توقيعاته و رسائله
نطالع في هذا الفصل بعض ما ورد عن الامام الثاني عشر من عترة أهل البيت (عليهم السلام) علي أيدي السفراء والابواب من التوقيعات والرسائل، وهي تتضمّن في بعض منها أجوبة لمسائل وردت عليه من شيعته وأوليائه، وبعضها کتبها ابتداءً لبعض المخلصين من أوليائه وأعوانه، وهي تدلّ علي عمق اتّصاله (عليه السلام) بشيعته ووقوفه علي اُمورهم ورعايته لشؤونهم، والملاحظ أ نّهم عبّروا عن الامام (عليه السلام) بالناحية والفقيه تقيّةً عليه.
وإذا کنّا في بعض الفصول المتقدّمة في صدد إثبات وجود الامام المهدي (عليه السلام) فإنّنا في هذا الفصل نقدّم دليلاً ملموساً علي وجوده (عليه السلام) يتمثّل بالتراث المنقول عنه في العقائد والشريعة وبيان أحوال الرجال، ورسائله إلي المشکّکين والمرتابين في إمامته، والمطالع لهذا التراث لا يلمس أدني فرق بينه وبين تراث الائمة المتقدّمين (عليهم السلام) ممّـا يدلّ علي صحّة صدوره وکونه من منبع واحد متّصل بجدّهم المصطفي (صلي الله عليه وآله).
وقد بذلنا الوسع في ترتيب ما ورد عن الامام صاحب العصر والزمان (عليه السلام) من الحديث والتواقيع والرسائل ترتيباً موضوعيّاً، يبدأ بالموضوعات الفقهيّة، ثمّ
[ صفحه 64]
توقيعاته في شأن بعض الرجال، فضلاً عن بعض رسائله إلي أصحابه وثقاته المتضمّنة کثيراً من الاجوبة وفي مجالات مختلفة عقائدية وأخلاقية وشرعيّة.