الناس وتقريباً للفرج [15] .



[ صفحه 355]




پاورقي

[1] بحار الانوار 52: 103 / 5.

[2] بحار الانوار 52: 103 / 6.

[3] بحار الانوار 52: 103 / 7، غيبة النعماني: 198.

[4] بحار الانوار 52: 104 / 8، 117 / 41، غيبة النعماني: 195.

[5] بحار الانوار 52: 111 / 19.

[6] بحار الانوار 52: 118 / 44، غيبة النعماني: 198.

[7] بحار الانوار 52: 118 / 45.

[8] بحار الانوار 52: 118 / 46، غيبة النعماني: 199.

[9] فرائد السمطين 2: 337 / 591، کمال الدين: 373 / 6.

[10] کمال الدين: 317 / 1.

[11] کمال الدين: 377 / 1.

[12] فرائد السمطين 2: 331 / 583، الفردوس 4: 222 / 6669، البيان في أخبار صاحب الزمان: 487، کمال الدين: 152 / 15.

[13] غيبة النعماني: 144.

[14] لقمان: 34.

[15] الکافي 1: 369، بحار الانوار 52: 102 / 4، وقال العلاّمة المجلسي: يقطين کان من أتباع بني العبّاس، فقال لابنه علي الذي هو من خواصّ الکاظم (عليه السلام): ما بالنا وُعِدنا دولة بني العباس علي لسان الرسول والائمة (صلوات الله عليهم) فظهر ما قالوا، ووَعَدوا وأخبروا بظهور دولة أئمتکم فلم يحصل، والجواب متين ظاهر مأخوذ عن الامام (عليه السلام).