بازگشت

طي الارض


9- روي الشيخ قطب الدين الراوندي، قال: روي جماعة إنّا وجدنا بهمدان جماعة کلّهم مؤمنون، فسألناهم عن ذلک فقالوا: إنّ جدّنا قد حجّ ذات سنة، ورجع قبل القافلة بمدّة کثيرة، فقلنا: کأ نّک انصرفت من العراق؟ قال: لا، إنّما قد حججت مع أهل بلدتنا وخرجنا، فلمّـا کان في بعض الليالي في البادية غلبتني عيناي فنمت، فما انتبهت إلاّ بعد أن طلع الفجر وقد خرجت القافلة، فآيست من الحياة، وکنت أمشي وأقعد يومين أو ثلاثة، فأصبحت يوماً فإذا أنا بقصر، فأسرعت إليه، ووجدت ببابه أسْود، فأدخلني القصر، فإذا أنا برجل حسن الوجه والهيئة، فأمر أن يطعموني ويسقوني.

فقلت له: من أنت جعلت فداک؟ قال: أنا الذي ينکرني قومک وأهل بلدتک.

فقلت: ومتي تخرج؟ قال: تري هذا السيف المعلّق ها هنا وهذه الراية؟ فمتي انسلّ السيف من غمده وانتشرت الراية بنفسها خرجت.

فلمّـا کان بعد وهن من الليل قال لي: تريد أن تخرج إلي بيتک؟ قلت: نعم، فقال لبعض غلمانه: خذ بيده وأوصله إلي منزله، فأخذ بيدي، فخرجت معه، وکأنّ



[ صفحه 34]



الارض تطوي تحت أرجلنا، فلمّـا انفجر الفجر وإذا نحن بموضع أعرفه بالقرب من بلدتنا، فقال لي غلامه: هل تعرف الموضع؟ قلت: نعم أسد آباد، فانصرف.

قال: ودخلت همدان، ثمّ دخل بعد مدّة أهل بلدتنا ممّن حجّ معي، وحدّث الناس بانقطاعي منهم، فتعجّبوا من ذلک، واستبصرنا من ذلک جميعاً [1] .

10- وفي (منتخب الاثر) عن أربعين الخاتون آبادي - الحديث الثاني عشر - قال: قال الحسن بن حمزة العلوي الطبري في کتابه الموسوم (الغيبة): حدّثنا رجل صالح من أصحابنا، قال: خرجت سنة من السنين حاجّاً إلي بيت الله الحرام، وکانت سنة شديدة الحرّ کثيرة السموم، فانقطعت عن القافلة، وضللت الطريق، فغلب عليّ العطش حتّي سقطت، وأشرفت علي الموت، فسمعت صهيلاً، ففتحت عيني، فإذا بشابّ حسن الوجه، حسن الرائحة، راکب علي دابّة شهباء، فسقاني ماءً أبرد من الثلج، وأحلي من العسل، ونجّاني من الهلاک، فقال: يا سيّدي من أنت؟

قال: أنا حجّة الله علي عباده، وبقيّة الله في أرضه، أنا الذي أملا الارض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، أنا ابن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام).

ثمّ قال: اخفض عينيک، ثمّ قال: افتحهما، فرأيت نفسي في قدّام القافلة، ثمّ غاب عن نظري (صلوات الله عليه) [2] .



[ صفحه 35]




پاورقي

[1] الخرائج والجرائح 2: 788 / 112، مدينة المعاجز 8: 163 / 2762.

[2] منتخب الاثر: 391 / 16.