رجل من قاشان
قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): ومنها ما أخبرني به جماعة من أهل الغري (علي مشرّفه السلام) أنّ رجلاً من أهل قاشان أتي إلي الغري متوجّهاً إلي بيت الله الحرام، فاعتلّ علّة شديدة حتّي يبست رجلاه، ولم يقدر علي المشي، فخلّفه رفقاؤه وترکوه عند رجل من الصلحاء کان يسکن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدّسة، وذهبوا إلي الحجّ.
وذکر حکايته وخلاصتها أ نّه حُمِل إلي مقام القائم (صلوات الله عليه) خارج النجف، فرأي هناک شاباً صبيح الوجه، أسمر اللون، دخل الصحن وسلّم عليه، وذهب إلي بيت المقام، وصلّي عند المحراب رکعات بخضوع وخشوع، فلمّـا فرغ من الصلاة خرج وأتاه وسأله عن حاله فقال له: ابتليت ببليّة ضقت بها، لا يشفيني الله فأسلم منها، ولا يذهب بي فأستريح، فقال: لا تحزن سيعطيک الله کليهما، وذهب، فعلم أ نّه کان القائم (صلوات الله عليه)، وسلم ممّـا به حتّي أتي الحاجّ ورفقاؤه، فلمّـا رآهم وکان معهم قليلاً مرض ومات، ودفن في الصحن، فظهر صحّة ما أخبره (عليه السلام) من وقوع الامرين معاً.
قال: وهذه القصّة من المشهورات عند أهل المشهد «أي أهل النجف»، وأخبرني بها ثقاتهم وصلحاؤهم [1] .
پاورقي
[1] بحار الانوار 52: 176 ـ 177، منتخب الاثر: 413 / 2.