الحسن بن الوجناء
روي الشيخ الصدوق (رحمه الله) بالاسناد عن أبي جعفر محمّد بن علي المنقذي الحسني، قال: کنت جالساً بالمستجار وجماعة من المقصّرة، وفيهم المحمودي، وأبو الهيثم الديناري، والحسن بن وجناء، وکانوا زهاء ثلاثين رجلاً [1] ، وذکر
[ صفحه 167]
الحديث الذي قدّمناه في إبراهيم بن محمّد بن احمد الانصاري، وفيه أ نّهم رأوا الامام صاحب الزمان (عليه السلام).
والظاهر أ نّه أبو محمّد بن الوجناء المتقدّم، والذي عدّه الشيخ الصدوق (رحمه الله) ممّن رأي الامام صاحب الزمان (عليه السلام) ووقف علي معجزاته من أهل نصيبين.
وروي الشيخ الصدوق بالاسناد عن سليمان بن إبراهيم الرقّي، عن الحسن ابن الوجناء النصيبي، قال: کنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد العتمة، وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّکني محرّک، فقال: قم يا حسن بن وجناء، قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن، أقول: إنّها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي، وأنا لا أسألها عن شيء حتّي أتت بي دار خديجة (صلوات الله عليها) وفيها بيت بابه في وسط الحائط، وله درجة ساج يرتقي إليه، فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن، فصعدت فوقفت بالباب، وقال لي صاحب الزمان (عليه السلام): يا حسن، أتراک خفيت عليّ؟ والله ما من وقت في حجّک إلاّ وأنا معک فيه، ثمّ جعل يعدّ عليّ أوقاتي، فوقعت علي وجهي، فحسست بيده قد وقعت عليّ، فقمت.
فقال لي: يا حسن، الزم بالمدينة دار جعفر بن محمّد، ولا يهمّنک طعامک وشرابک، ولا ما يستر عورتک ثمّ دفع إليّ دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه، فقال: فبهذا فادعُ، وهکذا صلّ عليّ، ولا تعطه إلاّ محقّي أوليائي، فإنّ الله جلّ جلاله موفّقک.
فقلت: مولاي لا أراک بعدها؟ فقال: يا حسن إذا شاء الله.
قال: فانصرفت من حجّتي، ولزمت دار جعفر بن محمّد (عليه السلام) فأنا أخرج منها فلا أعود إليه إلاّ لثلاث خصال: لتجديد وضوء، أو لنوم، أو لوقت الافطار،
[ صفحه 168]
فأدخل بيتي وقت الافطار، فاُصيب رباعيّاً مملوءاً ماءً، ورغيفاً علي رأسه، عليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآکل ذلک، فهو کفاية لي، وکسوة الشتاء في وقت الشتاء، وکسوة الصيف في وقت الصيف، وإنّي لادخل الماء بالنهار فأرشّ البيت، وأدع الکوز فارغاً، واُوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه، فأصّدّق به ليلاً لئلاّ يعلم بي من معي [2] .
پاورقي
[1] کمال الدين: 473.
[2] بحار الانوار 52: 32 / 27.