بازگشت

معجزاته في حال ولادته


1- روي السياري عن نسيم ومارية، قالتا: لمّـا خرج صاحب الزمان (عليه السلام) من بطن اُمّه سقط جاثياً علي رکبتيه، رافعاً سبّابته نحو السماء، ثمّ عطس فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّي الله علي محمّد وآله، عبداً ذاکراً لله، غير مستنکف ولا مستکبر.

ثمّ قال: زعمت الظَلَمة أنّ حجّة الله داحضة، ولو اُذِن لنا في الکلام



[ صفحه 28]



لزال الشکّ [1] .

2- وعن أبي علي الحسن الابي، قال: حدّثتني الجارية التي أهديتها لابي محمّد (عليه السلام)، قالت: لمّـا ولد السيّد (عليه السلام) رأيت نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ اُفق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء، وتمسح أجنحتها علي رأسه ووجهه وسائر جسده ثمّ تطير، فأخبرنا أبا محمّد (عليه السلام) بذلک فضحک ثمّ قال: تلک ملائکة السماء نزلت لتتبرّک بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج بأمر الله عزّ وجلّ [2] .

3- وروي محمّد بن جرير الطبري بالاسناد عن محمّد بن القاسم العلوي، قال: دخلنا جماعة من العلويّة علي حکيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسي (عليه السلام) فقالت: جئتم تسألونني عن ميلاد وليّ الله؟ قلنا: بلي والله، قالت: کان عندي البارحة، وأخبرني بذلک [3] .

4- روي الشيخ الطوسي في (کتاب الغيبة) قال: أخبرني ابن أبي جنيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار محمّد بن الحسن القمّي، عن أبي عبد الله المطهّري، عن حکيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام)، قالت: بعث إليّ أبو محمّد (عليه السلام)



[ صفحه 29]



سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمّة اجعلي الليلة إفطارک عندي، فإنّ الله عزّ وجلّ سيسرّک بوليّه وحجّته علي خلقه، خليفتي من بعدي، قالت حکيمة: فتداخلني بذلک سرور شديد، وأخذت ثيابي وخرجت من ساعتي حتّي انتهيت إلي أبي محمّد (عليه السلام) وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله.

فقلت: جعلت فداک يا سيّدي الخلف ممّن هو؟ قال: من سوسن، فأدرت طرفي فيهنّ فلم أرَ جارية عليها أثر غير سوسن.

قالت حکيمة: فلمّـا صلّيت المغرب والعشاء الاخرة أتيت بالمائدة فأفطرت أنا وسوسن وبايتّها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثمّ استيقظت فلم أزل متفکّرة فيما وعدني أبو محمّد (عليه السلام) في أمر وليّ الله، فقمت قبل الوقت الذي کنت أقوم في کلّ ليلة للصلاة، فصلّيت صلاة الليل حتّي بلغت إلي الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت وأسبغت الوضوء، ثمّ عادت فصلّت صلاة الليل وبلغت إلي الوتر، فوقع في قلبي أنّ الفجر قد قرب، فقمت لانظر فإذا بالفجر الاوّل قد طلع، فتداخل قلبي الشکّ من وعد أبي محمّد (عليه السلام) فناداني من حجرته: لا تشکّي فإنّک بالامر الساعة [4] قد رأيته إن شاء الله.

قالت حکيمة: فاستحييت من أبي محمّد (عليه السلام) وممّـا وقع في قلبي ورجعت إلي البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة، فلقيتها علي باب البيت فقلت: بأبي أنت [5] هل تحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمّة إنّي لاجد أمراً شديداً، قلت: لا خوف عليک إن شاء الله.



[ صفحه 30]



فأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت فأجلستها عليها، وجلست منها حيث تجلس المرأة من المرأة للولادة، فقبضت علي کفّي وغمزت غمزاً [6] شديداً ثمّ أنّت أنّة وتشهّدت ونظرت تحتها، فإذا أنا بوليّ الله متلقّياً الارض ساجداً [7] فأخذت بکتفيه فأجلسته في حجري فإذا هو نظيف مفروغ منه فناداني أبو محمّد (عليه السلام): يا عمّة هلمّي فائتيني بابني فأتيته به، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه علي عينيه ففتحهما، ثمّ أدخل يده في فيه فحنّکه، ثمّ أذّن في اُذنيه وأجلسه علي راحته اليسري فاستوي وليّ الله جالساً، فمسح يده علي رأسه وقال له: يا بني، إنطق بقدرة الله، فاستعاذ وليّ الله من الشيطان الرجيم واستفتح:

بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلي الَّذينَ اسْتُضْعِفوا في الارْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارِثينَ وَنُمَکِّنَ لَهُمْ في الارْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنودَهَما مِنْهُمْ ما کانوا يَحْذَرون) [8] وصلّي علي رسول الله وأمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) واحداً واحداً حتّي انتهي إلي أبيه، فناولنيه أبو محمّد (عليه السلام) وقال: يا عمّة، ردّيه إلي اُمّه کي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أنّ وعد الله حقّ ولکنّ أکثر الناس لا يعلمون [9] ، فرددته إلي اُمّه وقد انفجر الفجر الثاني فصلّيت الفريضة وعقّبت إلي أن طلعت الشمس ثمّ ودّعت أبا محمّد (عليه السلام) وانصرفت إلي منزلي.

فلمّـا کان بعد ثلاث اشتقت إلي وليّ الله فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي



[ صفحه 31]



کانت سوسن فيها فلم أرَ أثراً ولا سمعت ذکراً، فکرهت أن أسأل فدخلت علي أبي محمّد (عليه السلام) فاستحييت أن أبدأه بالسؤال، فبدأني فقال: يا عمّة، هو في کنف الله وحرزه وستره وغيبه [10] حتّي يأذن الله، وإذا غيّب الله شخصي وتوفّاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم، وليکن عندک وعندهم مکتوماً، فإنّ وليّ الله يغيّبه الله عن خلقه [11] فلا يراه أحد حتّي يقدّم له جبرئيل (عليه السلام) فرسه ليقضي الله أمراً کان مفعولاً [12] .

5- وعن محمّد بن عثمان العمري قدّس الله روحه أ نّه قال: ولد السيّد (عليه السلام) مختوناً، وسمعت حکيمة تقول: لم يرَ باُمّه دم في نفاسها، وهکذا سبيل اُمّهات الائمة صلوات الله عليهم [13] .

6- وعن محمّد بن عليّ ماجيلويه، واحمد بن محمّد بن يحيي العطّار، قالا: حدّثنا الحسن بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسي ابن جعفر (عليه السلام)، عن السيّاري، قال: حدّثتني نسيم ومارية قالتا: إنّه لمّـا سقط



[ صفحه 32]



صاحب الزمان (عليه السلام) من بطن اُمّه سقط جاثياً علي رکبتيه، رافعاً سبّابته إلي السماء، ثمّ عطس فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّي الله علي محمّد وآله: زعمت الظلمة أنّ حجّة الله داحضة، ولو اُذن لنا في الکلام لزال الشکّ [14] .

7- وقال إبراهيم بن محمّد بن عبد الله: وحدّثتني نسيم خادم أبي محمّد (عليه السلام) قالت: قال لي صاحب الزمان (عليه السلام) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة، فعطست عنده فقال لي: يرحمک الله، قالت نسيم: ففرحت بذلک، فقال (عليه السلام): ألا اُبشّرک في العطاس؟ قلت: بلي يا مولاي، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام [15] .


پاورقي

[1] الثاقب في المناقب: 583 / 532، کمال الدين: 430 / 5، إثبات الوصيّة: 221، غيبة الطوسي: 147، الخرائج والجرائح 1: 457 / 2.

[2] الثاقب في المناقب: 584 / 533، روضة الواعظين: 260.

[3] مدينة المعاجز 8: 96 / 2715.

[4] في البحار: وکأ نّک بالامر الساعة.

[5] في البحار: بأبي أنت واُمّي.

[6] غمزه، جسّه وکبسه بيده.

[7] في البحار: متلقّياً الارض بمساجده.

[8] القصص: 5 ـ 6.

[9] اقتباس من الاية (13) في القصص.

[10] في البحار: وعينه.

[11] في البحار: يغيّبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده.

[12] غيبة الشيخ الطوسي: 140، ورواه عنه في البحار 51: 17 / 25، والبرهان 3: 218 / 4، وتبصرة الوليّ: 761 / 5، وقطعة منه في نور الثقلين 4: 7 / 16، وحلية الابرار 5: 175.

[13] کمال الدين: 433 / 14، بحار الانوار 51: 16 / 20، حلية الابرار 5: 184.

[14] کمال الدين: 430 / 5، بحار الانوار 51: 4 / 6، غيبة الطوسي: 147.

[15] حلية الابرار 5: 185.