الشيخ احمد الاردبيلي
نقل المحدّث النوري عن المولي أبي الحسن الشريف العاملي الغروي تلميذ العلاّمة المجلسي وجدّ شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الکلام من طرف اُمّه، قال في کتاب (ضياء العالمين) في أواخر المجلّد الاوّل منه، في ضمن أحوال الحجّة (عليه السلام) مختصراً ما لفظه: ثمّ إنّ المنقولات المعتبرة في رؤية صاحب الامر (عليه السلام) سوي ما ذکرنا کثيرة جدّاً حتّي في هذه الازمنة القريبة، فقد سمعت أنا من ثقات أنّ مولانا احمد الاردبيلي رآه (عليه السلام) في جامع الکوفة، وسأله منه مسائل [1] .
وقال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): أخبرني جماعة عن السيّد الفاضل أمير علاّم، قال: کنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالغري (علي مشرّفها السلام)
[ صفحه 210]
وقد ذهب کثير من الليل، فبينا أنا أجول فيها، إذ رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المقدّسة، فأقبلت إليه، فلمّـا قربت منه عرفت أ نّه اُستاذنا الفاضل العالم التقي الذکيّ مولانا احمد الاردبيلي (قدّس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه، حتّي أتي الباب، وکان مغلقاً، فانفتح له عند وصوله إليه، ودخل الروضة، فسمعته يکلّم کأ نّه يناجي أحداً ثمّ خرج واُغلق الباب، فمشيت خلفه حتّي خرج من الغري وتوجّه نحو مسجد الکوفة.
فکنت خلفه بحيث لا يراني حتّي دخل المسجد، وصار إلي المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عنده، ومکث طويلاً ثمّ رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغري، فکنت خلفه حتّي قرب من الحنّانة، فأخذني سعال لم أقدر علي دفعه، فالتفت إليّ فعرفني، وقال: أنت أمير علاّم؟ قلت: نعم. قال: ما تصنع ها هنا؟ قلت: کنت معک حيث دخلت الروضة المقدّسة إلي الان، واُقسم عليک بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جري عليک في تلک الليلة، من البداية إلي النهاية.
فقال: اُخبرک علي أن لا تخبر به أحداً ما دمتُ حيّاً، فلمّـا توثّق ذلک منّي قال: کنت اُفکّر في بعض المسائل وقد اُغلقت عليّ، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين (عليه السلام) وأسأله عن ذلک، فلمّـا وصلت إلي الباب فُتح لي بغير مفتاح کما رأيت، فدخلت الروضة، وابتهلت إلي الله تعالي في أن يجيبني مولاي عن ذلک، فسمعت صوتاً من القبر: أن ائتِ مسجد الکوفة وسل عن القائم (عليه السلام) فإنّه إمام زمانک، فأتيت عند المحراب، وسألته عنها واُجبت، وها أنا أرجع إلي بيتي [2] .
[ صفحه 211]
پاورقي
[1] جنّة المأوي: 276.
[2] بحار الانوار 52: 174، إلزام الناصب 2: 50.