بازگشت

علي بن ابراهيم بن مهزيار


وممّن تشرّف برؤيته (عليه السلام) عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي، ففي خبر له طويل اختصرناه، قال: خرجت في بعض السنين حاجّاً إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياماً، أسأل وأتبحث عن صاحب الزمان (عليه السلام) فما عرفت له خبراً، فخرجت حتّي أتيت مکّة، فقضيت حجّتي واعتمرت بها اُسبوعاً، کلّ ذلک أطلب، فبينا أنا اُفکّر إذ انکشف لي باب الکعبة، فإذا أنا بإنسان کأ نّه غصن بان، متّزر ببردة متّشح باُخري، فارتاح قلبي وبادرت لقصده، فانثني إليّ، وتعرّفني، ثمّ صافحني وعانقني وقال: يا أبا الحسن، ما فعلت العلامة التي بينک وبين الماضي أبي محمّد نضّر الله وجهه؟

قلت: معي، فأدخلت يدي إلي جيبي، وأخرجت خاتماً عليه (محمّد وعلي)، فلمّـا قرأه استعبر حتّي بلّ طمره [1] الذي کان علي يده، وقال: يرحمک الله



[ صفحه 179]



يا أبا محمّد، فإنّک زين الاُمّة، شرّفک الله بالامامة، وتوّجک بتاج العلم والمعرفة، فإنّا إليکم صائرون، ثمّ صافحني وعانقني، وقال: ما الذي تريد يا أبا الحسن؟

قلت: الامام المحجوب عن العالم.

قال: ما هو محجوب عنکم، ولکن حجبه سوء أعمالکم، قم إلي رحلک، وکن علي اُهبة من لقائه، إذا انحطّت الجوزاء، وأزهرت نجوم السماء، فها أنا لک بين الرکن والصفا.

قال: فطابت نفسي وتيقّنت أنّ الله فضّلني، فلمّـا حان الوقت جاءه واصطحبه إلي صاحب الامر (عليه السلام)، فسلّمت عليه بالامامة، فقال لي: يا أبا الحسن، قد کنّا نتوقّعک ليلاً ونهاراً، فما الذي أبطأ بک علينا؟

قلت: يا سيّدي، لم أجد من يدلّني إلي الان.

ثمّ قال لي: لم تجد أحداً يدلّک، ثمّ نکث بإصبعه في الارض، وقال: لا، ولکنّکم کثّرتم الاموال، وتجبّرتم علي ضعفاء المؤمنين، وقطعتم الرحم الذي بينکم، فأيّ عذر لکم الان؟

فقلت: التوبة، التوبة، الاقالة، الاقالة.

ثمّ قال: يا ابن مهزيار، لولا استغفار بعضکم لبعض لهلک مَن عليها إلاّ خواصّ الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم. ثمّ أخبره بفتن آخر الزمان وخبر خروجه (عليه السلام) [2] .



[ صفحه 180]




پاورقي

[1] الطمر: الکساء البالي.

[2] دلائل الامامة: 539 / 522، المحجّة للبحراني: 123، ونحوه في کمال الدين: 465 / 23، وغيبة الطوسي: 159.