امير اسحاق الاسترآبادي
ومن الحکايات التي سمعها العلاّمة المجلسي عمّن قرب من زمانه، قال: ومنها ما أخبرني به والدي (رحمه الله) قال: کان في زماننا رجل شريف صالح، يقال له أمير اسحاق الاسترآبادي، وکان قد حجّ أربعين حجّة ماشياً، وکان قد اشتهر بين الناس
[ صفحه 214]
أ نّه تطوي له الارض.
فورد في بعض السنين بلدة إصفهان، فأتيته وسألته عمّـا اشتهر فيه.
فقال: کان سبب ذلک أنّي کنت في بعض السنين مع الحاجّ متوجّهين إلي بيت الله الحرام، فلمّـا وصلنا إلي موضع کان بيننا وبين مکّة سبعة منازل أو تسعة، تأخّرت عن القافلة لبعض الاسباب حتّي غابت عنّي، وضللت عن الطريق، وتحيّرت وغلبني العطش حتّي أيست من الحياة، فناديت: يا صالح، يا أبا صالح، أرشدونا إلي الطريق يرحمکم الله.
فتراءي لي في منتهي البادية شبح، فلمّـا تأمّلته حضر عندي في زمان يسير، فرأيته شاباً حسن الوجه، نقيّ الثياب، أسمر، علي هيئة الشرفاء، راکباً علي جمل، ومعه أداوة، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام، وقال: أنت عطشان؟ قلت: نعم، فأعطاني الاداوة، فشربت، ثمّ قال: تريد أن تلحق بالقافلة؟ قلت: نعم، فأردفني خلفه، وتوجّه نحو مکّة.
وکان من عادتي قراءة الحرز اليماني في کلّ يوم، فأخذت في قراءته، فقال (عليه السلام) في بعض المواضع: اقرأ هکذا، قال: فما مضي إلاّ زمان يسير حتّي قال لي: تعرف هذا الموضع؟ فنظرت فإذا أنا بالابطح، فقال: انزل، فلمّـا نزلت رجعت وغاب عنّي.
فعند ذلک عرفت أ نّه القائم (عليه السلام) فندمت وتأسّفت علي مفارقته، وعدم معرفته، فلمّـا کان بعد سبعة أيام أتت القافلة، فرأوني في مکّة بعدما أيسوا من حياتي، فلذا اشتهرتُ بطيّ الارض [1] .
[ صفحه 215]
پاورقي
[1] بحار الانوار 52: 175.