بازگشت

شرائط الظهور


ونريد بها الشرائط التي يتوقّف عليها تنفيذ اليوم الموعود، ونشر العدل



[ صفحه 348]



الکامل في العالم کلّه، ذلک اليوم الذي يعتبر ظهور المهدي (عليه السلام) الرکن الاساسي لوجوده، ومع أنّ فکرة الغيبة والظهور منوطة بإرادة الله تعالي مباشرة، ولکنّ الله سبحانه أراد أن يتحدّد الظهور بنفس هذه الشرائط لاجل إنجاح اليوم الموعود، لانّ الامام المهدي (عليه السلام) مذخور لذلک، فيکون بين أمر الشرائط والظهور ترابط عضوي وثيق، وفيما يلي نذکر أهمّ تلک الشرائط:

1 - وجود الاُطروحة العادلة الکاملة التي تمثّل العدل المحض الواقعي، والقابلة للتطبيق في کلّ الامکنة والازمنة، والتي تضمن للبشرية جمعاء السعادة والرفاه في العاجل، والکمال البشَري المنشود في الاجل.

ولا بدّ أن تکون هذه الاُطروحة معروفة ولو بمعالمها الرئيسية قبل البدء بتطبيقها، لانّ تطبيقها يتوقّف علي مرور الناس بخطّ طويل من التجربة والتمحيص عليها، ليکونوا ممرّنين علي تقبّلها وتطبيقها، ولا يفجؤهم أمرها، ويهولهم مضمونها، ويصعب عليهم امتثالها.

2 - وجود القائد المحنّک الکبير الذي يمتلک القابليّة الکاملة لقيادة العالم کلّه، وهذان الشرطان يتوقّف عليهما أصل وجود اليوم الموعود، وقد تکفّل التخطيط الالهي بإيجادهما.

3 - وجود الناصرين المؤازرين المنفّذين بين يدي ذلک القائد الواحد، وأهمّ ما يشترط في هؤلاء المؤيّدين هو الوعي والشعور الحقيقي بأهمية وعدالة الهدف الذي يسعي إليه، والاُطروحة التي يسعي إلي تطبيقها، ويشترط فيهم أيضاً التضحية في سبيل هدفه علي أيّ مستوي اقتضته مصلحة ذلک الهدف.

4 - وجود القواعد الشعبيّة الکافية ذات المستوي الکافي في الوعي والتضحية من أجل تطبيق الاُطروحة العادلة الکاملة في اليوم الموعود، فإنّ المخلصين



[ صفحه 349]



الممحّصين الذين يتوفّر فيهم الشرط الثالث، يمثّلون الطليعة الواعية لغزو العالم، وأمّا تطبيق الاُطروحة فيحتاج إلي عدد أکبر من القواعد الشعبيّة الکافية، ليکونوا هم المثل الصالحة لتطبيق الاُطروحة العادلة الکاملة في العالم، حين يبدأ انتشاره يومئذ. وهذان الشرطان - أي وجود الناصرين والقواعد الشعبيّة - ممّـا يتوقّف عليه نجاح اليوم الموعود وتحقيق أهدافه، وخاصّة الشرط الثالث الذي هو وجود العدد الکافي من المخلصين لغزو العالم، إذ لولا وجودهم لما أمکن النجاح إلاّ بالمعجزة، وهو الامر الذي ترفضه الدعوة الالهية لا نّه يؤدّي إلي الاجبار والالجاء [1] .

وعليه فهذا الشرط والذي سبقه لا يخرج عن إطار التخطيط الالهي، إلاّ أ نّه تعالي ترک لنا الحرّية الکاملة في إعداد أنفسنا في الغيبة الکبري، بعد أن تبيّن لنا من خلال ما قدّمناه في تأريخ الغيبة الکبري أنّ الاحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) قد بيّنت وأوضحت بشکل جلي التکليف خلال الغيبة الکبري التي لا تخلو من الامتحان والتمحيص لاعداد تلک النخبة الواعية المؤمنة الصالحة التي لا تنفکّ عن انتظار الفرج في کلّ لحظة.


پاورقي

[1] راجع تفصيل ذلک في تأريخ الغيبة الکبري: 467 ـ 520.