بازگشت

علامات الظهور


إنّ جميع الاحداث الکبري التي وقعت في تأريخ البشريّة، کان لها قبل حدوثها بدايات ومقدّمات وإرهاصات، وظهور الامام المهدي (عليه السلام) يعتبر واحداً من أعظم أحداث التأريخ البشري الکبري، لا نّه سيقود البشريّة إلي شاطئ الهدي والسلام، ويحطّم قيم الجاهليّة وأفکارها وحضارتها المدمّرة، وينشر العدل والقسط في أرجاء العالم، وقد حدّد الرسول (صلي الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) مقدّمات لظهوره ووصفوا علامات تکون قبل ظهوره أو متزامنة معه، وذلک کي تتقرّب عقيدة ظهور الامام المصلح إلي الاذهان وتتهيّأ النفوس إلي تقبّلها.

وهذه العلامات تتوالي تباعاً، ونحن نعيش عدّة منها، کما عاش أسلافنا بعضها، فمنها بعيد عن عصر الظهور مثل اختلاف بني العباس وزوال ملکهم وغير ذلک، ومنها قريب من عصر الظهور کخروج السفياني واليماني والدجّال وغير ذلک، ومنها محتوم لا بدّ منه کما نصّت عليه الروايات کالسفياني والدجّال والصيحة من السماء وقتل النفس الزکيّة وغير ذلک، ومنها غير محتوم بل مشروط يتوقّف علي علّة من العلل، فإن تأخّر شرطها تأخّرت إلي أن يقضي الله أمراً کان مفعولاً، مثل طلوع الشمس من مغربها، وخروج اليماني وخروج نار من المشرق، وغيرها.



[ صفحه 246]



أمّا الاخبار التي رويت عن أهل البيت (عليهم السلام) وقد أوردها أصحابنا (رضي الله عنهم) بأسانيدهم المتّصلة کالنعماني والشيخ الطوسي والشيخ المفيد وغيرهم، فمنها ما يفصح عن العلامات، ومنها ما يلمّح، ومنها ما يکنّي أو يصرّح، ثمّ إنّ بعضها بعيد عن عصر الظهور کالتي تتحدّث عن بني اُميّة وبني العباس، وبعضها متّصل بعصر الظهور کالسفياني واليماني والايات التي تحدث في السماء والشمس والقمر.

وفيما يلي نبيّن عرضاً مجملاً لعلامات الظهور، ثمّ نبيّن الروايات التي تحدّثت عن عدّة علامات وآيات، ثمّ نصنّفها حسب موضوعها.