بازگشت

اسماعيل بن علي النوبختي


روي الشيخ الطوسي بالاسناد عن أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن علي (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها، وأنا عنده، إذ



[ صفحه 159]



قال لخادمه عقيد - وکان الخادم أسود نوبيّاً، قد خدم من قبله علي بن محمّد، وهو ربيّ الحسن (عليه السلام) - فقال: يا عقيد، اغلِ لي ماءً بمصطکي، فأغلي له، ثمّ جاءت به صقيل الجارية اُمّ الخلف (عليه السلام)، فلمّـا صار القدح في يديه وهمّ بشربه، فجعلت يده ترتعد حتّي ضرب القدح ثنايا الحسن (عليه السلام) فترکه من يده، وقال لعقيد: اُدخل البيت، فإنّک تري صبيّاً ساجداً فأتني به.

قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرّي، فإذا أنا بصبي ساجد، رافع سبّابته نحو السماء، فسلّمت عليه، فأوجز في صلاته، فقلت: إنّ سيّدي يأمرک بالخروج إليه، إذ جاءت اُمّه صقيل، فأخذت بيده وأخرجته إلي أبيه الحسن (عليه السلام).

قال أبو سهل: فلمّـا مثل الصبيّ بين يديه سلّم، وإذا هو درّي اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلمّـا رآه الحسن (عليه السلام) بکي، وقال: يا سيّد أهل بيته، أسقني الماء فإنّي ذاهب إلي ربّي، وأخذ الصبيّ القدح المغلي بالمصطکي بيده، ثمّ حرّک شفتيه ثمّ سقاه، فلمّـا شربه قال: هيّئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل فوضّأه الصبيّ واحدة واحدة، ومسح علي رأسه وقدميه.

فقال له أبو محمّد (عليه السلام): أبشر يا بني، فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجّة الله علي أرضه، وأنت ولدي ووصيّي، وأنا ولدتک، وأنت محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ولدک رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وأنت خاتم الائمة الطاهرين، وبشّر بک رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسمّـاک وکنّاک بذلک، عهد إلي أبي عن آبائک الطاهرين (صلّي الله علي أهل البيت) ربّنا إنّک حميد مجيد، ومات الحسن بن عليّ من وقته (صلوات الله عليهم أجمعين) [1] .



[ صفحه 160]




پاورقي

[1] غيبة الطوسي: 165.