بازگشت

تفضيله علي بعض الانبياء و الصحابة


جاء في الاخبار أنّ المهدي (عليه السلام) يفضّل علي بعض الانبياء والصحابة، وأنّ الله تعالي يعطيه ما أعطي الانبياء (عليهم السلام) ويزيده ويفضّله.

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): يعطيه الله عزّ وجلّ ما أعطي الانبياء ويزيده ويفضّله [1] .

وأخرج نعيم من طريق ضمرة، عن محمّد بن سيرين أ نّه ذکر فتنة تکون فقال: إذا کان ذلک فاجلسوا في بيوتکم حتّي تسمعوا علي الناس بخير من أبي بکر وعمر. قيل: أفيأتي خير من أبي بکر وعمر؟ قال: قد کان يفضل علي بعض الانبياء (عليهم السلام) [2] .

وروي ابن أبي شيبة عن عوف، عن محمّد بن سيرين، قال: يکون في هذه الاُمّة خليفة لا يفضل عليه أبو بکر ولا عمر [3] .

وقال الکنجي: قال: فإن سأل سائل وقال: مع صحّة هذه الاخبار، وهي أنّ عيسي بن مريم يصلّي خلف المهدي (عليه السلام) ويجاهد بين يديه، وأ نّه يقتل الدجّال بين يديه، ورتبة التقدّم في الصلاة معروفة، وکذلک رتبة التقدّم للجهاد، وهذه الاخبار



[ صفحه 8]



ممّـا ثبت طُرُقها وصحّتها عند السنّة، وکذلک ترويها الشيعة علي السواء، وهذا هو الاجماع من کافّة أهل الاسلام، إذ مَن عدا الشيعة والسنّة من الفِرَق فقوله ساقط مردود وحَشْو مُطّرح، فثبت أنّ هذا إجماعُ کافّة أهل الاسلام، ومع ثبوت الاجماع علي ذلک وصحّته، فأ يّهما أفضل الامام أو المأموم في الصلاة والجهاد معاً؟

والجواب عن ذلک هو أن نقول: إنّهما قدوتان نبيّ وإمام، فإن کان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما، وهو الامام، يکون الامام قدوة للنبيّ في تلک الحال، وليس فيهما (عليهما السلام) مَن تأخذه في الله لومة لائم، وهما أيضاً معصومان من ارتکاب القبائح کافة، والمداهنة، والرياء، والنفاق، ولا يدعو الداعي لاحدهما إلي فعلِ ما يکون خارجاً عن حکم الشريعة، ولا مخالفاً لمراد الله تعالي ورسوله (صلي الله عليه وآله وسلم)، فإذا کان الامر کذلک، فالامام أفضل من المأموم، لموضع ورود الشريعة المحمّدية بذلک، بدليل قوله (صلي الله عليه وآله وسلم): «يؤمّ بالقوم أقرؤهم لکتاب الله، فإن استَوَوا فأعلَمهم، فإن استووا فأفقههم، فإن استووا فأقدمهم هجرةً، فإن استَوَوا فأصبحهم وجهاً».

فلو علم الامام أنّ عيسي أفضل منه لما جاز له أن يتقدّم عليه، لاحکامه علم الشريعة، ولموضع تنزيه الله تعالي له من ارتکاب کلّ مکروه.

وکذلک لو عَلِم عيسي أ نّه أفضل منه، لما جاز له أن يقتدي به لموضع تنزيه الله تعالي له من الرياء، والنفاق، والمحاباة، بل ولما تحقّق الامام أ نّه أعلم منه، جاز له أن يتقدّم عليه، وکذلک قد تحقّق عيسي (عليه السلام) أنّ الامام (عليه السلام) أعلم منه فلذلک قدّمه، وصلّي خلفه، ولولا ذلک لم يسعه الاقتداء بالامام، فهذه درجة الفضل في الصلاة.

ثمّ الجهاد هو بذل النفس بين يدي من يرغب إلي الله تعالي بذلک، ولولا ذلک لم يصحّ لاحد جهاد بين يدي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ولا بين يدي غيره، والدليل علي صحّة ما ذهبنا إليه قول الله سبحانه: (إنَّ اللهَ اشْتَرَي مِنَ المُؤْمِنِينَ أنفُسَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ



[ صفحه 9]



بِأنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) [4] الاية، ولانّ الامام نائب الرسول (صلي الله عليه وآله) في اُمّته، ولا يسوغ لعيسي (عليه السلام) أن يتقدّم علي الرسول، فکذلک علي نائبه [5] .


پاورقي

[1] بحار الانوار 52: 225 / 89.

[2] البرهان / المتّقي الهندي: 172 / 6، القول المختصر / ابن حجر: 109، عقد الدرر: 148 ـ 149.

[3] البرهان / المتّقي الهندي: 172.

[4] التوبة: 111.

[5] البيان في أخبار صاحب الزمان: 498.